أشار تقرير صادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة لأضخم هجوم للنظام السوري بالأسلحة الكيميائية على المواطنين السوريين في غوطتي دمشق، إلى أن ثلث ضحايا الهجمة من النساء والأطفال، وهو ما يظهر نية مبيتة لدى النظام السوري بقتل أكبر عدد من السوريين.
وأسفر الهجوم عن مقتل 1144 شخصاً اختناقاً، بينهم 194 سيدة و99 طفلا، بحسب تقرير صدر اليوم الأحد عن الشبكة، وحصل موقع تلفزيون سوريا على نسخة منه.
وقال التقرير، إن هناك محاولات "مخزية" تقوم بها الجزائر بأوامر روسية ترمي إلى إعادة النظام السوري إلى الجامعة العربية، على الرغم من أنه هو نفسه النظام الذي نفذ 217 هجوماً كيميائياً ضدَّ شعبه.
ولفت التقرير، إلى أن الهجمات الكيميائية على غوطتي دمشق في 21/ آب/ 2013 تبقى الأقسى والأشد صعوبة، ووصفها بـ"البربرية".
كميات كبيرة من الغاز.. في وقت متأخر من الليل
واعتبر التقرير، أن النظام لديه نية مبيتة بقتل أكبر عدد ممكن من السوريين بمن فيهم النساء والأطفال، باستخدامه كميات كبيرة من غاز السارين في وقت متأخر من الليل خلال نوم الأهالي؛ الأمر الذي يُـخفِّض من فرص النجاة.
ولفت التقرير، إلى أن مؤشرات درجات الحرارة تلك الليلة كانت تُشيرُ إلى انخفاضها بين السَّاعة الثانية والخامسة فجراً؛ ما يؤدي إلى سكون الهواء، وبالتالي عدم تطاير الغازات السَّامة الثقيلة.
وبحسب التقرير فقد قتل في ذلك اليوم 1144 شخصاً اختناقاً، بينهم 1119 مدنياً، بما في ذلك 99 طفلاً و194 سيدة (أنثى بالغة)، و25 من مقاتلي المعارضة المسلحة، كما أصيب 5935 شخصاً بأعراض تنفسية وحالات اختناق.
وتشكل هذه الحصيلة، قرابة 76 بالمئة من إجمالي الضحايا الذين قتلوا بسبب الهجمات الكيميائية التي شنَّها النظام السوري، منذ كانون الأول/ 2012 حتى آخر هجوم موثَّق في الكبينة بريف اللاذقية في أيار/ 2019.
منفذو الهجمات الكيماوية في سوريا: النظام وداعش
وسجَّل التقرير 222 هجوماً كيميائياً على سوريا، منذ 23 كانون الأول 2012 حتى 20 آب 2022، كانت قرابة 98 بالمئة منها على يد قوات النظام السوري، وقرابة 2 بالمئة على يد تنظيم داعش، وتصدرت محافظة ريف دمشق بقية المحافظات حيث شهدت 71 هجوماً، تلتها محافظة إدلب بـ 45.
وطبقاً للتقرير فإن هجمات النظام السوري -الـ 217- تسبَّبت في مقتل 1510 أشخاص يتوزعون على 1409 مدنيين بينهم 205 أطفال و260 سيدة (أنثى بالغة) و94 من مقاتلي المعارضة المسلحة، و7 أسرى من قوات النظام السوري كانوا في سجون المعارضة المسلحة. كما تسبَّبت في إصابة 11080 شخصاً بينهم 5 أسرى من قوات النظام السوري كانوا في سجون المعارضة المسلحة.
في حين نفّذ تنظيم داعش 5 هجمات كيميائية، منذ تأسيسه في 9 نيسان 2013 حتى 20 آب 2022، كانت جميعها في محافظة حلب وتسبَّبت في إصابة 132 شخصاً.
ونفذ النظام السوري 33 هجوماً قبل قرار مجلس الأمن رقم 2118، و184 بعده، في حين بلغت 115 هجوماً بعد قرار مجلس الأمن رقم 2209، و59 هجوماً بعد تشكيل آلية الأمم المتحدة وقرار مجلس الأمن رقم 2235. أما الهجمات الخمس التي نفذها تنظيم داعش فهي تشكل بحسب التقرير خرقاً لقرارات مجلس الأمن رقم 2118، و2209، و2235.
بشار الأسد مسؤول شخصياً.. والإفلات من العقاب يهدد باستمرار النزاع
وحمَّل التقرير مسؤولية تحريك الأسلحة الكيميائية واستخدامها إلى رأس النظام السوري بشار الأسد، الذي يتولى قيادة الجيش والقوات المسلحة، وأكد أنه لا يمكن القيام بمهام أقل من ذلك بكثير من دون علمه وموافقته.
ونبه التقرير، إلى أن إفلات النظام السوري من العقاب على استخدامه الأسلحة الكيميائية المحرمة دولياً، من أبرز عوامل فقدان الأمل لدى المجتمع السوري وشعوب المنطقة، وبالتالي انضمام كثير من أبنائها إلى التنظيمات المتطرفة والدخول في دوامة من العنف والنزاعات لا تنتهي.
وطالب التقرير الأمم المتحدة ومجلس الأمن بفرض عقوبات اقتصادية وسياسية وعسكرية على النظام السوري في ذكرى استخدامه الأسلحة الكيميائية ضدَّ الغوطتين الشرقية والغربية بريف دمشق، كشكل من أشكال التعويض المعنوي لأسر الضحايا.