icon
التغطية الحية

فيلم روسي يناقش تداعيات قضية "شركات المرتزقة" في سوريا

2021.10.16 | 13:55 دمشق

90482635a92680555cb2e415a153513e.jpg
إسطنبول ـ وكالات
+A
حجم الخط
-A

يتحدث الفيلم الروسي (ماما، أنا بالمنزل) عن حروب خارجية لا طائل منها يشنها الكرملين، مشيرا إلى أن المأساة التي عانت منها عائلات الجنود الأميركيين تتكرر في روسيا مع مشاركتها في صراعات مسلحة في عدد من دول العالم على رأسها سوريا.

يتناول الفيلم المشارك في قسم (الاختيار الرسمي خارج المسابقة) بمهرجان الجونة السينمائي قصة تونيا التي تعمل سائقة حافلة وتعيش في بلدة صغيرة في روسيا مع ابنتها الكبيرة وحفيدها الصغير.

وبينما تتوق تونيا لعودة ابنها الأصغر البالغ من العمر 18 عاما بعدما سافر إلى سوريا منضما إلى شركة أمن خاصة، يأتيها خبر مقتله بهجوم مسلح مع عدم التمكن من استعادة جثمانه الذي تحول إلى أشلاء.

ترفض تونيا التصديق وتطرق كل الأبواب للبحث عنه وإعادته إلى الوطن، وذلك بالتزامن مع زيارة مرتقبة لمسؤول كبير من موسكو إلى البلدة ومحاولة المسؤولين المحليين التكتم على قصة الابن وإقناع الأم بقبول التعويض المالي وعدم إثارة الأمر.

لكن الأم تختار التصعيد وتحاول جذب وسائل الإعلام لمشكلتها لتعود إلى المنزل ذات يوم فتجد شابا لا تعرفه في عمر ابنها ينتحل شخصيته ويقدم كل الأوراق الثبوتية الداعمة لزعمه.

يحاول الابن المزعوم المدفوع من المسؤولين المحليين للسيطرة على الأم وابنتها شل حركتهما متبعا في ذلك كل الوسائل الممكنة حتى العنف لمنعهما من مغادرة المنزل. من جانب آخر تقوم السلطة المحلية بفصل الأم من العمل لتضييق الدائرة عليها ومحاصرتها تماما.

لكن أمام إصرار تونيا على كشف حقيقة مصير ابنها ومقاومتها الشرسة لفرض الأمر الواقع، يستسلم الابن المزعوم ويتحول من حارس يعيق حركتها إلى ابن حقيقي يساعدها على إيصال صوتها إلى أبعد مدى.

الفيلم مدته 104 دقائق ومن بطولة كيسينا رابوبور ويوري بوريسوف وإيكاترينا شوماكوفا وإخراج فلاديمير بيتوكوف في ثاني أفلامه الروائية الطويلة.

وقال بيتوكوف (36 عاما) بعد عرض الفيلم مساء الجمعة بمهرجان الجونة السينمائي إن قضية "شركات الحرب" التي يجرمها القانون لكنها تعمل على الأرض أصبحت مشكلة ملموسة في روسيا وتتزايد تعقيداتها يوما بعد يوم.

وأضاف أنه اختار أن يركز الفيلم على معاناة الأمهات لا تتبع مسار تلك الشركات وطريقة عملها وأساليب تجنيدها للشبان وإرسالهم إلى دول مجاورة وللشرق الأوسط لأن الجانب الإنساني كان أكثر ما يهمه.

وقال لرويترز "يعود الفضل في إتمام هذا الفيلم إلى المنتجَين اللذين دعماني وكانت لديهما الجرأة لإعطائي التمويل اللازم. فطالما أنت بعيد عن التمويل الحكومي يمكنك صنع ما تشاء لكن المشكلات ستبدأ لاحقا".

وأضاف "لا توجد رقابة مسبقة على الأعمال السينمائية ولن يوقفك أحد، لكن قد يتم حجب الفيلم في روسيا ومنعه من العرض بدور السينما، ومع ذلك أنا سعيد بمشاركته في المهرجانات الدولية وتفاعل الجمهور معه". وكان الفيلم قد عرض لأول مرة عالميا في شهر أيلول في قسم (آفاق أرحب) بمهرجان البندقية.

وتعد "فاغنر" من أشهر شركات المرتزقة الروسية، تأسست عام 2014، على يد يفغيني بريغوجين المعروف بـ طباخ بوتين، وتدعم "فاغنر" المرتبطة ارتباطا وثيقا بالكرملين، قوات نظام الأسد في سوريا، ونفذ أفرادها انتهاكات واسعة بحق السوريين، وصلت إلى مستوى جرائم حرب.