نٌشر مقطع مصوّر على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الأربعاء، يُظهر ما قيل إنّها لحظة اغتيال القيادي في "حركة أحرار الشام- القطاع الشرقي" صدام الموسى (أبو عدي)، يوم الأربعاء الفائت.
وتضمّن المقطع الذي نشره لأوّل مرّة حساب إخباري جديد يحمل اسم "سبُل نيوز"، مشاهد من كاميرا مراقبة، أظهرت سقوط صاروخٍ استهدف "أبو عدي" خلال وقوفه قرب عدد من الأغنام أمام منزله في قرية الحدث غربي مدينة الباب.
اقرأ أيضاً.. الباب.. اغتيال قيادي لـ"القطاع الشرقي-أحرار الشام" مقرّب من "الهيئة"
والمشاهد التي قالت "سبُل نيوز" إنّها "حصرية"، تحسم الجدل حول طريقة الاغتيال التي تضاربت بشأنها الأنباء، وتوثّق لحظة استهداف واغتيال "أبو عدي الباب" بصاروخ "MAM-L" أطلقته طائرة مسيّرة، قالت إنّها من طراز (بيرقدار) التركيّة.
— SPL NEWS (@SPLNEWS6) February 1, 2023
وقبل نشر فيديو الاستهداف، تضاربت الأنباء عن الطريقة التي قُتل من خلالها "أبو عدي"، ففي حين أشارت بعض المصادر إلى اغتياله عبر عبوة ناسفة، أكّد مقربون منه أن طائرة مسيرة استهدفته بصاروخ أدى إلى مقتله.
وسبق أن نشرت صفحات محلية قبل اغتيال "أبو عدي" بأيامٍ قليلة، أنباء عن استدعاء المخابرات التركية لعدة قادة في "حركة أحرار الشام-القطاع الشرقي"، على خلفية رفضهم تسليم "معبر الحمران" لقيادة الجيش الوطني السوري، وكان من بين الأسماء "أبو عدي" و10 آخرين.
البيانات الرسمية لـ"حركة أحرار الشام" التي صدرت عقب عملية اغتيال "أبو عدي"، خلت من أي تفاصيل عن السلاح المستخدم في الاغتيال، أو الجهة المسؤولة عن التنفيذ، لكن حسابات مقربة من "هيئة تحرير الشام" وجّهت التهمة إلى قيادة "الفيلق الثاني" في الجيش الوطني ممثلة بـ"فهيم عيسى"، بالوقوف وراء العملية، بالتعاون مع ضابط يعمل في جهاز المخابرات التركي يدعى (أبو عارف)، كما نشرت صوراً قالت إنها لبقايا الصاروخ الذي استهدف "أبو عدي".
وانتشر مقطع مصور لوالدة "أبو عدي" قالت فيه: إن "طائرة مسيرة قتلت ابنها"، مطالبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بمحاسبة الضابط "أبو عارف"، الذي اتهمته بـ"الوقوف وراء عملية القتل".
"أبو عدي الباب"
بحسب ما ذكرت "سبُل نيوز"، فإنّ صدام الموسى (أبو عدي)، ينحدر من قرية البوغاز شرقي مدينة الباب، وهو حاصل على شهادة في الطب البيطري إلى جانب اهتمامه بالعلم الشرعي، وسبق أن عُيّن شرعياً في "المحكمة الرباعية" بمدينة حلب، عام 2013.
ومع اندلاع الثورة السورية، انخرط "أبو عدي" بالعمل العسكري والتحق بـ"كتيبة الراشدين" في بلدة العريمة التابعة لمدينة الباب، ثم انضم إلى "حركة أحرار الشام" واستلم عدة مراكز فيها، كما أسّس لاحقاً "كتيبة القناصين" غربي حلب، باعتباره أحد "أمهر القنّاصين" في الحركة.
وأضافت أنّه شارك في المعارك ضد النظام السوري و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) وتنظيم الدولة (داعش)، وأصيب عدة مرات وفقد عينه اليُسرى في معركة ضد الميليشيات الإيرانية بريف إدلب، عام 2015، عاد بعدها إلى جرابلس شمال شرقي حلب، وشارك في معركة استعادة الباب من "داعش"، أواخر العام 2016، كما شارك في معارك السيطرة على مدينة عفرين شمال غربي حلب ضمن عملية "غصن الزيتون".
وأشارت "سبُل نيوز" إلى أنّ "أبو عدي" ساهم بالكشف عن خلايا لـ"حزب العمال الكردستاني-PKK" و"داعش" نفّذت تفجيرات استهدفت المدنيين في منطقتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون"، آخرها اعتقال خلية لـ"PKK"، خطّطت لتنفيذ عمل إرهابي في ولاية أنطاليا جنوب غربي تركيا، وسلّمتها للسلطات التركية.
وكانت مصادر خاصة قد كشفت لـ موقع تلفزيون سوريا، في وقتٍ سابق، أن الجهات الأمنية التركية أحبطت هجومين إرهابيين في ولايتي مرسين وأنطاليا، على غرار "تفجير شارع تقسيم" في ولاية إسطنبول.
وقالت المصادر إنّ الشبكات المنفذة لهذه الهجمات تتطابق مع مصادر اللوجستيات والمتفجرات القادمة من مناطق سيطرة (وحدات حماية الشعب - YPG) شمال شرقي سوريا، مروراً بـ"معبر السكرية" أو "معبر عولان" (معبر تهريب) الذي يسيطر عليه "القطاع الشرقي/ أحرار الشام" في منطقة الباب.
وبحسب المصادر فإنّ المخابرات التركية قرّرت استهداف -عبر المسيّرات- أي تحرّكات على خطوط التهريب وأنّها حذّرت "القطاع الشرقي"، إلّا أنّها لم تجر أي تحرّكات ميدانية ضدهم، لأنّ ما كُشف عنه تزامن مع بدء "مسار التطبيع بين تركيا والنظام السوري"، لذلك "أوقفت التحرّك ضد الفصائل العسكرية، كي لا يفهم بأنّ أنقرة بدأت بضرب الفصائل".