اغتيل قيادي في "القطاع الشرقي - حركة أحرار الشام" مقرّب من "هيئة تحرير الشام"، مساء اليوم الأربعاء، قرب منزله في منطقة الباب بريف حلب الشرقي.
وتضاربت الأنباء حول طريقة استهدافه، إذ قالت مصادر لـ موقع تلفزيون سوريا بأنّ طائرة مسيّرة نفّذت غارةً، استهدفت المسؤول الأمني في "القطاع الشرقي" وقائد "لواء أحرار عولان" صدام الموسى المعروف المكنّى بـ"أبي عدي"، وذلك قرب منزله في قرية الحدث غربي مدينة الباب.
وأضافت المصادر أنّ "أبا عدي" تعرّض لإصابةٍ خطيرة وبُترت قدمه من إثر الغارة، قبل أن يتوفى متأثراً بجراحه في نقطة طبية نقله إليها أهالي المنطقة.
ورغم أنّ بعض المصادر أشارت إلى أن المسيّرة التي استهدفت القيادي "أبا عدي"، تابعة للقوات الروسيّة، إلّا أنّ مصادر أمنيّة رجّحت بأنّ المسيّرة تابعة للجيش التركي، في حين أشارت مصادر محلية إلى أنّ الاستهداف - غالباً - كان عن طريق عبوة ناسفة انفجرت به.
وبحسب مصدر أمني لـ موقع تلفزيون سوريا، فإنّ القيادي "أبا عدي" يعدّ الذراع اليمين في منطقة الشمال السوري لـ"أبي ماريا القحطاني" (أبرز قياديي "هيئة تحرير الشام")، فضلاً عن "الولاء المُطلق" للوائه "أحرار عولان" للهيئة.
ما علاقة التفجيرات في تركيا؟
كشفت مصادر خاصة لـ موقع تلفزيون سوريا، في وقتٍ سابق، أن الجهات الأمنية التركية أحبطت هجومين إرهابيين أحدهما في ولايتي مرسين وأنطاليا جنوب غربي تركيا، على غرار "تفجير شارع تقسيم" في ولاية إسطنبول.
وقالت المصادر: "الشبكات المنفذة لهذه الهجمات تتطابق، كما تتطابق مصادر اللوجستيات والمتفجرات القادمة من مناطق سيطرة (وحدات حماية الشعب - YPG) شمال شرقي سوريا، مروراً بـ"معبر السكرية" أو "معبر عولان" (معبر تهريب) الذي يسيطر عليه "القطاع الشرقي/ أحرار الشام" في منطقة الباب.
وبحسب المصادر، فإنّ المخابرات التركية قرّرت استهداف -عبر المسيّرات- أي تحرّكات على خطوط التهريب وأنّها حذّرت "القطاع الشرقي" في "حركة أحرار الشام"، إلّا أنّها لم تجر أي تحرّكات ميدانية ضدهم، لأنّ ما كُشف عنه تزامن مع بدء "مسار التطبيع بين تركيا والنظام السوري"، لذلك "أوقّفت التحرّك ضد الفصائل العسكرية، كي لا يفهم بأنّ أنقرة بدأت بضرب الفصائل".
ما علاقة معبر الحمران؟
وتشير مصادر أُخرى رجّحت أنّ استهداف القيادي في "القطاع الشرقي" مصدره مسيّرة تركية، إلى أنّ وراء الاستهداف أيضاً، هو "معبر الحمران" "الفاصل بين مناطق سيطرة الجيش الوطني و"قسد" في منطقة جرابلس شمال شرقي حلب.
وكان المعبر تحت سيطرة "الفيلق الثالث" (كتلة الجبهة الشامية إلى جانب جيش الإسلام)، ولكن تمكّنت "أحرار الشام/ القطاع الشرقي" بدعمٍ من "فرقة الحمزة" (الحمزات) انتزاع المعبر منه، منتصف شهر تشرين الأول 2022، تزامناً مع تدخّل "تحرير الشام" إلى جانب "الحمزات والعمشات (فرقة السلطان سليمان شاه)" وشنّ هجومٍ على مواقع الفيلق في كامل منطقة عملية "غصن الزيتون" (عفرين) شمال غربي حلب.
ولأنّ "معبر الحمران" يعد المعبر الأكثر دخلاً، قال المصدر لـ موقع تلفزيون سوريا إنّ "القطاع الشرقي في أحرار الشام" رفض تسليم كتلته المالية إلى "المؤقتة"، وسلّمها إلى "هيئة تحرير الشام" بشكل مباشر، موضحاً أنّ "فصائل الجيش اتفقت على توحيد الصندوق المالي لجميع المعابر التي تسيطر عليها، سواء الخارجية مع تركيا، أو الداخلية مع النظام السوري أو "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد).