باشرت كل من الجبهة الوطنية للتحرير وهيئة تحرير الشام وجيش العزة منذ سريان وقف إطلاق النار في شمال غربي سوريا، بمعسكرات تدريب لإعداد قوات خاصة قادرة على صدّ أي هجوم للنظام وحلفائه على إدلب.
وبثّت الجبهة الوطنية للتحرير اليوم إصداراً مرئياً لتخريج دورة "الشهيد علاء عبد المعطي دعيمس" من معسكرات الإعداد والتدريب، وهي الدورة الـ 19 من سلسلة التدريبات العسكرية لتدريب مقاتليها وإعداد قوات "مهام خاصة".
ويوم السبت الفائت انتهت الدور الخامسة من دورات "المهام الخاصة" بتخريج 213 مقاتلاً من فصيل "صقور الشام" التابع للجبهة الوطنية للتحرير، بعد شهر من التدريبات في مناطق نائية وجبلية من ريف عفرين، تلقى فيها المقاتلون تدريبات على كل أنواع القتال وفي مختلف الظروف، وانتقل المتدربون إلى خطوط القتال في محاور ريف حلب وإدلب.
وبدءاً بمعسكر "الشهيد عبد المنعم التلاوي" في السابع من أيار الفائت، أطلقت الجبهة الوطنية للتحرير سلسلة معسكرات لتدريب مقاتليها على التكتيكات العسكرية المطلوبة في المعارك القادمة، بحسب ما أفاد به النقيب ناجي مصطفى المتحدث باسم الجبهة الوطنية للتحرير، لموقع تلفزيون سوريا.
وتلقّى المقاتلون تدريبات على التسلل الليلي وعمليات الإغارة في دورة "الشهيد خالد الحمد" في الـ 24 من تموز الفائت.
وأضاف مصطفى بأنه الغاية من هذه المعسكرات رفع القدرة القتالية واللياقة البدينة للمقاتلين وتدريبهم بشكل نوعي على جميع التكتيكات في مختلف ظروف المعارك.
وأشار النقيب إلى أن هذه المعسكرات التي حملت أسماء قادة ميدانيين قُتلوا في مواجهة النظام؛ تركّز على تقديم تكتيكات عسكرية تمكّن المقاتلين من التصدي لهجمات "الأرض المحروقة" التي تعتمدها روسيا، وتفادي الخسائر التي قد تترتب عليها، وكذلك تكتيكات الحروب الليلية.
وأكّد أن معسكرات التدريب يشرف عليها ضباط ومدربون من الجبهة الوطنية، وأعدوا لذلك خططاً متكاملة وبرامج محددة.
وأوضح مصدر عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير طلب عدم الكشف عن اسمه، لموقع تلفزيون سوريا، أن هذه المعسكرات جاءت كضرورة ملحّة لتدارك الضعف الذي ظهر في التصدي للهجوم الأخير على شمال غربي سوريا، والذي تسبّب بخسائر هي الأكبر للجبهة الوطنية وباقي فصائل المعارضة كنتيجة طبيعية لسياسة الأرض المحروقة التي تعتمدها روسيا وقوات النظام.
وأشار مصدر عسكري آخر في حديثه لموقع تلفزيون سوريا إلى أن بعض فصائل الجبهة الوطنية للتحرير لم تتوقف منذ سنوات عن إقامة معسكرات التدريب النوعية، كحركة أحرار الشام وألوية صقور الشام وفيلق الشام. في حين كثّفت باقي فصائل الجبهة كجيش النصر والفرقة الأولى والجيش الثاني وجيش إدلب الحر من تدريباتها وذلك باقتراح من قادة العمليات في الجيش التركي في إدلب، بعد ما لاحظوه من تفوق عسكري لمجموعات القوات الخاصة وبالتحديد "مغاوير أحرار الشام".
وأعلنت حسابات إعلامية رديفة لحركة أحرار الشام يوم الإثنين الفائت عن تخريج أكثر من 50 دورة، للمئات من مقاتليها، وتوزيعهم على قوات النخبة في الحركة والمتمثلة في قوات المغاوير والقوات الخاصة والوحدة 82.
هيئة تحرير الشام.. عودة لتكتيك التسلل الليلي بعد فشل أسلوب الجيوش
أما هيئة تحرير الشام وهي الفصيل الأكبر والأقوى تسليحاً في إدلب، ركّزت في معسكرين منفصلين خلال الفترة الأخيرة على التدريبات الليلية، بما يوحي أنها عودة للتكتيك القديم المعتمد في مواجهة هجمات النظام وحلفائه، وأيضاً مهاجمة نقاطه. وذلك بسبب فشل النمط المعتمد في العامين الأخيرين في المواجهة النهارية باستخدام الأسلحة الثقيلة والتوقف عن الإغارات النوعية والتسللات الليلية.
وخرّجت هيئة تحرير الشام يوم الأحد الفائت ما سمتها "سرايا الحراري" في الجناح العسكري وهي دفعة من رماة قاذف "RBG" مزوّد بمنظار ليلي أو حراري.
وسبق ذلك في الـ 15 من حزيران الماضي، تخريج دفعة من دورات رفع المستوى للقناصين الحراريين، واستخدم القناصون خلال تدريباتهم التكتيكات الخاصة بالقنص الحراري والليلي من عمليات الهجوم والمباغتة والتسلل في الظلام بالتزامن مع التدريب القاسي على الاقتحام والرصد في النهار.
جيش العزة مستمر في القتال بعد خسارة معاقله في ريف حماة الشمالي
يستمر جيش العزة التابع للجيش السوري الحر في معسكرات التدريب وإعداد المقاتلين المنتسبين إليه، على الرغم من خسارة معاقله في مدينة اللطامنة ومحيطها بريف حماة الشمالي.
وفي الـ 19 من الشهر الفائت، أعلن الفصيل عن تخريج الدورة الـ 31 قوات خاصة ضمن معسكر الشهيد عبد الباسط الساروت.
ويظهر في الإصدار المرئي لتخريج الدورة 31، دبابتان من طراز T-72 / T62M، بالإضافة إلى العربة MT-LB البرمائية متعددة الاستخدامات. ويحاكي التدريب ساحة قتال حقيقية في تضاريس مشابهة لجبل الزاوية المتوقع أن يكون مسرح عمليات قادمة.
وتدربت الدفعة على الإغارة بالعربات المصفحة والاقتحام بالدبابات والعربات الثقيلة، ضمن تكتيكات نمطية متكررة اعتادت قوات النظام على صدّها والتعامل معها.
ومنذ مطلع العام 2016، لم يتوقف جيش العزة عن إقامة معسكرات التدريب التي كانت تحت مسمى "فرسان العزة".
وفتح "جيش العزة" منذ منتصف شهر حزيران الماضي، باب الانتساب إلى دورات القوات الخاصة في معسكر الشهيد عبد الباسط الساروت.
وقرر المجلس العسكري التركي الأعلى في الثامن من آب الماضي، تشكيل قيادة مركزية موحدة للجيش التركي في سوريا. وبموجبه أصبحت القوات الخاصة الثالثة هي المسؤولة عن الملف السوري، كما جرى تعيين قائدها اللواء "هاكان أوزتكين" رئيساً للقيادة المركزية المشتركة.
وستتولى القيادة المركزية التي اتخذت من مدينة أنطاكيا بولاية هاتاي مركزاً أساسياً لها الإشراف على عمليات كامل القوات التركية المنتشرة في محافظة إدلب ومناطق عمليات: "درع الفرات" – "غصن الزيتون" – "نبع السلام".
اقرأ أيضاً: دلالات إنشاء الجيش التركي قيادة مركزية موحدة في سوريا
وأفادت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا في السابع من تموز الماضي، أن فصائل محافظة إدلب في طور تشكيل مجلس عسكري جرى الاتفاق على تأسيسه بموافقة مختلف الأطراف، حيث سيتولى المجلس تنظيم النشاط العسكري للفصائل في محافظة إدلب والإشراف على معسكرات إعداد وتدريب المقاتلين. في إجراء قد يؤدي إلى حل عقدة "هيئة تحرير الشام"، وتساهم في دفع الهيئة باتجاه مزيد من التناغم مع الرغبة التركية.
وبموجب الاتفاق فإن المجلس سيكون برئاسة لجنة ثلاثية مؤلفة من ثلاثة قيادات بارزة وهي: أبو حسين 600 قائد الجناح العسكري في هيئة تحرير الشام – النقيب أبو المنذر رئيس الجناح العسكري في أحرار الشام – حج محمد حوران قائد غرفة عمليات الجبهة الوطنية للتحرير.
وبحسب ما جرى التوافق عليه فإنه سيتم تشكيل ما يتراوح بين 30 و 40 لواء عسكرياً من مختلف الفصائل، على أن يتكون كل لواء من وحدات نخبة وقوات مشاة وآليات ومدرعات وقطاعات مدفعية، كما أن اللجنة الثلاثية التي تقود المجلس ستشرف على معسكرات التدريب المركزية.
اقرأ أيضاً: جسم عسكري وتمثيل سياسي لفصائل إدلب.. هل ستُحل عقدة تحرير الشام؟