شهدت أسواق المواشي في محافظة درعا هذا العام، إقبالاً ضعيفاً على شراء الذبائح تحضيراً لعيد الأضحى، وذلك بسبب الارتفاع غير المسبوق في الأسعار وضعف القدرة الشرائية لدى الأهالي.
ورغم أن هذه الفترة تعتبر أهم أيام الموسم بالنسبة لمربي المواشي، إلا أن الإقبال على الشراء في محافظة درعا كان دون المستوى المأمول، حيث ارتفع سعر كيلو الخروف من 35 ألف ليرة العام الماضي إلى 80 ألفاً، كما قفز كيلو العجل من 30 ألفاً إلى 60 ألفاً.
ويرجع محمد العليان وهو أحد تجار الماشية في درعا، ارتفاع الأسعار هذا العام إلى قلة المواشي، وصعوبة تربيتها، وصعوبة تأمين المراعي الملائمة لها، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية، وفقاً لما نقل موقع "تجمع أحرار حوران".
ويعاني جميع مربو المواشي من الانخفاض المستمر لقيمة الليرة السورية، وانعدام قيمتها في الأسواق، ما يدفعهم لشراء الأعلاف والأدوية وحتى المراعي بالدولار الأميركي أو ما يقابله بالليرة السورية وفق سعر السوق السوداء، بحسب العليان.
الأضاحي في درعا للأغنياء فقط
أكد العليان أن شراء الأضاحي هذا العام، اقتصر على ذوي المغتربين ورؤوس الأموال وأصحاب المشاريع التجارية، مؤكداً أن أصحاب الدخل المحدود كالموظفين الحكوميين لا يستطيعون تحمل مثل هذه الأسعار.
من جانبها، قالت السيدة سميرة جمال إن ابنها المقيم في النمسا أرسل لها مبلغاً مالياً، واشترت خروفين من أجل التضحية بهما في صباح يوم العيد.
ووفق السيدة جمال فإن سعر الخروفين بلغ ما يقارب العشرة ملايين ليرة سورية، متسائلة عن كيفية "تأمين الأهالي لمثل هذه المبالغ لولا أبناؤهم المغتربون".
ارتفاع أسعار الأضاحي 80 بالمئة في سوريا
قال رئيس "جمعية اللحامين بدمشق"، يحيى الخن، إن أسعار الأضاحي ارتفعت بنسبة 80 في المئة مقارنة مع الفترة نفسها من العام السابق، وبالتالي فإن فئة قليلة من المواطنين فقط قادرة على ذبح الأضاحي، وغالباً ما يكون اعتمادهم على الحوالات الخارجية.
وأضاف لإذاعة "شام إف إم" المقربة من النظام السوري، أن سعر الخروف الحي 88 ألف ليرة للكيلو، وكيلو العجل الحي 65 ألف ليرة.
ولفت إلى وجود قلة بالعرض بسبب التصدير وإحجام البائعين عن عرض بضائعهم بانتظار عرضها قبل العيد بأيام قليلة، حيث يصل ثمن الأضحية الخروف إلى 6 ملايين ليرة.
وأشار الخن إلى أن الإقبال على شراء اللحوم الحمراء قليل جداً، حيث يُذبح بشكل يومي 400 رأس غنم، وهو رقم قليل مقارنة بشهر رمضان، حيث وصل عدد الذبائح حينذاك إلى 100 رأس غنم.
الأزمة المعيشية في سوريا
تشهد مناطق سيطرة النظام السوري ارتفاعاً كبيراً في أسعار مختلف السلع، الأمر الذي جعل تركيز الأهالي مقتصراً على الحاجات الأساسية من غذاء ودواء.
ومطلع نيسان الماضي، ارتفع متوسط تكاليف المعيشة لأسرة سورية مكوّنة من 5 أفراد إلى نحو 12.5 مليون ليرة سورية، في وقت لا يتجاوز فيه الحد الأدنى للأجور 278 ألفاً و910 ليرات، أي أقل من 20 دولاراً.