ارتفعت أسعار الأضاحي من الأغنام في سوريا بشكل كبير، مع اقتراب عيد الأضحى، الأمر الذي انعكس على القوة الشرائية وعدد الذبائح هذا العام، ودفع قسماً من السوريين للتشارك فيما بينهم على شراء الأضحية.
وقبل فترة ليست ببعيدة كان التجار ومربو الماشية يشكون من انخفاض الأسعار بسبب الجفاف وارتفاع الأعلاف، إلا أن ما حدث مع بدء التحضيرات للعيد كان مخالفاً لذلك للواقع.
"أبو شاكر" تاجر في سوق المواشي بريف دمشق، قال إنّ سبب ارتفاع أسعار الأضاحي هو غلاء الأعلاف واضطرار المربين والتجار إلى شرائها لتسمين الذبائح قبل طرحها في الأسواق.
ويضاف إلى ذلك ارتفاع أجور ضمان الأراضي الزراعية، وارتفاع تكاليف نقل المواشي الحية بين المحافظات، وارتفاع أسعار المحروقات، وفقاً لما نقلت صحيفة "تشرين" التابعة للنظام السوري عن التاجر.
ويعتبر الإقبال على الأضاحي هذا العام ضعيفاً، مقارنة بالأعوام السابقة، خاصّة أن غالبية السوريين يعتمدون على الحوالات الخارجية لشراء الأضحية بسبب سعرها المرتفع.
التشارك لشراء الأضحية خيار تفرضه الظروف الاقتصادية في سوريا
ونقلت الصحيفة عن رجل يدعى عبد القادر العباس، أنّه أجرى جولة مطولة استمرت لساعات في سوق المواشي بالزبلطاني، بحثاً عن أضحية تناسب المبلغ الذي بحوزته، إلا أنه لم يجد.
وقال العباس: "كنت أتوقع أن أحصل على أضحية بنحو مليون ونصف ليرة سورية، لكن بعد وصولي إلى سوق الماشية اكتشفت أن السعر مضاعف مرتين عما معي".
وأشار إلى أن أحد التجار نصحه بالاشتراك مع شخص آخر لشراء أضحية، في حال كانت لديه رغبة، "بحكم أن المبلغ الذي بحوزته لا يشتري له حتى أضحية هزيلة لا تحوي كثيراً من اللحم".
ظاهرة التشارك في الأضحية في سوريا
من جانبه، أكّد تاجر المواشي "أبو شاكر" أن ظاهرة التشارك في الأضحية باتت منتشرة في سوريا، حيث يشترك العديد من الأشخاص على شراء أضحية واحدة كالإخوة في العائلة الواحدة، أو الأب وأولاده، أو الأصدقاء.
ويصل سعر الخروف الواحد إلى 5 ملايين ليرة كحد أدنى، وبعض الخراف يتعدى سعرها الـ10 ملايين ليرة سورية بحسب حجمها ووزنها.
بدوره، توقّع رئيس جمعية اللحامين في دمشق محمد الخن، ارتفاع سعر كيلو الخروف الحي إلى 85 ألف ليرة قبل العيد بأيام، ما يعني تضاعف السعر المرتفع أساساً حيث يتراوح سعر الأضحية صغير الحجم بين 5 و7 ملايين ليرة.
من الناحية الشرعية أنّه لا يجوز الاشتراك في ثمن الأضحية إذا كانت خروفاً أو نعجة، لأنّ الأضحية من الغنم تجزئ عن شخص واحد فقط، ويستثنى من ذلك: "أضحية الرجل عن أهل بيته، فيجوز له أن يضحّي عن نفسه وعنهم جميعاً بشاة واحدة"، وهناك فتاوى تشير إلى حالة الإنسان المضطر، كأن يكون فقيراً لا يملك ثمن أضحية كاملة، فتجيز له الاشتراك مع غيره لشراء أضحية، والله أعلم.
تراجع أعداد الذبائح في سوريا
وأكّد "الخن" وجود ركود غير مسبوق في سوق المواشي، موضحاً أن نحو 90% من اللحامين لم يشتروا الأضاحي، كما أن نسبة رخص الذبح انخفضت للربع تقريباً.
وأشار إلى أن الخراف التي كانت تُذبح عادة في السنوات السابقة، كان عددها يصل إلى 200 ألف رأس، ولكن هذا العام لا يتوقع أن يتم ذبح أكثر من 50 ألف رأس.
كذلك أوضح "الخن" أن الأسعار تحدد في الأسواق بحسب العرض والطلب: "إذ ينتظر المربي اقتراب العيد على أمل الطلب الزائد على الأضاحي وبذلك يتحرك السوق".
وفي الوقت الحالي، يتراوح سعر كيلو لحم بين 280 و300 ألف إذا كانت هبرة، وبين 240 و260 ألف إذا كانت نسبة الدهنة 25%، وبين 150 و160 ألف إذا كانت مسوفة 50% دهنة، في حين يبلغ سعر كيلو لحم العجل الهبرة 200 ألف، والمسوفة 120 إلى 140 ألف ليرة، وفق الخن.