كثّفت إسرائيل، يوم الأربعاء، قصفها على قطاع غزة الذي دخلته شاحنات تنقل أدوية للرهائن الإسرائيليين ومساعدات إنسانية لسكّانه الفلسطينيين، وذلك في إطار اتفاق توسّطت فيه قطر وفرنسا.
وقتل نحو 16 فلسطينياً وجرح آخرون من جراء قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلاً شرقي مدينة رفح منتصف ليل الأربعاء – الخميس.
وكالة فرانس برس نقلت شهادات عدد من الفلسطينيين الناجين في منطقة الزوايدة وسط القطاع، بعد تعرضه لقصف إسرائيلي وُصف بالعنيف.
وقال محمد الحايك النازح من مدينة غزة: "الدمار مخيف... ليس دمارا إنما هو خراب. هم أتوا ليخربوا، غزة. كانت من أجمل المدن، كان الناس من كل مكان يريدون زيارتها، خرّبوها، ما عاد بها حياة".
وقال شهود إن الغارات الليلية أثارت الذعر لدى مئات النازحين الذين لجؤوا إلى مستشفى ناصر. وأعلنت وزارة الصحة أن القصف الليلي على خان يونس ومناطق أخرى في قطاع غزة أدى إلى مقتل 81 شخصاً على الأقل.
وقالت تحرير شومان التي كانت تبكي بمرارة على إحدى قريباتها التي قتلت في غارة: "كنا نائمين وصحونا على صوت الصواريخ. كل المكان أصبح مليئا بالغبار. صرنا نحاول أن نحدّق من حولنا. لم يعد أحد يرى الآخر".
وقالت أم محمد أبو عودة: "قال لنا اليهود توجهوا إلى الجنوب. توجه الناس إلى الجنوب، لكن لا يوجد مكان آمن في غزة، لا في الجنوب ولا في الشمال ولا في الوسط. دمّرونا. نحنا نازحون من بيت حانون، لكن لا مكان آمنا في غزة. كل الأماكن مهددة وكل الأماكن خطرة. إلى أين نذهب؟".
حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة
وارتفعت حصيلة القتلى في قطاع غزة نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ بدء العدوان إلى 24448 قتيلاً غالبيتهم من النساء والفتية والأطفال، حسب آخر حصيلة لوزارة الصحة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي الأربعاء ليرتفع عدد جنوده الذين قُتلوا في غزة منذ بدء العمليات البرية في نهاية تشرين الأول إلى 193 .
وأطبقت إسرائيل حصارها على القطاع منذ التاسع من تشرين الأول، وقطعت إمدادات المياه والكهرباء والوقود. ومنذ بدء الحرب، تدخل المساعدات الإنسانية بشكل متقطع بعد موافقة إسرائيلية عليها. وتؤكد الأمم المتحدة ومنظمات دولية أن الكمية تبقى أقل بكثير مما يحتاجه 2,4 مليون شخص يقطنون القطاع.
وحذّرت الأمم المتحدة من الوضع "الكارثي" ومن خطر الجوع الذي يتهدّد القطاع، إذ بات 85 بالمئة من أهله نازحين يقيمون في مدارس تابعة للمنظمة الدولية أو لدى أقارب أو في مخيمات عشوائية ويواجهون ظروفا مأساوية، خصوصا في أيام المطر والبرد.
وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الأربعاء، إنّ كثيرا من السكان باتوا عاجزين عن استطلاع "المستقبل في قطاع غزة".
وأضاف: "لدينا مئات آلاف الأشخاص الذين يعيشون الآن في الشارع، يعيشون في خيام بلاستيكية مؤقتة وينامون أرضا".
ودخل انقطاع الاتصالات في قطاع غزة يومه السادس، وهو الأطول بشكل متواصل منذ بدء الحرب، حسب ما أفاد به موقع "نتبلوكس" الذي يرصد شبكات الاتصالات في العالم.
وألقت شركة الاتصالات والإنترنت الفلسطينية "بالتل" باللوم في انقطاع الاتصالات على "القصف العنيف" الذي تنفذه إسرائيل.
أدوية مقابل المساعدات
وفجر الخميس، أعلنت قطر أنّ أدوية ومساعدات أدخِلت إلى القطاع تنفيذاً لاتّفاق تمّ بوساطة منها ومن فرنسا ينصّ على إدخال أدوية للرهائن ومساعدات لسكان القطاع.
وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، في منشور على منصة إكس (تويتر سابقاً) إنّه "تمّ خلال الساعات الماضية دخول الأدوية والمساعدات إلى قطاع غزة، تنفيذا للاتفاق الذي تمّ الإعلان عنه يوم أمس لفائدة المدنيين في القطاع، بمن فيهم المحتجزون".
وذكرت الخارجية القطرية أن طائرتين محملتين بالمساعدات وصلتا الأربعاء إلى مطار العريش الذي يبعد نحو 45 كيلومتراً عن معبر رفح.
حرب "متوقعة" على الحدود الشمالية
بدوره، حذّر رئيس أركان جيش الاحتلال من أنّ احتمال اندلاع حرب على الحدود الشمالية مع لبنان صار "أعلى بكثير".
وقال رئيس الأركان هرتسي هاليفي: "لا أعرف متى ستبدأ الحرب في الشمال، أستطيع أن أقول لكم إن احتمال حدوثها في الأشهر المقبلة أعلى بكثير مما كان عليه في الماضي".
وأضاف: "سنبدؤها ونحن في موقع أفضل" من خصومنا.