فرضت وزارتا الخزانة الأميركية والتركية، مساء الثلاثاء، عقوبات مشتركة تتعلق بـ"الإرهاب" ضد شخصين مرتبطين بتمويل "هيئة تحرير الشام" و"كتيبة التوحيد والجهاد" في سوريا، والذين مفروض عليهما عقوبات بالفعل من الولايات المتحدة والأمم المتحدة.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية، في بيان، إن الولايات المتحدة وتركيا عملتا معا لفرض عقوبات على عمر الشيخ المعرب باسم "أبو أحمد زكور"، القيادي في "هيئة تحرير الشام"، وكوبيلاي ساري، الذي يتلقى أموالاً في مدينة إسطنبول من مانحين لـ"كتيبة التوحيد والجهاد".
وأضاف براين نيلسون، وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والمخابرات المالية": "مع استمرار الجماعات الإرهابية في السعي للوصول إلى النظام المالي الدولي، يزيد التعاون مع شركائنا من قدرتنا على تعطيل شبكات التيسير هذه بشكل أكثر فعالية".
وأوضحت وزارة الخزانة أن هذه التصنيفات الجديدة تأتي في أعقاب الإجراءات المشتركة بين أميركا وتركيا في الخامس من كانون الثاني والتي تستهدف شبكة مالية رئيسية لـ"تنظيم الدولة" (داعش).
من هو عمر الشيخ (أبو أحمد زكور)؟
"عمر الشيخ" الملقب باسم "أبو أحمد زكور"، أو كما عرف في الأوساط باسمه الحقيقي "جهاد عيسى الشيخ"، يعد من أبرز القياديين في "هيئة تحرير الشام" وسابقتها "جبهة النصرة"، ولعب أدواراً مختلفة منذ تأسيسها عام 2003 على الأقل، بحسب بيان الخزانة.
ولا يزال الشيخ يشغل منصب قيادي في "هيئة تحرير الشام" بصفته عضواً في مجلس الشورى، وأميراً على قطاع حلب، والمشرف على المحفظة الاقتصادية للهيئة في الخارج وأذرعها المالية، وفقاً للبيان.
وتنوعت أدوار الشيخ بين عدة مناصب، منها منصب الأمير الأمني في "هيئة تحرير الشام" الذي تسلمه في آذار 2022، ومدير العلاقات العامة والتواصل مع القادة العسكريين والذي شغله في تشرين الأول 2022، بالإضافة إلى منصبه كمسؤول مالي للهيئة الذي تسلمه في شباط 2019.
تصنيف "هيئة تحرير الشام" على قوائم الإرهاب
وفي كانون الأول 2012، أدرجت أميركا "جبهة النصرة" على لوائح الإرهاب، وعقب فك الارتباط بـ "القاعدة" وتغيير مسمى الفصيل إلى "جبهة فتح الشام"، أكد المبعوث الأميركي السابق إلى سوريا، مايكل راتني، في آذار 2016، أن "الجبهة كيان إرهابي".
ولم يفلح الفصيل بالهروب من التصنيف، بعد تغيير المسمى إلى "هيئة تحرير الشام"، حيث أصرت واشنطن في أيار 2017، على وضعه على قوائم الإرهاب.
من هو كوبيلاي ساري؟
وتلقت شركة "Kubilay Sari" ومقرها إسطنبول منذ أوائل عام 2018 أموالاً في تركيا من مانحين نيابة عن جامعي التبرعات، لشراء معدات عسكرية وأسلحة نارية وقذائف الهاون لصالح "كتيبة التوحيد والجهاد"، بحسب الخزانة الأميركية.
وحدد العديد من أعضاء "التوحيد والجهاد" المقيمين في سوريا كوبلاي ساري وحساباته المصرفية كقناة للتحويلات المالية لدعم الفصيل، بما في ذلك شراء المعدات العسكرية، وفقاً للخزانة الأميركية، كما حدد عضو في "هيئة تحرير الشام" ساري كجهة اتصال موثوقة لتحويل الأموال.
"كتيبة التوحيد والجهاد" متهمة بتنفيذ هجمات عالمية
تنتمي "كتيبة التوحيد والجهاد" إلى "تنظيم القاعدة"، وينتمي غالبية عناصرها إلى الجنسية الأوزبكية، وتعمل بشكل أساسي في محافظة إدلب إلى جانب "هيئة تحرير الشام"، وتتعاون مع فصائل أخرى مصنّفة إرهابياً من قبل أميركا مثل كتيبة "الإمام البخاري" و"جماعة الجهاد الإسلامي".
وتتهم أميركا "كتيبة التوحيد والجهاد" أيضاً بتنفيذ هجمات خارجية، مثل هجوم "مترو سانت بطرسبرغ" في نيسان 2017 الذي أسفر عن مقتل 14 راكباً وإصابة 50 آخرين، وتفجير سيارة ملغمة أمام السفارة الصينية في بيشكيك بدولة قرغيزستان في آب 2016، والذي أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص.
وفي آذار 2022، أدرجت الولايات المتحدة "كتيبة التوحيد والجهاد" في سوريا على قائمة المنظمات الإرهابية العالمية.
تداعيات العقوبات
ونتيجة لقرار العقوبات اليوم، فإن جميع الممتلكات والمصالح العائدة للأفراد والكيانات المذكورة، وأي كيانات مملوكة بشكل مباشر أو غير مباشر، بنسبة 50 في المئة أو أكثر من قبلهم، بشكل فردي أو مع أشخاص محظورين آخرين، في الولايات المتحدة أو في حوزة أو سيطرة أشخاص أميركيين يجب حظرهم وإبلاغ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية.
وتحظر لوائح مكتب مراقبة الأصول الأجنبية عموماً جميع المعاملات التي تجري داخل الولايات المتحدة، بما في ذلك المعاملات التي تمر عبر أميركا للأشخاص المشمولين بالعقوبات.