أعلنت روسيا عن مقتل قائد "كتيبة التوحيد والجهاد" في إدلب، سراج الدين مختاروف، بغارة جوية نفذتها طائراتها الحربية على محافظة إدلب شمال غربي سوريا.
وقال نائب رئيس "المركز الروسي للمصالحة"، أوليغ إيغوروف، إنه "نتيجة للضربة التي شنتها القوات الجوية الروسية، أول أمس الخميس، على معسكر في محافظة إدلب، تمت تصفية زعيم جماعة كتيبة التوحيد والجهاد، سراج الدين مختاروف زيافوتدينوفيتش، المعروف باسم أبو صلاح الأوزبكي".
وأوضح إيغوروف أن سراج الدين مختاروف "كان ضالعاً في تنظيم هجمات إرهابية على القوات الحكومية، ومنشآت البنية التحتية المدنية في سوريا".
وأضاف المسؤول الروسي أن "أكثر من 20 من كبار أعضاء جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام) قتلوا في الغارة"، مشيراً إلى أن القتلى "كانوا مسؤولين عن تدريب المقاتلين، وتنظيم الأنشطة المالية والإدارية للتنظيم".
"120 مسلحاً و20 طائرة مسيّرة"
وفي وقت سابق أمس الجمعة، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن طائراتها الحربية دمرت معسكراً تستخدمه "هيئة تحرير الشام" في قرية الشيخ يوسف بمنطقة حارم شمالي إدلب، زاعمة أنه "تم القضاء على أكثر من 120 مسلحاً، وتعطيل أربع نقاط مراقبة للطائرات المسيرة".
وأشارت الدفاع الروسية إلى أن غاراتها دمرت قاذفات صواريخ ونحو 20 طائرة مسيّرة مصنعة يدوياً، لافتة إلى أنه تم إعدادها لتنفيذ هجمات على أهداف القوات الروسية في سوريا.
14 غارة روسية
وفي وقت متأخر من مساء أول أمس الخميس، شنت الطائرات الحربية الروسية غارات على ريف إدلب الغربي، استهدفت فيه أطراف قرية الشيخ يوسف وقرى آفس وكنصفرة والبارة، ترافق مع قصف مدفعي من قبل قوات النظام السوري.
وجاءت الغارات الليلية بعد أكثر من 14 غارة روسيّة بالقنابل العنقودية، استهدفت مناطق عدّة في الأطراف الغربية لمدينة إدلب، أسفرت عن مقتل وجرح مدنيين.
وقال مراسل "تلفزيون سوريا" إنّ سبعة مدنيين، بينهم أبٌ وابنه، قتلوا في حصيلةٍ أولّية، وجرح أكثر من 15 مدنياً آخرين بينهم أطفال، بغارات روسيّة استهدفت أطراف بلدتي الشيخ بحر وحفسرجة غربي إدلب.
وسبقت الغارات تحليق مكثف لأربع طائرات حربية روسيّة في سماء إدلب، ونفّذت غارات بصواريخ تحمل قنابل عنقودية على أطراف ومحيط بلدات وقرى (حفسرجة، الشيخ يوسف، الشيخ بحر، الغفر) غربي إدلب.
من هو سراج الدين مختاروف؟
يعرف مختاروف باسم "أبو صلاح الأوزبكي"، وينحدر من أصول قرغيزية، يبلغ من العمر 30 عاماً، جاء إلى سوريا في العام 2015، وكان قيادياً سابقاً في "جبهة النصرة"، وأسس كتيبة "الأوزبك"، كأحد تشكيلات الجبهة، وتولّى قيادة "كتيبة التوحيد والجهاد" في "هيئة تحرير الشام"، التي تضم عشرات المقاتلين الأجانب، لينفصل لاحقاً ككيان مستقل في شمالي سوريا.
تتهمه روسيا مختاروف بأنه العقل المدبر وراء التفجير الانتحاري الذي استهدف مترو مدينة سان بطرسبورغ في نيسان من العام 2017، وأصدرت مذكرة اعتقال غيابية بحقه.
في العام 2020، عزلت "هيئة تحرير الشام" سراج الدين مختاروف ومعه قادة آخرون، بهدف إبعاد تصنيف "كتيبة التوحيد والجهاد" على قوائم المنظمات الإرهابية.
في آذار الماضي اعتقلت "هيئة تحرير الشام" مختاروف لتسعة أشهر، ثم أفرجت عنه، لينضوي ضمن تنظيم "جبهة أنصار الدين".