icon
التغطية الحية

عقب العدوان على غزة.. تزايد الهجمات العنصرية يخيف اللاجئين السوريين في أوروبا

2023.12.01 | 13:21 دمشق

مسيرة مناهضة للهجرة ومعادية للإسلام نظمها حزب البديل من أجل ألمانيا
مسيرة مناهضة للهجرة ومعادية للإسلام نظمها حزب البديل من أجل ألمانيا، أرشيف ـ الأناضول
 تلفزيون سوريا ـ وكالات
+A
حجم الخط
-A

يشعر جيان عمر، عضو البرلمان في برلين وهو من أصول كردية ـ سورية، بأنه لا يحظى بحماية الشرطة بعد استهدافه بمنشورات ممتلئة بالكراهية ممزوجة بالزجاج والبراز، ونافذة مكسورة واعتداء بمطرقة، منذ إطلاق حركة حماس عملية "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول ـ أكتوبر ردا على الحصار الإسرائيلي وانتهاكات جيش الاحتلال.

وقال أكثر من 30 من زعماء المجتمع المحلي والمناصرين الذين استشارتهم رويترز، إن الحوادث الثلاثة التي وقعت في مكتب عمر الانتخابي تشكل جزءا من العداء المتزايد للمسلمين في أوروبا والذي أججه السياسيون في بعض الأحيان منذ السابع من تشرين الأول. وأضافوا أن حوادث أخرى لم يتم الإبلاغ عنها بسبب ضعف الثقة في الشرطة.

وقال عمر "أشعر بأني وحيد حقا، وإذا لم يكن من الممكن حماية شخص يتمتع بوضع مسؤول منتخب، فكيف يجب أن يشعر الآخرون؟". وأوضح أن الشرطة تحقق في الأمر لكنها أخبرته أنها لا تستطيع توفير مزيد من الأمن في مقره.

وتابع "تخيل لو تعرض سياسي ألماني أبيض لهجوم من مهاجر أو لاجئ" في إشارة إلى أن قوات الأمن ستفعل المزيد في مثل هذه الحالات. ولم ترد شرطة برلين على طلب للتعليق.

ازدياد جرائم الكراهية في أوروبا

وزادت جرائم الكراهية بشكل كبير في أوروبا عقب العداون الإسرائيلي على غزة، الذي أدى لمقتل أكثر من 15 ألف فلسطيني، في حين قتل قرابة 1200 إسرائيلي في "طوفان الأقصى"، وارتفعت الحوادث المعادية للسامية المسجلة بنسبة 1240 في المئة في لندن كما شهدت ارتفاعات حادة في فرنسا وألمانيا.

وتظهر البيانات الرسمية زيادة واضحة في الحوادث المعادية للمسلمين في بريطانيا، وهي متفاوتة بالنسبة للبلدين الآخرين. ولا تصور البيانات بشكل كامل مدى الهجمات والعداء ضد الأفراد والمساجد، بما في ذلك أطفال تم استهدافهم في المدارس، وذلك وفقا للأشخاص الذين استشارتهم رويترز وطلب بعضهم عدم الكشف عن هويته بسبب الخوف من الانتقام.

وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية "يجب عدم التسامح مطلقا مع معاداة السامية أو الكراهية ضد المسلمين أو أي شكل آخر من أشكال الكراهية"، مضيفا أنه من المتوقع أن تجري الشرطة تحقيقا كاملا في مثل هذه الهجمات.

الشرطة الألمانية لا تسجل الجرائم المعادية للإسلام

وفي ألمانيا، تقول ريما هنانو من منظمة (كليم) غير الحكومية إن الشرطة لا تسجل أيضا في كثير من الأحيان الجرائم المعادية للإسلام تحت هذه التسمية بسبب نقص الوعي. فعلى سبيل المثال، يتم تسجيل الهجمات على المساجد أحيانا على أنها ببساطة إضرار بالممتلكات.

وأضافت "الأشخاص المتضررون بسبب العنصرية مثل المسلمين وأولئك الذين يُتصور أنهم مسلمون يقلقون غالبا من التوجه إلى السلطات لأنهم يخشون التعرض لإيذاء إضافي أو عدم تصديقهم أو تصويرهم على أنهم الجناة".

وبالنسبة لبعض المسلمين في ألمانيا، التي استقبلت نحو مليون سوري وأقل قليلا من 400 ألف أفغاني في السنوات القليلة الماضية، يُعد العداء المتزايد بمثابة مفاجأة.

غالية زغل لاجئة سورية قدمت إلى ألمانيا عام 2015، وقالت إنها لم تواجه قط أي مشكلات كبيرة تتعلق بالتمييز. لكن بعد السابع من تشرين الأول - أكتوبر بفترة قصيرة تعرضت للدفع مرتين في يوم واحد وصرخ رجل فيها قائلا "هذا شارعي، وليس شارعك".

وأضافت زغل التي تمتلك صالون تجميل في برلين "صُدمت جدا لدرجة أنني لم أتمكن من التوجه إلى الشرطة".

وقالت وزارة الداخلية الألمانية إنها "تتصدى لكل أنواع الكراهية بما فيها كراهية الإسلام بشكل صريح"، وأشارت إلى أنها أجرت استطلاعا هذا العام قدم فهما أكبر للعنصرية المناهضة للمسلمين.

أما في فرنسا، فقد أقر وزير الداخلية جيرالد دارمانان بارتكاب المزيد من الأفعال المناهضة للمسلمين منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول، رغم أن الأرقام الرسمية الفرنسية لعام 2023 بدت في طريقها للتراجع في ظل تسجيل 130 حادثة حتى 14 نوفمبر تشرين الثاني مقارنة مع 188 حادثة مسجلة طوال العام الماضي. ولم ترد الوزارة على طلب التعليق.

كما أقر متحدث باسم الشرطة الوطنية الفرنسية بأن البيانات المتعلقة بالحوادث المعادية للمسلمين "غير كاملة"، واعتمدت على تقديم الضحايا لشكاوى. وأضاف أن الأجهزة الأمنية تراقب بنشاط الحوادث المعادية للسامية.