icon
التغطية الحية

عشر خطوات لحماية بشرتك من سرطان الجلد

2024.06.27 | 16:17 دمشق

آخر تحديث: 27.06.2024 | 16:17 دمشق

ضرورة استخدام واق شمسي عند التعرض للشمس (صورة تعبيرية) - المصدر: الإنترنت
ضرورة استخدام واقي شمسي عند التعرض للشمس (صورة تعبيرية) - المصدر: الإنترنت
The Times- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

سجلت المملكة المتحدة مستوى قياسياً في نسبة الإصابة بمرض ميلانوما وهو أخطر نوع من أنواع سرطان الجلد، ومن المتوقع أن يصل عدد الإصابات بهذا المرض خلال هذا العام إلى 20800 إصابة بحسب ما أعلنه مركز أبحاث السرطان لدى المملكة المتحدة. ولكن مبيعات منتجات العناية بالبشرة ضد الشمس قد زادت بنسبة فاقت 11% خلال عام 2023، وذلك بحسب مركز كانتار لتحليل أبحاث السوق، على الرغم من انخفاض مبيعات العناية بالبشرة عموماً، إذاً، من أين تأتي هذه الإصابات؟

تخبرنا الدكتورة زينب لفتح وهي استشارية في الأمراض الجلدية بلندن بأنه على الرغم من تطور الوعي بضرورة الحماية من الشمس، ماتزال هناك فجوات كبيرة في المعارف المتعلقة بالمخاطر المرتبطة بالتعرض الشديد للأشعة فوق البنفسجية، إذ ما يزال عامة الناس في حيرة من أمرهم فيما يتعلق بالنصائح المتضاربة في بعض الأحيان التي يسمعونها حول تلك الأشعة.

إذ خلال الشهر الماضي، غرد الأستاذ الجامعي تيم سبيكتر وهو خبير في المجال الصحي بأنه يجب على الناس التوقف عن استخدام "واقي شمسي" يحتوي على عامل حماية 50 على مدار العام، وذلك لأن هذا الواقي يحجب على حد زعمه دفاعاتنا الطبيعية لكونه يقلل من إنتاج فيتامين د والذي يساعد عند التعرض لأشعة الشمس على الوقاية من أخطر أنواع سرطانات الجلد، في الوقت الذي وصف غيره من الأطباء منشوراته بأنها تفتقر إلى الدقة بشكل مخيف.

أخبار طيبة

يرى الدكتور باف شيرجيل، وهو استشاري متخصص بأمراض الجلد لدى مشفى الملكة فيكتوريا، والمتحدث باسم الرابطة البريطانية لأطباء الجلد، بأنه يمكن وقاية تسع حالات من أصل عشر إصابات بمرض سرطان الجلد، وخلال هذا الشهر، وردت أنباء حول لقاح ضد السرطان جرت تجربته في المملكة المتحدة، وهذا اللقاح بوسعه أن يخفض خطر الإصابة والموت بمرض سرطان الجلد بنسبة النصف. وفي النتائج المقدمة خلال مؤتمر للجمعية الأميركية لعلم الأورام السريري، وصف العلماء آثار هذا اللقاح الذي يعرف باسم  mRNA-4157 والذي طورته شركة موديرنا بأنها رائعة للغاية، ويعتبر هذا اللقاح أحد اللقاحات التي ماتزال رهن التطوير، وقد جرى تصميمه ليناسب كل مريض مصاب بسرطان الجلد على حدة، حيث يحقن في ذراع المريض عقب إجراء عملية جراحية له، ويعمل هذا اللقاح على تدريب النظام المناعي في التعرف على الطفرات الفريدة للأورام وعلى تعقب الخلايا السرطانية.

وتعقيباً على ذلك يقول شيرجيل: "متحمسون للغاية بالنسبة للعلاج الشخصي لمرض سرطان الجلد بواسطة تلك اللقاحات، ونأمل أن يتوفر هذا اللقاح للجميع خلال السنوات القليلة القادمة".

 

وإلى أن تتوفر تلك اللقاحات، ينصح أطباء الجلد بإتباع التعليمات التالية:

  1. احذر من مفارقة استخدام الواقي الشمسي ثم التعرض للشمس كما تشاء

أطلق أطباء الجلد في كندا هذه التسمية على المفارقة التي نجدها عندما يدعي كثير من الناس أنهم يستخدمون "واقي شمسي" في وقت زادت فيه الإصابة بسرطان الجلد إلى حد كبير، إذ ورد في ورقة بحثية نشرت في مجلة السرطانات بأن الناس يستخدمون الواقي الشمسي كرخصة لينعموا بالسمرة بسبب الشمس.

ويرى شيرجيل بأن استخدام منتج يروج له على أنه يحمي من سرطان الجلد يعتبر عامل وقاية زائفا، إذ إن أكبر خطأ يرتكبه البريطانيون يتمثل بالاعتقاد بأن كل ما يحتاجه المرء ليتجنب سرطان الجلد هو استخدام "واقي شمسي"، وكأن استخدامه يقي من خطر الاحتراق بالشمس. ثم إننا نعرف بأن معظم الناس لا يستخدمون كمية كافية منه أو أنهم قد يجلسون لفترات أطول من الفترة التي يقدم لهم خلالها الواقي الشمسي الحماية اللازمة، نظراً لأنهم يبالغون في ثقتهم بأنهم لن يتعرضوا لأي أذية حال استخدامهم "لواقي شمسي".

  1. استخدم "واقي شمسي" يتمتع بعامل حماية لا يقل عن 30%

ترى الدكتورة لفتح بأن استخدام "واقي شمسي" يحتوي على عامل حماية 30 واسع الطيف يقي بنسبة 98% من الأشعة فوق البنفسجية من النوع ب، كما يقدم ما يكفي من الحماية من الأشعة فوق البنفسجية من النوع أ ولهذا يجب أن يستخدم بوفرة وبشكل دوري، إلا أنه يفضل استخدام "واقي شمسي" يشتمل على  عامل الحماية 50 لكونه يتمتع بنسبة حماية تصل إلى 99%، لذا وكقاعدة عامة، علينا أن نستخدم نصف ملعقة صغيرة من الواقي الشمسي على وجوهنا ورقبتنا وأذنينا وما بين ست إلى ثماني ملاعق صغيرة من الواقي الشمسي لتغطية كامل الجسم، بيد أن معظم الناس لا يستخدمون ما يكفي من هذا الكريم. ثم إن الواقي الشمسي يبدأ بفقدان فعاليته بعد نحو ساعتين من التعرض للشمس، بل حتى قبل ذلك في حال ممارسة المرء لنشاط كفيل بمسح الكريم عن جلده، مثل السباحة، أو التمارين الرياضية التي تسبب التعرق، أو عند مسح الجلد بمنشفة، ولهذا لا بد من تكرار دهن الجسم بالواقي الشمسي.

  1. لا تنس دهن قدميك بالواقي الشمسي

غالباً ما نشاهد الأقدام التي لسعتها الشمس بحرارتها في الصيف بما أن أغلب الناس ينسون أن يدهنوا أرجلهم بالواقي الشمسي عند ارتدائهم للصندل أو الخف، وهذا ما دفع إيما ماكوناتشي وهي استشارية متخصصة بطب الأرجل والمتحدثة باسم الكلية الملكية لطب الأرجل لأن تقول: "حتى لو استخدم الناس عامل حماية 50 كما هو مطلوب، سينسون أن يضعوه على الساق والقدم التي تتعرض أكثر من غيرها لسرطان الجلد"، ومن النصائح التي قدمتها لتجنب هذا المرض: "افحص قدميك وأظافر رجليك بشكل دوري، وابحث فيهم عن أي شامة جديدة أو تغيرات ظاهرة في الشكل، وذلك لأن سرطان الجلد يمكن أن يظهر على الأرجل ويشمل ذلك باطن القدم أو تحت الأظافر".

  1. اهتم بأذنيك وشفتيك ومفرق شعرك

تخبرنا الدكتورة ماري سومرلاد وهي استشارية في طب الجلد والمتحدثة باسم مؤسسة الجلد البريطانية بأنه من حقنا على أنفسنا أن نمضي بضع دقائق أخرى ونحن نضع الواقي الشمسي على الأماكن التي يصعب الوصول إليها في الجسم والتي ننساها في أغلب الأوقات، مما يعرضها لخطر التعرض لأشعة الشمس. وتعتبر الساقان أكثر موضع تشريحي يتعرض للإصابة بسرطان ميلانوما عند النساء، بما أنهن يهملن المنطقة الواقعة خلف الركبة في أغلب الأوقات. وعندما تضعف فروة الرأس لدى الرجل، تصبح مقدمة رأسه عرضة لخطر أشعة الشمس، كما تتضرر الشفتان عادة لدى الرجال الذين تجاوزوا الخمسين من أعمارهم، وتزداد النسبة مع الشفة السفلى لأنها أشد عرضة للشمس، في حين تقل النسبة لدى النساء بما أنهن يستخدمن أحمر الشفاه أو كريماً يجتوي على عامل حماية من أشعة الشمس.

وتعلق الدكتورة سومرلاد على ذلك بقولها: "إن الأذنين أكثر عرضة للشمس ولذلك تحترقان بسهولة كسهولة احتراق جلد اليدين والعضدين والجفنين، وكل تلك المناطق يمكن أن تصاب بسرطان الجلد، ولهذا فإن أهم المناطق الواجب علينا تغطيتها بالواقي الشمسي هي الظهر والصدر والرقبة ومفرق الشعر بما أن كل تلك المناطق تتعرض لأشعة الشمس مباشرة".

  1. تأكد بأن ما تلبسه يحجب نور الشمس

يعد الواقي الشمسي مجرد خطوة من بين الخطوات اللازمة للحماية من أضرار أشعة الشمس، وهذا ما دفع الدكتور شيرجيل للقول: "لابد من تجنب التعرض لأشعة الشمس خلال الفترة الواقعة ما بين الساعة الحادية عشرة صباحاً وحتى الساعة الثالثة بعد الزوال، مع ارتداء قبعات وملابس للخروج ذات نوعية جيدة، إذ من الضروري الاستعداد بشكل كامل لقضاء يومك خارج بيتك".

وترى الدكتورة سومرلاد بأنه من الأفضل ارتداء قماش ذي حبكة مسكوكة تقي من أشعة الشمس وللتحقق من ذلك تأكد من عدم تسرب الأشعة من خلال القطعة. كما أن الأقمشة ذات الألوان القاتمة والملونة بألوان فاقعة تقي من الأشعة فوق البنفسجية أكثر من الملابس ذات الألوان الفاتحة والباهتة، وثمة علامات تجارية لألبسة تحتوي على عامل وقاية من الشمس بنسبة 50.

وتتابع الدكتورة بالقول: "اجعل أطفالك يرتدون ملابس سباحة تغطي جلدهم الناعم، ويجب على الشخص البالغ ارتداء سترة تقي من الطفح الجلدي في حال قرر أن يسبح في مسبح أو في البحر".ومن الأفضل ارتداء قبعة ذات حافة عريضة ونظارات شمسية تقي من الأشعة فوق البنفسجية، مزودة بعدسات تحمي من النظر إلى الشمس.

  1. الحمام الشمسي ليس الخطر الأوحد

هنالك اعتقاد خاطئ يرى بأن الحمام الشمسي هو التصرف الخطير الوحيد الذي يمكن أن يعرض الإنسان لسرطان الجلد، ويخبرنا الدكتور شيرجيل بأنه من السهل على الناس التغاضي عن مخاطر الرياضات التي تمارس في الهواء الطلق والتي تتكفل بتعرضهم للشمس لساعات طويلة، وعلى رأسها رياضة الغولف والكريكيت وقيادة الدراجة الهوائية والجري وكرة المضرب ناهيك عن بعض الأنشطة وأهمها البستنة، إذ خلال العام الماضي حذر باحثون بولنديون من هذه الأنشطة التي يمكن أن تؤدي إلى حرق الجلد وتلف في البشرة ومن ثم للإصابة بسرطان الجلد، ويشمل ذلك سرطان الخلايا القاعدية وسرطان الخلايا الحرشفية وسرطان الجلد الخبيث. ولهذا ينصح شيرجيل بعدم تجاهل أي احمرار بسبب الريح أو الشمس بعد ممارسة الرياضة، إذ يجب دهن الجلد بالواقي الشمسي وتكرار العملية في أثناء ممارسة الرياضات والأنشطة التي تتم في الهواء الطلق.

وتحمل الرياضات التي تتم في وجه الريح أو في الماء مخاطرها هي أيضاً، إذ إن انعكاس أشعة الشمس على الماء أو الثلج قد يضعف كمية الأشعة فوق البنفسجية التي يمتصها الجلد، وبحسب ما يراه فريق العلماء البولندي، فإن التعرق أو أي نوع من أنواع الرطوبة التي يشهدها الجلد يمكن أن يزيد من الحساسية للضوء، وهذه الحساسية تزيل كل أثر للواقي الشمسي وتجعل الجلد أكثر عرضة للتلف بسبب الشمس، ولهذا لابد من استخدام واقي شمسي قبل الخروج لممارسة تلك الرياضات مع تكرار استخدامه بشكل دوري لاسيما في حال تعرق المرء بشكل كبير.

  1. هل نحتاج فعلاً لوضع واقي شمسي طوال السنة؟

ينصح خبراء التجميل باستخدام "واقي شمسي" على مدار العام وذلك للحد من تلف البشرة وظهور التجاعيد، ولكن هل يعتبر ذلك ضرورياً خلال الأشهر الباردة والمظلمة؟ الجواب: نعم، إذ تقول الدكتورة لفتح: "تنبعث الأشعة فوق البنفسجية من النوع أ وب على مدار العام وليس فقط خلال أشهر الصيف، ويمكن لتلك الأشعة أن تخترق السحاب، ما يعني احتمال تعرض الإنسان لحرق بسبب الشمس حتى في يوم ملبد بالغيوم.

ثم إن 15 دقيقة من التعرض اليومي لأشعة الشمس من دون وقاية خلال الصيف بوسعه أن يعزز إنتاج فيتامين د، ولكن لابد من استخدام الواقي الشمسي دوماً على مدار العام خارج تلك الأوقات.

  1. هل توفر الحمية الغذائية حماية للبشرة؟

من المتعارف عليه أن تناول حمية غذائية صحية كتلك المتبعة في دول حوض المتوسط والتي تشتمل على تناول الحبوب الكاملة والأسماك والمكسرات والفواكه والبقول تحمي من أنواع كثيرة من السرطانات، فقد تبين للباحثين من كلية الملك بلندن خلال العام الماضي بأن المرضى الذين اتبعوا هذا النمط من التغذية استفادوا أكثر من غيرهم في معالجة حالات متطورة من سرطان الجلد.

ثم إن تناول كميات كبيرة من مضادات الأكسدة الموجودة في الطماطم المطبوخة والبطيخ والمشمس والبابايا تقلل من خطر الإصابة ببعض السرطانات، إذ في دراسة نشرت عام 2010 في المجلة البريطانية لطب الجلد تبين بأن الأشخاص الذين تناولوا معجون الطماطم بشكل دوري على مدار شهرين ونصف قلت نسبة تعرضهم للحرق بسبب الشمس بنحو 40% مقارنة بمن لم يتناولوا تلك المادة.

بيد أن الحمية الغذائية الصحية بمفردها لا تقي من سرطان الجلد، إذ تقول الدكتورة سومرلاد: "معظم المخاطر المرتبطة بالإصابة بسرطان الجلد ترتبط بنمط الحياة، ولا توجد أدلة علمية قوية تفيد بأن الحمية الغذائية تلعب لوحدها دوراً كبيراً في الوقاية من سرطان الجلد".

  1. كن حذراً أكثر بعد تجاوزك للستين من عمرك

على الرغم من ارتفاع حالات الإصابة بسرطان الجلد بين مختلف الفئات العمرية، يبقى من بلغوا أواسط العمر والعجائز عرضة بشكل أكبر للإصابة، إذ بين من تجاوزت أعمارهم الثمانين، هنالك زيادة كبيرة بنسبة 57% في حالات الإصابة بسرطان الجلد خلال العقد الماضي، مقابل زيادة بنسبة 7% بين الفئة العمرية التي تتراوح ما بين 25-49 سنة، وعن ذلك تعلق لفتح بالقول: "عموماً كلما طال عمرك زاد تعرض بشرتك للأشعة فوق البنفسجية التي تخلف أثراً تراكمياً".

ثمة عوامل أخرى تسهم في زيادة الإصابة بين من تجاوزوا السبعين من العمر، إذ إن هؤلاء يصعب عليهم تقييم وضع بشرتهم بسبب تراجع مستوى النظر لديهم أو لعدم وجود شريك يساعدهم في التحقق من ذلك، وهذا ما جعل الدكتورة لفتح تقول: "قد يكون جهاز المناعة لديهم قد ضعف أو أنهم يتناولون أدوية مثبطة للمناعة ما يجعلهم عرضة لأمراض من بينها سرطان الجلد، أي أن هنالك عوامل كثيرة تدخل في تلك المسألة".

  1. من لم يبلغ العشرين عليه الابتعاد عن الاحتراق بالشمس بكل الأشكال

إن الاحتراق بالشمس هو عبارة عن تفاعل التهابي حاد يأتي عقب تعرض كبير للأشعة فوق البنفسجية، وكل حرق بسبب الشمس يتسبب بتلف مباشر للحمض النووي، ما يؤدي إلى موت خلايا الجلد، لذا إن تعرضت للحرق بالشمس في طفولتك أو مراهقتك، عندئذ لابد أن تتضاعف نسبة احتمال إصابتك بسرطان الجلد، وعن ذلك يقول الدكتور شيرجيل: "قد تتحول خلايا الجلد المتضررة بسبب حرق الشمس إلى خلايا سرطانية، وذلك لأن التعرض لحروق الشمس تحت سن العشرين مرتبط بظهور مرض سرطان الجلد في مرحلة عمرية لاحقة، ولهذا من الضروري تجنب الحرق بالشمس في سن مبكرة بهدف التخفيف من خطر الإصابة بسرطان الجلد".

المصدر: The Times