طالب عراقيون مقيمون في مخيم الهول شمال شرقي سوريا، سلطات بلادهم والأطراف الدولية بالنظر في أوضاعهم المتدهورة والعمل على تقديم حلول عاجلة. ودعوا إلى ضمان عودتهم الآمنة إلى العراق أو تحسين أوضاعهم في المخيم عبر دعم الخدمات الصحية والتعليمية.
وأشار قاطنو المخيم، بحسب ما نقلت وكالة "هاوار"، إلى أن عودتهم إلى العراق تصطدم بمشكلات، أبرزها القلق من الانتقام العشائري ووجود خلايا تنظيم "داعش"، بالإضافة إلى مخاوف من "المعاملة السيئة وقلة الدعم" في حال عودتهم.
وأكد إيهاب خليل، أحد سكان المخيم، رغبة العراقيين بالعودة إلى وطنهم، لكنه تساءل عن قدرة الحكومة العراقية على حل هذه المشكلات. في حين أشار علي سعد إلى نقص الدعم في المخيم، متهماً المنظمات الدولية بتجاهل الاحتياجات الأساسية لقاطنيه.
وانتقدت زينب الجابري، من مدينة البصرة العراقية، تقصير الحكومة العراقية والمنظمات الدولية في حل أزمتهم، مؤكدة أهمية تقديم الدعم لمعالجة نواقص المخيم وتحسين ظروف العيش داخله.
العراق يستعيد العوائل تدريجياً
منتصف تشرين الأول الماضي، استعاد العراق 181 عائلة مرتبطة بتنظيم "داعش" من مخيم الهول. وأكد مصدر أمني عراقي لوكالة "فرانس برس" أن العائلات، التي تضم 706 أفراد، نُقلت إلى مخيم الجدعة في ريف الموصل شمالي العراق.
ويضم مخيم الهول المكتظ بمحتجزي عائلات تنظيم "داعش" أكثر من 43 ألف شخص، من بينهم عراقيون وسوريون وأجانب ينتمون إلى 45 دولة على الأقل، بينها فرنسا والسويد وهولندا وروسيا وتركيا، وفق بيانات إدارة المخيم مطلع عام 2024. وتشكل النساء والأطفال غالبية محتجزي المخيم، بالإضافة إلى نحو 3 آلاف رجل، معظمهم من العراقيين والسوريين، بينهم نازحون ولاجئون فروا من مناطق سيطرة "داعش".
ورغم إطلاق الحكومة العراقية بالتعاون مع منظمات أممية مشروع "الطريق إلى الوطن" لتسوية أوضاع العائدين، يظل سكان المخيم غير واثقين بفعالية هذا البرنامج.
ما سبب الخوف من العودة إلى الوطن؟
نشرت منظمة العفو الدولية تحقيقاً حديثاً يكشف عن تعرض عراقيين للتعذيب وسوء المعاملة، فضلاً عن حالات اختفاء قسري بعد احتجازهم في مركز الجدعة لإعادة التأهيل المجتمعي شمالي العراق.
ووثقت المنظمة حالات ثمانية أشخاص، بينهم سبعة رجال وامرأة، اعتُقلوا في مركز الجدعة خلال عامي 2023 و2024. وأشارت إلى أن سبعة منهم تعرضوا للتعذيب، بما في ذلك الضرب المبرح، والصدمات الكهربائية، والإجبار على اتخاذ أوضاع مجهدة، والغمر القسري بالماء، وتغطية رؤوسهم بأكياس بلاستيكية لتقييد الهواء. وأكدت عائلاتهم ملاحظتها آثار التعذيب، مثل كسور في الأصابع وخلع الكتفين.
ويُفترض أن مركز الجدعة مخصص لتأهيل عائلات مرتبطة بـ"داعش"، بحسب منظمة العفو، التي وصفت هذه الارتباطات بأنها "مزاعم". ومنذ استعادة العراق نحو 9500 شخص من أصل أكثر من 18 ألف عراقي محتجز في مخيم الهول، تتزايد المخاوف من سوء المعاملة بعد العودة.
ودعت أنييس كالامار، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، السلطات العراقية إلى اتخاذ خطوات عاجلة لإنهاء التعذيب وسوء المعاملة في مراكز الاحتجاز.