يسعى لاجئ سوري في هولندا إلى "خلق جسور بين الشرق والغرب" عبر الغناء والموسيقا، ينقل من خلالها الثقافة العربية عموماً، والسورية خصوصاً إلى المجتمع الهولندي، حيث تم اختياره مؤخراً للغناء في الحفل الرسمي لـ "يوم الحرية" في هولندا، إضافة لغنائه على عدة مسارح في بلد الطواحين.
ويقول الشاب السوري وسيم أرسلان المنحدر من مدينة حلب في مقابلة مع موقع تلفزيون سوريا "بعد خروجي من سوريا بسبب الحرب، قررت أن أعمل فقط الشيء الذي أحبه وأضحي بكل شيء من أجله، وهو الموسيقا والفن".
عاش أرسلان (32 عاماً)، معظم حياته في حلب ودرس وعمل بالتجارة والاقتصاد هناك، لكن حياته حالياً "متمحورة بشكل كامل حول الموسيقا والفن".
يقول وسيم إن "الذي أعمل عليه هو تقديم ثقافتنا وحضارتنا العربية والسورية تحديداً من خلال الموسيقا وتنظيم الحفلات والتدريس وورشات العمل، وأسعى لمحاولة خلق جسور بين القديم والمعاصر وبين الشرق والغرب".
"صوت الحرية"
وحول سبب اختياره للغناء في حفلة يوم "الحرية" في أمستردام، يقول وسيم: "من خلال ظهوري في عدة مهرجانات ومسارح في هولندا، ومن خلال كل الأعمال اللي كنت أعمل عليها في السنين الخمس الماضية تم اختياري لأمثل صوت الحرية بيوم الحرية في هولندا".
أما عن مساهمته لإيصال صوت القضية السورية أو القضايا العربية، كالقضية الفلسطينية، للجمهور الأوروبي، فيقول إنه "لمجرد كسر الصورة النمطية عنا كشعب سوري أو فلسطيني فهذا الشيء يخلق نوعا من التوعية بقضايانا ويخلق تغيرا للأفضل".
ويضيف: "بشكل عام أنا أقدم نفسي كإنسان وأسعى لتسليط الضوء على أي قضية إنسانية بغض النظر عن الانتماء واللون والدين، وأحاول في كل يوم وفي كل المشاريع التي أقوم أو سأقوم بها لإيصالها إلى الجمهور الهولندي".
مهرجان سوري في هولندا
ونظم أرسلان أول مهرجان سوري في هولندا لـ "يظهر الجانب المنير من حضارتنا بعيداً عن الحرب والدماء"، كما أقام ورشات عمل في مراكز اللجوء، لدعم القادمين الجدد الذين يبحثون عن مكان آمن. معتبراً أن "كل العروض التي قدمها خلال السنين الماضية كان تهدف لتقديم الجانب الجميل والغني من حضارتنا".
وعن الصعوبات التي تواجهه كمطرب سوري في هولندا يقول: "لقد تعلمت في سوريا ألا أقول الحق وأسكت، وحالياً أعيش مراحل صعبة لكنها جميلة، وأسعى لأحرر نفسي من كل تلك القيود".
وحول آخر أعماله، فكانت آخر أغنياته هي "مفاتيح الزمان"، وهي أغنية من ألبومه الأول الذي يعمل عليه ليحكي فيه قصته بكل مراحلها، كما يعمل حالياً على ألبوم آخر وهو مزيج بين الموسيقا الإلكترونية والموسيقا التقليدية الفلكلورية العربية والصوفية مع منتج لبناني وموسيقيين من بلاد مختلفة.
يقول وسيم إن "تركيزي دائماً على اللغة العربية أو لغة الموسيقا، وحالياً أنا أكتب أغنياتي إضافة إلى حصولي على مساعدة من أصدقائي".
وعلى مدار العشرة أعوام الماضية، وصل إلى هولندا عشرات آلاف اللاجئين السوريين، وحصل عدد كبير منهم على الجنسية الهولندية، فيما ينتظر البقية تجنيسهم بعد استيفاء الشروط اللازمة.
ويقدر عدد السوريين في هولندا بأكثر 126 ألفاً، ومنذ وصولهم إلى هولندا، أثبت عدد كبير من السوريين تميزهم على جميع المستويات، لا سيما التعليمية والمهنية.