لم يكن زلزال 6 من شباط المدمر وحده قاسيا على طلاب مدرسة "أحمد محمد" بريف جبلة، إذ مضى قرابة ثمانية أشهر على الزلزال ولم ترمم مديرية التربية باللاذقية المدرسة، أو وجدت بديلا للطلاب.
بدأ العام الدراسي في سوريا منذ بداية أيلول، وطلاب المدرسة يتلقون دروسهم في الخيام التي وزعتها عليهم جمعية إغاثية مستقلة بعد مناشدة المعلمين لها، ويعطي الكادر التدريسي الحصص الدراسية في العراء لقرابة خمسة خيام تحت أشعة الشمس.
الأهالي يستنكرون
أحد أهالي الطلاب (طلب عدم ذكر هويته)، أكد لموقع تلفزيون سوريا أنه "مضطر لإرسال ابنه كي لا يخسر عاما دراسيا جديدا"، مضيفا أن "الأهالي يستطيعون اليوم إرسال أبنائهم، ولكن بعد أقل من شهر يبدأ فصل الشتاء والأمطار الغزيرة ماذا سوف يفعل الطلاب بحالهم؟".
#ترفيهي
— مركز عين الشام للدراسات (@sham_forstudies) September 26, 2023
صور متداولة من محافظة #اللاذقية تظهر بداية الدوام الدراسي في مدرسة أحمد محمد ووضع الطلاب داخل الخيم دون تأمين أدنى مقومات السلامة بالتزامن مع اقتراب فصل الشتاء
عين الشام pic.twitter.com/eTSFVzjcry
وأما نهى وهي أمّ لطفلين في مدرسة (الخيم) فقالت "اضطررت لترك عملي عدة مرات وملازمة أولادي من أجل أخذهم لأقرب منزل أو مكان في العراء لعدم وجود حمامات ومغاسل، في الخيم". متسائلة "هل يتعرض أطفال مدير التربية لهذه المواقف وهل يدرس أولاده في الخيم؟".
معلمو المدرسة: "الحكومة باعت المساعدات"
وبدوره قال أستاذ "طلب عدم ذكر اسمه" لموقع تلفزيون سوريا "نحن كمعلمين نحاول إعطاء كل جهدنا وطاقتنا من أجل أبنائنا لكي يأخذوا حقوقهم التعليمية، ونحاول بذل قصارى جهدنا لاستثمار المساعدات البسيطة التي حصلنا عليها من بعض الجمعيات المستقلة لخدمة الطلاب، في حين رفضت مديرية التربية التابعة لحكومة النظام مساعدتنا بأي شيء بحجة الضغط الكبير الذي تتعرض له الحكومة من حصار اقتصادي على حد تعبيرهم، وعدم توفر أدنى الإمكانات بسبب الدمار الذي أصاب البلاد من الحرب والزلزال".
وأكد المعلم أن "الكرفانات" وصلت إلى سوريا، إضافة إلى مساعدات من بلدان مختلفة ولكن الحكومة أعطتها للتجار ضمن مناقصات تجارية استبدلتها للمواطنين بالخيم ليدرس بها أبناؤهم من دون الاكتراث بمخاطر هذه المناقصة فهم ربحوا الأموال الطائلة ودمروا جيلا بكامله، على حد تعبيره.
ولفتت إحدى معلمات المدرسة إلى أن"موسم الشتاء على الأبواب فكيف لهؤلاء الطلاب الصغار قضاء الحصص التعليمية تحت الأمطار وفي البرد القارس".
وأوضحت قائلة "قدمنا الكثير من الطلبات للمديرية وقمنا بإرسال عدة كتب قبل بداية العام الدراسي ولكن الردود معدومة مستفزة"، مشيرة إلى أن القطاع التربوي تلقى مساعدات خارجية وكرفانات يمكنها أن تغطي جميع الأبنية المتضررة، ولكن "بسبب سرقة المسؤولين في الحكومة وعدم اكتراثهم بالكارثة، فحقيقةً سوف تسبب بضياع جيل تعليمي كامل"، كما تقول.
وبحسب مدير التربية في اللاذقية عمران أبو خليل في تصريحات لـ وسائل إعلام مقرّبة من النظام السوري، يوجد في المحافظة 1200 مدرسة، 22 منها تحوّلت إلى مراكز إيواء مؤقتة، في حين تعرّضت 250 مدرسة لضرر جزئي بسبب الزلزال، و100 مدرسة لضرر كلّي، وهي قيد الهدم.
وتضم مدارس محافظة اللاذقية هذا العام أكثر من 268 ألف تلميذ، ونتيجة للازدحام في المدارس؛ تعتمد نحو 75% من المدارس دوامين للدراسة، صباحاً ومساء.