كشف قائد القوة الجوية التابعة للحرس الثوري الإيراني عن طراز الصواريخ التي قصف بها إدلب وأربيل الليلة الماضية، وهي صواريخ ركز الإعلان عنها قبل عامين بأنها "تصل لإسرائيل".
وقال قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني أمير علي حاجي زاده في تسجيل مصور وهو يقدم تقريراً للواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني: "تم كل شيء بنجاح... تم إطلاق 4 صواريخ من طراز خيبر من جنوبي خوزستان على مقر تنظيم داعش بإدلب، كما تم أيضاً إطلاق 4 صواريخ من كرمنشاه و7 صواريخ من أذربيجان الشرقية على المقر الصهيوني في أربيل".
قصف "الحرس الثوري الإيراني"، منتصف ليل الإثنين – الثلاثاء، مواقع في ريف إدلب شمال غربي سوريا، وادعى الحرس الثوري الإيراني في بيان مقتضب، قصف ما سمّاها "قيادات وتجمعات إرهابية" في سوريا، زاعماًَ أنها المسؤولة عن "التخطيط للتفجيرين الذين استهدفا مدينة كرمان الإيرانية مطلع الشهر الحالي، إلا أن الصواريخ البالستية استهدفت مستوصفاً في ريف إدلب الغربي.
وقالت وكالة أنباء فارس: "قُتل في الهجوم على مقر الموساد 4 من كبار مسؤولي الموساد، كما قُتل العديد من كبار قادة داعش في هجوم صاروخي على الإرهابيين في إدلب بسوريا".
وأفاد الدفاع المدني السوري أنه في تمام الساعة 11:40 مساء يوم أمس الإثنين، سُمع دوي أربعة انفجارات عنيفة ناجمة عن قصف مجهول المصدر استهدف بناء مركز طبي (مستوصف) متوقف عن العمل في قرية تلتيتا قرب مدينة كفرتخاريم على بعد نحو 30 كم شمال غربي مدينة إدلب.
صاروخ خيبر.. لم يصل إسرائيل
وأعلنت إيران عن صاروخ "خيبر شكن" (كاسر حصن خيبر) في شباط عام 2022، وشارك الصاروخ قبل الإعلان نهاية العام 2021 عندما أطلق الحرس الثوري الإيراني 16 صاروخا منه في ختام مناورات عسكرية وصفها كبار قادة الجيش بأنها تمثّل تحذيراً لإسرائيل.
وركزت الدعاية للصاروخ البالستي على أن مداه يبلغ إسرائيل ووصفه رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري بالصاروخ الاستراتيجي "البعيد المدى"، وهو أحد صواريخ الجيل الثالث للصواريخ بعيدة المدى التابعة للحرس الثوري الإيراني.
وجاء الكشف عن "خيبر" في سياق الرد على التهديدات الإسرائيلية حينذاك بشن هجمات على العمق الإيراني.
ودلالات تسمية الصاروخ تحمل رسالة ضمنية موجهة لإسرائيل، فخيبر هي المعركة الشهيرة التي هزم فيها جيش علي بن أبي طالب قبائل يهودية متحصنة في واحة تقع شمالي المدينة المنورة.
وكشف وزير الدفاع الإيراني، العميد محمد رضا قرايي آشتياني، في أيار 2023، عن صاروخ الجيل الرابع "خرمشهر" البالستي وهو النسخة المتطورة من صاروخ "خيبر"، وبينما كان يلقى آشتياني كلمته، ظهر في الخلفية الصاروخ الجديد إلى جانب مجسم كبير لقبة الصخرة في القدس.
وللصاروخ قواسم مشتركة كثيرة من الناحية التقنية مع صاروخ "هواسونغ-10" الكوري الشمالي، الذي تم تصنيعه بناء على مواصفات الصاروخ الباليستي الروسي منتهي الصلاحية "آر-27" الذي يُطلق من الغواصات، وحصلت إيران على صواريخ "هواسونغ-10" من كوريا الشمالية في عام 2005.
وبحسب موقع "سباه نيوز" التابع للحرس الثوري فإن مدى صاروخ خيبر يصل إلى 1450 كيلومترا فيما يعمل على الوقود الصلب ولديه قدرة على المناورة لاختراق الأنظمة المضادة للصواريخ.
وقال رئيس القوة الجوية بالحرس الثوري العميد أمير علي حاجي زاده يوم الكشف عن الصاروخ، إن مراحل تطوير "خيبر" قلل من وزنه إلى الثلث مقارنة بالنماذج المماثلة، واختزل وقت إعداده وإطلاقه إلى السُدس.
ويتميز "خيبر" عن سابقاته من طراز "فاتح" الإيرانية بزنة رأسه الحربي ونوعية المواد المتفجرة التي تعادل أضعاف مادة "تي إن تي" (TNT) المتفجرة.
وتبلغ سرعة الرأس الحربي لصاروخ خيبر بعد الانفصال عن الحشوة الدافعة من 7 إلى 9 ماخ، كما يمكن لمنصة الإطلاق التحكم بالرأس الحربي وتوجيهه بعد الانفصال.