روّجت وكالة أنباء النظام "سانا" في تقرير نشرته أخيراً عن عودة النشاط لصناعة المفروشات في مدينة عربين بغوطة دمشق الشرقية، وذلك بعد "عودة الأمان" إليها، لكن أهالي عربين والغوطة الشرقية أوضحوا لموقع تلفزيون سوريا الحقيقة وكذبوا كل ماء جاء في تقرير "سانا".
وفي تقريرها المصور الذي حمل عنوان "بعد عودة الأمان… ورش النجارة في عربين تستعيد نشاطها وإنتاجها يصل إلى المحافظات"، قالت سانا إن حرفة النجارة وصناعة المفروشات "تأثرت خلال فترة وجود الإرهابيين لكن الحرفيين وبعد عودة الأمان لمدينتهم أحيوا صنعتهم تدريجياً واستعادوا ورشهم ونشاطهم لتنتشر منتجاتهم مجدداً في منازل السوريين في المحافظات".
ونقلت عن أحد الحرفيين في عربين قوله "إن المدينة تضم عدداً كبيراً من الحرفيين المهرة القادرين على الارتقاء وتطوير هذه الحرفة العريقة وإنتاج احتياجات السوق المحلي من المفروشات والاستغناء عن الاستيراد في حال زيادة الدعم لهم وحصولهم على قروض".
وأشارت سانا إلى أن صعوبة تسويق المنتجات وطول فترة إنتاجها وغلاء موادها الأولية أثرت سلباً على صناعها، من دون أن تتطرق سانا إلى لب المشكلة والمعوقات الحقيقية أمام عودة الحركة الصناعية للمفروشات.
ولم يقتصر التضليل على عدم عرض المشكلات الحقيقية، بل ادعت سانا أن المجلس المحلي في عربين أعاد تأهيل البنية التحتية وأمن مستلزمات الحرفة، ما أسهم في عودة "الكثير من الحرف والورش والمعامل الكبيرة المعروفة باسمها على مستوى العالم والتي تستقطب ما لا يقل عن ألف عامل".
لا صناعة من دون كهرباء ومازوت
أكد أهال وحرفيون من عربين وباقي مدن وبلدات الغوطة الشرقية أن الإقبال على شراء المفروشات شبه متوقف بسبب ارتفاع الأسعار بنسبة أكثر من 250% وانقطاع الكهرباء وارتفاع سعر المازوت وحتى انقطاعه في كثير من الأوقات ما يمنع الورشات من تشغيل مولدات الكهرباء.
وفي حين تعاني المدن الكبرى في سوريا والتي كانت تحت سيطرة النظام ولم تتعرض للقصف المدمر، كدمشق والأحياء الغربية من مدينة حلب واللاذقية وطرطوس وغيرها، من تقنين شديد بالكهرباء ما أثر سلباً في كامل الحركة التجارية والصناعية؛ فإن الأوضاع المعيشية والخدمية في المناطق التي سيطر عليها النظام وهجّر أهلها تبدو أسوء بأضعاف مضاعفة بسبب تعمّد النظام وحكومته إهمالها وكذلك دمار كامل البنية التحتية فيها بسبب القصف الجوي والمدفعي على مدار سنوات.
أسعار المفروشات في سوريا تتضاعف كل عام
أوضح عدد من الحرفيين في الغوطة الشرقية التي كانت تتركز فيها ورش ومعامل صناعة المفروشات أن غرفة النوم من النوعية دون الوسط كان سعرها العام الفائت نحو مليون و200 ألف ليرة سورية، أما الآن فلا توجد غرفة نوم من النوعية نفسها أقل من 3 ملايين ليرة سورية.
وتنتشر صناعة المفروشات في محيط العاصمة دمشق وتحديداً في مدن وبلدات عربين وحمورية وسقبا وداريا وجوبر.
أما أسعار طقم غرفة الجلوس (طقم الكنبايات)، فقد ارتفع سعرها للنوعية الجيدة من مليون ليرة سورية إلى 3 ملايين ليرة سورية، في حين وصل سعر الطقم من النوعية الممتازة إلى 7 ملايين ليرة سورية.
وتطابقت الأسعار التي حصل عليها موقع تلفزيون سوريا من المصادر مع ما تنشره صفحات ترويجية على فيس بوك لمعارض بيع مفروشات.
وأكد عدد من الحرفيين أن أزمة الكهرباء وحدها كافية لتتوقف عجلة الإنتاج في أكبر وأصغر معمل وورشة تصنيع سواء في قطاع المفروشات أو غيرها من القطاعات الصناعية الأخرى.