كشفت مصادر فلسطينية أن النظام السوري لا يتجاوب حتى الآن مع محاولات من وسطاء لتقريب وجهات النظر بينه وبين "حركة المقاومة الإسلامية حماس"، التي قررت استئناف علاقاتها مع النظام بعد عشر سنوات من المقاطعة، بسبب موقفها الداعم للثورة السورية.
ونقلت صحيفة "القدس" الفلسطينية عن مصادر مطلعة، من دون أن تسميها، قولها إن "عدة جهات تدخلت وأجرت اتصالات، بعضها بشكل رسمي وأخرى بشكل غير رسمي، مع بعض المسؤولين في النظام السوري، وبعلم قيادة حماس".
وأضافت الصحيفة أن "تلك الجهود حتى الآن لم تحقق أي اختراق"، مشيرة إلى أن "هناك حالة من الفتور تسود من قبل النظام السوري تجاه الحركة"، بعد موقفها من الثورة السورية في العام 2011.
ووفق المصادر المطلعة، فإن عودة العلاقات بين "حماس" والنظام السوري "ستحتاج لمزيد من الوقت، وقد تمر سنوات حتى تعود مجدداً"، مؤكدة على أن "الحركة مهتمة بالانفتاح في العلاقة من جديد مع النظام السوري ودول وجهات أخرى، في إطار محاولتها لمواجهة التغييرات الحاصلة في المنطقة، والتحالفات التي تبنى لمحاولة خدمة التطبيع والاحتلال الإسرائيلي".
ومن جهة أخرى، أشارت المصادر إلى أن قرار "حماس" باستئناف علاقاتها مع النظام السوري "أثارت حفيظة واستياء القيادة التركية بشكل خاص"، موضحة أن تركيا "لم تتحدث مع الحركة حول القضية، ولكن من المتوقع أن تكون مثار بحث في أي لقاءات رسمية أو غير رسمية بين الجانبين".
صفحة جديدة بين حماس والنظام السوري
وكانت مصادر من حركة "حماس" كشفت لوكالتي "رويترز" و"الأناضول"، في 21 من حزيران الماضي، أن الحركة والنظام السوري يستعدان لفتح صفحة جديدة، واستعادة العلاقات بعد قطيعة استمرت 10 أعوام.
وبعد أسبوع من الإعلان الأول عبر "رويترز"، أكد رئيس "مكتب العلاقات العربية والإسلامية" في الحركة خليل الحية، صحة الأنباء التي تحدثت عن سعي الحركة للتطبيع مع النظام السوري، موضحاً أن "مؤسسات الحركة أقرت استعادة العلاقة مع دمشق".
وأضاف الحية أن "نقاشات داخلية وخارجية جرت على مستوى حماس من أجل حسم الموضوع"، مشيراً إلى أن "خلاصة النقاشات، التي شاركت فيها قيادات وكوادر ومؤثرون، بما فيهم المعتقلون داخل السجون، تم إقرار السعي من أجل استعادة العلاقة مع دمشق".