أصدر المجلس الإسلامي السوري اليوم السبت بيانه المرتقب بشأن تطبيع حركة حماس علاقاتها مع النظام السوري، وأكد فيه أن "الحركة ستضع نفسها في حالة مفاصلة واضحة مع الأمة وستعزل نفسها عن مشروع قادة الحركة المخلصين الأوائل لتنتقل إلى صف الولي الفقيه والميليشيات والعصابات الطائفية بمواجهة شعوب المنطقة وأبنائها الأحرار والتاريخ والمبادئ والقيم".
وقال المجلس في بيان: إن التصريحات والأخبار المتتالية تبين عزم حركة حماس إعادة علاقتها مع العصابة المجرمة الحاكمة في سوريا، وإن المجلس الإسلامي السوري قد بذل جهده مع علماء العالم الإسلامي لثني الحركة عن المضي في هذا القرار الخطير، ولكن الحركة مع الأسف لم تبد استجابة ولا رداً، تمييعاً للموضوع، بل حاولت صرف الأنظار عن حقيقة مناصحتهم وتحذيرهم بتسريب مخل لصورة تظهر العلماء الذين ذهبوا محذرين للحركة بمظهر المباركين بحدث هامشي تم إقحامه آخر اللقاء".
وحذّر المجلس حماس من المضي في "القرار الخطير"، مشدداً على أن النظام السوري "عدو لقضايا الأمة جميعاً ولهمومها ومشاريع تحررها من المغتصبين، فهو عدو لفلسطين وشعبها كعداوته لسوريا وشعبها، يشهد على ذلك مئات المجازر من تل الزعتر إلى التضامن ومجازر حي اليرموك، وآلاف المعتقلين الفلسطينيين الذين لا يزالون يقبعون في أبشع المسالخ البشرية".
#بيان #المجلس_الإسلامي_السوري حول عزم (حماس) إعادة علاقتها بالعصابة المجرمة الحاكمة في سورية
— المجلس الإسلامي (@syrian_ic) July 23, 2022
للاطلاع: https://t.co/ue9qbTGj3m pic.twitter.com/79VS1du2pT
وأضاف البيان: "إعادة حماس علاقتها مع العصابة المجرمة الحاكمة في سورية يستكمل مشهد اصطفاف الحركة مع المحور الإيراني الطائفي المعادي للأمة، محور إيران وما يسمى حزب الله وميليشيا الحوثي وبقية الميليشيات الطائفية، ذلك المحور الذي يتاجر بالقضية الفلسطينية خداعاً ويوغل في سفك دم المسلمين في سوريا والعراق واليمن".
وأشار المجلس في بيانه إلى أن "الرابح الأكبر" من هذا القرار هو النظام السوري الذي سيستغله ليظهر بمظهر المقاوم الداعم لفلسطين وشعبها، "بينما ستبوء حركة حماس بأكبر الخسارات المتمثلة بسلخها عن محيطها وعمقها لدى الشعوب المسلمة التي طالما وقفت معها وساندتها، وسيظهر هذا القرار الحركة بمظهر التي تقدم منفعتها الشخصية المتوهمة على منفعة الأمة المتحققة، وتقدم المصالح على المبادئ".
وأعرب المجلس الإسلامي السوري في البيان ذاته عن تقديره وشكره للشعب السوري "على غيرته على المجلس والعلماء ورفضه لمجرد صورة تجمعهم بمن يعتزم التطبيع مع عصابة الإجرام".
وفي الخامس من الشهر الجاري أثار تسجيل مصور يظهر فيه الشيخ أسامة الرفاعي مفتي الجمهورية العربية السورية إلى جانب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، ردود فعل سورية غاضبة، خاصة أن اللقاء جاء بعد أيام من تصريحات وتأكيدات "الحركة" بتطبيع العلاقات مع النظام السوري.
وحضر الرفاعي إلى جانب عدد من علماء دول إسلامية في مدينة إسطنبول التركية جلسة تكريم لسجى وسام هنية حفيدة إسماعيل هنية، لإتمامها حفظ القرآن الكريم كاملاً.
"سجى وسام هنية" حفيدة الأخ أبو العبد رئيس المكتب السياسي للأخضر تتم حفظ القرآن الكريم كاملاً ..
— وائل أبو عمر 🇵🇸 (@WaelAboOmer) July 3, 2022
نسأل الله أن يبارك فيها وفي والديها وأن يلبسهم تاج الوقار pic.twitter.com/DMHH53hiJv
ودفعت ردود الفعل الغاضبة المجلس الإسلامي السوري لإصدار بيان مصور، أوضح فيه مجريات "التسجيل المسرب"، بأنه كان في ختام لقاء جمع الرفاعي مع عدد من علماء المسلمين لثني حماس عن قرار إعادة علاقتها بالنظام السوري.
وفي العاشر من الشهر الجاري أكد 8 علماء يترأسون كبرى المؤسسات والاتحادات الإسلامية في بيان مشترك بعد لقائهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أن تطبيع الحركة علاقاتها مع النظام السوري "فيه مفاسد عظيمة ولا تتفق مع المبادئ والقيم والضوابط الشرعية".
وأشار البيان إلى أن "العلماء في انتظار رد قيادة الحركة ليقوموا بالواجب الشرعي المناسب للموقف، والمحقق لمصلحة قضية فلسطين التي هي قضية المسلمين جميعاً".