icon
التغطية الحية

شح الموارد وارتفاع التكاليف.. ضغوط اقتصادية تقلص أعداد الأبقار في الحسكة

2024.09.02 | 06:49 دمشق

شح الموارد وارتفاع التكاليف.. ضغوط اقتصادية تقلص أعداد الأبقار في الحسكة
صورة أرشيفية - رويترز
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • الظروف الاقتصادية المتردية في الحسكة دفعت مربي الأبقار إلى تقليص أعدادها بسبب شح الموارد وارتفاع التكاليف.
  • ارتفاع أسعار الأعلاف والحبوب يجعل تربية الأبقار مكلفة دون دعم من "الإدارة الذاتية".
  • بعض المربين اضطروا لبيع أبقارهم أو الاعتماد على بقايا المحاصيل كعلف رئيسي.
  • الجفاف والتغيرات المناخية أثرت سلباً على المراعي الطبيعية، مما زاد الاعتماد على الأعلاف المكلفة.
  • تدهور قطاع تربية الأبقار يؤدي إلى انخفاض إنتاج الألبان والأجبان وارتفاع أسعارها في الأسواق المحلية.

دفعت الظروف الاقتصادية المتردية في الحسكة مربي الأبقار إلى تقليص عدد رؤوس الأبقار التي يملكونها، لا سيما في ظل شح الموارد وارتفاع التكاليف.

ويشتكي مربو الأبقار من ارتفاع أسعار الأعلاف والحبوب، حيث يبلغ سعر كيلو القمح 5 آلاف ليرة سورية، والشعير 4 آلاف، والنخالة 2500 ليرة، في حين لا تقدم "الإدارة الذاتية" أي دعم رغم تسجيل الأبقار لديها.

ويقول حسن، وهو أحد سكان بلدة تل تمر شمالي الحسكة، إنه خفض عدد أبقاره من سبعة إلى ثلاثة، ومع ذلك يواجه صعوبات متزايدة بسبب ارتفاع تكاليف التربية وقلة الدعم.

وأشار إلى أنه يشتري الماء يومياً بكلفة 25 ألف ليرة، بينما يصرف 50 ألف ليرة لتغذية كل بقرة، دون الحصول على دخل كافٍ من الحليب ومشتقاته، وفقاً لما نقله موقع "نورث برس" المحلي.

كذلك، يعاني عبد العزيز عبيد من مشكلات مماثلة، حيث اضطر لخفض عدد أبقاره من ثمانٍ إلى اثنتين فقط بعد نزوحه، موضحاً أنه بات يعتمد على بقايا المحاصيل والخبز اليابس كعلف رئيسي، مما يؤثر سلباً على القيمة الغذائية للأبقار وإنتاجها.

وعلى صعيد أوسع، يؤكد أحمد دهام، "الرئيس المشارك في قسم الثروة الحيوانية" في "الإدارة الذاتية"، أن القطاع يعاني بشدة من جراء الجفاف وغيره من التحديات، مشيراً إلى أنه يتم العمل حالياً على تطوير قاعدة بيانات جديدة لتحسين الدعم المقدم للمربين في المستقبل.

ووفق أحدث الإحصائيات الصادرة عام 2021، فإن عدد الأبقار في شمال شرقي سوريا يتجاوز 226 ألف رأس، في حين يؤكد المربون أن العدد انخفض لعدم وجود دعم كافٍ من "الإدارة الذاتية" التي لا تقدم سوى 50 كيلوغراماً من النخالة سنوياً.

تربية الأبقار في سوريا

تواجه تربية الأبقار في سوريا تحديات كبيرة بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة ونقص الدعم الحكومي، مما أدى إلى تدهور ملحوظ في هذا القطاع.

ويشكل الارتفاع الحاد في أسعار الأعلاف عبئاً ثقيلاً على مربي الأبقار، حيث إن الزيادة في التكاليف تعيق قدرتهم على الاستمرار في العمل، وتدفعهم إلى تقليص أعداد الماشية أو حتى التوقف عن تربيتها بشكل كامل.

وبالإضافة إلى ذلك، تعاني سوريا من نقص حاد في المراعي بسبب الجفاف المستمر والتغيرات المناخية، مما يحد من مصادر الغذاء الطبيعي للأبقار، وهذا النقص يؤدي إلى اعتماد المزارعين بشكل متزايد على الأعلاف المكلفة، والتي لا يتمكن الكثير منهم من تحمل أسعارها المرتفعة.

ويكون تأثير هذه العوامل على إنتاج الألبان والأجبان واضحاً، حيث ينخفض الإنتاج بشكل ملحوظ، وتتراجع الجودة بسبب عدم قدرة المزارعين على توفير الغذاء المناسب والرعاية الكافية للأبقار. وهذا التدهور في الإنتاج يؤدي إلى ارتفاع أسعار مشتقات الحليب في الأسواق المحلية، ويزيد من العبء المالي على المستهلكين.