حصل اللاجئ السوري في السويد أحمد المصطفى على "الميدالية الذهبية" خلال مشاركته في بطولة للملاكمة على مستوى البلاد، كما عرض عليه "اتحاد الملاكمة السويدي" الانتساب إليه لتمثيل السويد في البطولات الخارجية.
اللاجئ السوري أحمد البالغ من العمر (18 عاماً) غادر سوريا هرباً من الحرب في عام 2015 إلى لبنان ثم سافر إلى تركيا وسافر بعد ذلك إلى السويد عبر "قوارب الموت" مع عائلته.
ويقول أحمد المنحدر من محافظة إدلب لموقع تلفزيون سوريا: "أنا أدرس حالياً هندسة الكهرباء في المدرسة الثانوية "اليومناسيت" إضافة إلى ممارسة هوايتي المفضلة الملاكمة (الكيك بوكسينغ)".
ويضيف اللاجئ السوري الذي يقيم مع عائلته في مدينة تريليبوري "تعلقت بهذه الرياضة لأن عمي وأبي كانا يمارسانها أمامي بشكل مستمر خصوصاً أن عمي كان محترفاً وشارك بعدة بطولات على مستوى سوريا".
وبعد أن وصل اللاجئ السوري إلى السويد التحق بنادي تابع للبلدية التي يعيش فيها لممارسة "الكيك بوكسنيغ" وتدرب بشكل متواصل لمدة ثلاثة أعوام بعد أن مارس سابقاً رياضات أخرى ككرة القدم و"الكاراتيه"، وحصل أحمد على رعاية من مدربيه في النادي بعد أثبت تميزه في الرياضة المحببة لديه.
بطولات وميداليات ذهبية
والسبت الماضي، فاز اللاجئ السوري بالميدالية الذهبية خلال مشاركته ببطولة لمن هم "دون وزن 74 كيلوغراماً" في مدينة إنجلهولم على مستوى السويد، ويقول المصطفى لتلفزيون سوريا: إن اتحاد الملاكمة السويدي عرض علي بعد هذا الفوز الانتساب إلى المنتخب السويدي الوطني في الملاكمة كي أُمثل السويد في المباريات الدولية".
وحصل أحمد خلال الفترة الماضية حتى الآن على تسع ميداليات، ست من تلك الميداليات كانت ذهبية وثلاث فضية، بحسب ما قال لتلفزيون سوريا، مضيفاً "المرتبة الثالثة لا تعني لي شيئاً (..) أحب أن أكون دائماً الأول أو الثاني على الأقل".
وشارك اللاجئ السوري في عدة بطولات على مستوى السويد وخارجها وكانت آخر البطولات الخارجية في الدنمارك حيث مثل نادي "يونايتد فايترس" الذي ينتسب له وحصل هناك على ميداليتين ذهبية وفضية.
وعن البطولات القادمة التي يعتزم المشاركة فيها، قال اللاجئ السوري إنه سيشارك "في بطولة محلية على مستوى السويد في السابع من شهر أيار القادم عن وزن أقل من 74 كيلوغراماً وسأشارك أيضاً في بطولة أوروبا المقامة في تركيا في شهر تشرين الثاني القادم من هذا العام".
"طموح يسعى لتحقيقه"
وإضافة لدراسته وممارسة هوايته يعمل اللاجئ السوري أحمد حالياً في مطعم في مدينة تريليبوري لتأمين مصروفه الشخصي.
ويطمح أحمد لمواصلة دراسته في مجال الكهرباء ودخول كلية هندسة الطيران الحربي لكي يصبح "مهندس طيراني حربي" كما يقول مضيفاً أنَّ هذا "حلمي الذي أسعى لتحقيقه في المستقبل إن شاء الله".
وفيما إذا كان يواجه أية صعوبات في السويد، يقول أحمد إن "اللغة كانت أبرز الصعوبات في بداية حياتي في السويد (..) تعرضت للتنمر من بعض الزملاء في المدرسة في بلدية هسلهوم في أول عامين لي في السويد".
ويضيف "لكن بعد أن انتقلت للمدينة التي أعيش فيها حالياً (تريليبوري) كنت قد تعلمت اللغة ولم أعد أعاني من التنمر حالياً".
ومنذ بداية الحرب في سوريا في عام 2011 لجأ إلى السويد عشرات آلاف اللاجئين السوريين وحصل عدد كبير منهم على الجنسية السويدية في حين ينتظر البقية الحصول عليها بعد أن يستوفوا الشروط اللازمة.
وبداية العام الجاري، قال مكتب "الهجرة السويدي" في تقرير له إن 27 ألفاً و340 سورياً يحملون تصاريح إقامة وعمل في السويد حصلوا على الجنسية عام 2021.
بموجب نظام الهجرة في السويد، يحق للمهاجرين واللاجئين الحاصلين على تصاريح الإقامة والعمل الحصول على الجنسية في غضون خمس سنوات من إقامتهم في البلاد.
ويُقدر عدد السوريين في السويد الآن بأكثر من 191 ألف سوري، وفي العام 2018 أظهرت أرقام حديثة لمكتب الإحصاء المركزي في السويد أن الجالية السورية هي الأكبر في البلاد ويمثلون 1.7 % من سكان السويد، وذكر مكتب الإحصاء حينذاك في بيان له أن عددهم وصل إلى أكثر من 189 ألف سوري حاصل على تصريح إقامة أو جنسية.