دانت جماعة "الإخوان المسلمين" في سوريا، الممارسات التعسفية للمخابرات والأمن اللبناني بحق اللاجئين السوريين في لبنان، لا سيما بعد الحديث عن ترحيل الضابط السوري المنشق عبد الله الزهوري إلى بلاده، وتسليمه للنظام وقوى الأمن هناك.
وقال المكتب السياسي في الجماعة، عبر بيان نشره السبت: "في بادرة خطيرة، مخابرات الجيش اللبناني تسلم معارضاً سورياً إلى النظام السوري، حيث داهمت دورية تابعة لمخابرات الجيش اللبناني خيمة الضابط المنشق عن نظام الأسد، عبدالله الزهوري، في منطقة عرسال، واقتادته إلى فرع أبلح في المنطقة التابعة لحزب الله ليتم بعدها بتواطؤ مع الحزب، ودون عرضه على الجهات الرسمية تسليمه للفرع 291 المسمى فرع الضباط والتابع للمخابرات العسكرية لدى النظام السوري".
وأضافت: "إننا في جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، ندين ونستنكر هذا الفعل المخالف للقوانين والأعراف الدولية ونحمل الجهات المسؤولة عن تسليمه المسؤولية كاملة عن سلامته وما سيتعرض له في الفروع الأمنية التابعة للنظام السوري".
وحمّل البيان، النظام السوري المسؤولية عن حياة الضابط، وأي أذى يتعرض له، مطالباً بالإفراج الفوري عنه.
ودعت الجماعة السلطات اللبنانية إلى فتح تحقيق عاجل وجاد في هذه الحادثة والحالات التي سبقتها، ووقف جميع خطط الترحيل والإفراج عن الناشطين والتوقف عن استهداف المعارضين لنظام الأسد، وعدم تسليمهم واحترام حقوقهم وضمان الحماية لهم.
وناشد البيان المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية ودعاة حقوق الإنسان في لبنان لممارسة الضغط لدى السلطات اللبنانية لوقف عمليات اعتقال وترحيل الناشطين والمعارضين السوريين المقيمين على الأراضي اللبنانية، والضغط على النظام السوري للإفراج عن المعتقلين.
تسليم الضابط عبد الله الزهوري للنظام السوري
وسبق أن ذكرت مصادر سورية في لبنان أن مخابرات الجيش اللبناني "فرع أبلح" سلمت الضابط المنشق عن قوات النظام السوري، النقيب عبد الله عبد السلام الزهوري، إلى النظام السوري بعد اعتقاله من خيمته التي يقيم فيها في عرسال.
وقالت المصادر إن الزهوري، الذي ينحدر من منطقة القصير بريف حمص، اعتقل في 27 أيار الماضي، من مخيم الملعب بعرسال من قبل مخابرات الجيش اللبناني، وتم تسليمه إلى النظام السوري عبر "الفرع 291" بتاريخ 11 حزيران الجاري، من دون عرضه على الأمن العام اللبناني.
وذكرت قناة "الحرة" الأميركية أن دورية من مخابرات الجيش اللبناني دهمت خيمة الضابط المنشق في مخيم الملعب بعرسال واقتادته إلى جهة مجهولة، ووصل خبر إلى أقربائه بعد ذلك يفيد بتسليمه للنظام السوري.
ونقلت القناة عن مصدرين مقربين من الزهوري قولهما إنه "منذ دخوله إلى لبنان، أقام مع زوجته وأبنائه داخل خيمة في مخيم الملعب بعرسال، واتجه خلال السنوات الماضية إلى العمل بمهن الإنشاءات وقص الحجر لكسب العيش"، مؤكدين أنه كان مبتعداً ومعتزلاً لأي نشاط عسكري أو سياسي.
وأكد المصدران أنه "وصل إليهم خبر قبل أيام يفيد بإقدام مخابرات الجيش اللبناني على تسليمه لفروع أمن النظام السوري، من دون أن يتم تمريره إلى جهاز الأمن العام المسؤول عن الأجانب في البلاد".