يعاني السكّان في معظم أحياء مدينة دمشق وريفها من تقنين جائر للمياه، والتي يصعب عليهم تأمينها عن طريق "الصهاريج"، بسبب سعرها المرتفع.
ويقول سكّان دمشق وريفها - وفق صفحات موالية للنظام - إنّ انقطاع المياه عن مناطقهم يستمر لأكثر من أربعة أيام متواصلة، وقد تأتي ساعة واحدة بعدها لا تسد احتياجاتهم أبداً.
ويشير السكّان إلى عجز الكثير منهم عن تعبئة المياه عن طريق الصهاريج بسبب كلفتها المرتفعة، إذ أنّ 5 براميل (سعة البرميل الواحد 200 ليتر) يبلغ سعرها أكثر من 25 ألف ليرة سوريّة.
تقنين جائر للمياه وأسعار مرتفعة
زاد تقنين المياه الجائر وغير العادل من معاناة السكّان، خاصةً أنّه يترافق مع انقطاع التيار الكهربائي شبه المستمر، ما يمنع الأهالي من تعبئة خزّانات المياه، وعدم الاستفادة كثيراً عند مجيئها.
وبحسب السكّان فإنّ التقنين يختلف من منطقة إلى أُخرى، ولكنّه في عموم المناطق فإنّ التقنين جائر، إذ يستمر انقطاع المياه أحياناً إلى أكثر من 25 يوماً، وتتوفّر لعدة ساعات خلال يومٍ واحد، غالباً لا تسد احتياجات الأهالي، خاصَةً مَن يسكنون في الطوابق المرتفعة.
ويلجأ الأهالي إلى تعبئة خزّاناتهم عبر صهاريج المياه الجوّالة، والتي تبيع المياه بكلفة تصل إلى 5 آلاف ليرة سوريّة للبرميل الواحد، في ظل وضع اقتصادي متدهور يعيشه السكّان في عموم مناطق سيطرة النظام السوري.
وبحسب تقرير نشرته صفحات موالية للنظام، فإنّ الكثير من الأهالي لا يمكنهم شراء أكثر من "بيدون ماء" (سعة 20 ليتراً) في اليوم الواحد، فضلاً عن أنّ بعض المناطق مياهها غير صالحة للشرب، ما يدفع سكّانها إلى شراء المياه بشكل مستمر.
تأخّر الأمطار وانخفاض منسوب الآبار
يُرجع المسؤولون في حكومة النظام السوري، أسباب شحّ المياه في محافظة دمشق وريفها إلى تأخّر الموسم المطري، ما تسبّب بانخفاض منسوب مياه الآبار.
وقال عمر درويش - معاون المدير العام لـ"المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في دمشق وريفها" - إنّ تأخّر الأمطار أثّر أيضاً في انخفاض منسوب نبع الفيجة، المصدر الرئيسي لتغذية دمشق وريفها بالمياه.
وأضاف أنّ انخفاض منسوب نبع الفيجة، يدفعهم إلى استجرار المياه عن طريق "الضّخ" أي عن طريق مضخّات تحتاج إلى تيار كهربائي، لا بـ"الإسالة" وهو تدفّق المياه من تلقاء نفسها في حال ارتفاع منسوب النبع، مشيراً إلى تحسّن متوقّع في منسوب الفيجة، هذا العام.
وقبل أيام، أعلنت "المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي" في محافظة دمشق، قطع المياه عن معظم مناطق وأحياء مدينة دمشق، مبرّرة ذلك بإجراء أعمال صيانة بسبب عطل طارئ في الخطوط الرئيسية المغذية للمدينة.
ومنتصف العام المنصرم، أعلنت "مؤسسة المياه" في دمشق وريفها أيضاً، بدء تطبيق برنامج تقنين جديد للمياه، بحيث تتراوح فيه ساعات الانقطاع بين 10 إلى 12ساعة يومياً بحسب المناطق، إلّا أنّ الأهالي يؤكّدون انقطاع المياه وبشكل مستمر، لأيام وأسابيع.
وسبق أنّ وجّه مدير الاستثمار والصيانة في "المؤسسة العامة لمياه الشرب" عبر صحيفة "الوطن" الموالية، الاتهام للسكّان باستهلاك المياه في العاصمة دمشق بأرقام قياسية، زاعماً أنّ الاستهلاك تجاوز الـ9 أمتار مكعبة في الثانية.
في المقابل، نقل موقع "نورث برس" عن مصدر آخر في "مؤسسة المياه" بدمشق وريفها، أنّ هناك "عجزاً حكومياً عن استثمار أو إيجاد مصادر مائية تغطّي حاجة السكّان"، مشيراً إلى أنّ المؤسسة متراخية في الصيانة الدورية والضرورية لشبكات المياه، وفي توسيع تلك الشبكات".
يشار إلى أنّ مناطق سيطرة "النظام" تعاني أيضاً من أزمة الكهرباء، وسط غياب برنامج تقنين منظّم، إذ تصل ساعات القطع في بعض المحافظات إلى أكثر من 15 ساعة متواصلة، بالتزامن مع رفع "حكومة النظام" الدعم عن مبيع الطاقة الكهربائية.