البث المباشر
أثارت أسعار بطاقات حفلات "عيد السيدة" في حمص، غضب العديد من السوريين، إذ وصل سعر بعض البطاقات إلى نصف مليون ليرة سورية.
ونشرت صفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إعلانات ترويج للحفلات التي ستقام في 14 من آب الجاري، في وادي النصارى بريف حمص الغربي، لمغنين سوريين ولبنانيين، وتبدأ أسعار البطاقات من 75 ألف ليرة لبعض المطربين الشعبيين، وتصل إلى 500 ألف ليرة في حفلة لفارس كرم.
ومن بين المغنين المشاركين في الحفلات، علي الديك وأخوه حسين الديك، المشهوران بولائهما الشديد للنظام، ووصلت سعر بطاقة حفلة علي الديك إلى 275 ألفاً، أما حسين الديك فتباع أعلى فئات بطاقات حفلته بـ 350 ألف ليرة سورية.
سخرية ودعوات للاستبعاد من الدعم
وتفاعل العديد من السوريين مع هذه الإعلانات بتعليقات ساخرة وأخرى غاضبة، إذ كتب حساب يحمل اسم "محمد"، "الواحد بيشتري شوال سكر وكم علبة متة وبزيد معو".
وتساءل حساب يحمل اسم "راميا"، إذا ما كان هؤلاء الناس يأخذون مثلها أيضاً الرز والسكر من مؤسسة التموين (مواد مدعومة تباع بسعر مخفض)، خاتمةً: "أنو من وين؟".
كذلك أبدى حساب يحمل اسم "عصام" استغرابه، متسائلاً "معقول في حدا عاقل بيدفع مصاري على وديع الشيخ؟".
ودعا العديد من المعلقين شركة "تكامل" المنفذة لمشروع البطاقات الذكية، والذي يحدد مقدار الكمية التي سوف يحصل عليها كل مواطن من المواد الأساسية مثل الغذاء والمحروقات، دعوها إلى حضور الحفلات لتأخذ الإجراءات المناسبة في حق الحاضرين.
وكتب حساب يحمل اسم "نزار"، أنه على شركة "تكامل" رفع الدعم عن جمهور هذه الحفلات، كونهم مقتدرين مادياً، عوض استبعاد المرضى والمتقاعدين والذين دمرت بيوتهم، والموظفين الذين لا يتجاوز راتبهم 70 ألف ليرة.
وهي إشارة إلى سياسة "رفع الدعم الحكومي" التي ينتهجها النظام ضد السوريين، مستبعداً شرائح واسعة منهم لتخفيف العبء الاقتصادي عن نفسه، في إجراء يراه العديد من المستبعدين مجحفاً وغير عادل.
ودعا حساب آخر يحمل اسم "كريم"، كلاً من وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، ووزارة الاتصالات والتقانة، وهما الجهتان المسؤولتان عن إعلان رفع الدعم، لحضور الحفلات واستبعاد جمهورها من الدعم، عوض حرمان أولئك الذين يملكون سيارات "سوزوكي" موديل 1970.
وذكر حساب يحمل اسم "صلاح"، أن سعر البطاقة الواحدة يكفي لمعيشة عائلة فقيرة لمدة شهر على الأقل، وختم تعليقه بالقول "برسم السيد وزير التجارة الداخلية".
مديرية السياحة: دورنا يقتصر على إعطاء التراخيص
وحول ردود الفعل الغاضبة، قالت مديرة السياحة في حمص ملك عباس، إن دور مديرية السياحة يقتصر فقط على إعطاء التراخيص للمنشآت السياحية بهدف إقامة الحفلات، أما سعر بطاقة الحفل فيعود إلى صاحب المنشأة، وفق ما نقل موقع (أثر برس) المقرب من النظام اليوم الإثنين.
وأشارت عباس في الوقت نفسه، إلى أن كل الحجوزات في الفنادق مضبوطة وفق تسعيرة وزارة السياحة وتخضع للرقابة ولم تصل أي شكوى بخصوصها.
وادعت عباس أن عدداً لا بأس به من المغتربين عاد إلى سوريا من أجل السياحة، ويأتي تصريحها هذا في ظل تصاعد سياسات معادية للاجئين السوريين في عدة دول، ويدعي المحرضون على اللاجئين أن على السلطات إعادة السوريين إلى بلادهم بالقوة كونها أصبحت "آمنة"، مستدلين على ذلك بالحفلات التي تشهدها مناطق سيطرة النظام.
