تتعرض الأملاك العامة في محافظة اللاذقية لسرقات واسعة وممنهجة بشكل لافت مؤخرا تطول بشكل كبير كابلات الكهرباء والاتصالات، ومنشآت الحدائق، ولم يستثن منها حتى بطاريات أعمدة الإنارة بالطاقة الشمسية للطرقات، الأمر الذي زاد من معاناة الأهالي وحرم كثيرين منهم من الكهرباء والخدمات.
بداية الشهر الفائت، أعلنت مديرية الكهرباء في محافظة اللاذقية أنّ قيمة سرقات الكابلات والمحولات الكهربائية في المحافظة بلغت ملياراً و300 مليون ليرة سوريّة، خلال العام المنصرم 2021.
وأكدت المديرية تعرض كابلات الكهرباء النحاسية والمحولات التي توصل التيار إلى المدن والبلدات، لسرقات واسعة.
طالت هذه السرقات بحسب ما ذكر مدير شركة كهرباء اللاذقية التابع للنظام، جابر العاصي، كابلات ارتباط نحاسية لمجموعة من مراكز التحويل في مدينة اللاذقية وهي "مركز تحويل محمد علي – مركز حديقة المشروع الأول القديم – مركز جامع حذيفة – مركز سور المشاتل الغراف".
وكان لافتا من هذه السرقات قيام مجهولين بسرقة عدد من بطاريات عواميد الإنارة العامة بساحة السمك في جبلة باتجاه الكورنيش، وسعة البطارية الواحدة "150 أمبير"، وهي الحادثة التي تكررت عدة مرات وحرمت سكان المدينة من إضاءة الكورنيش.
في السياق ذاته تعرض الكورنيش البحري في مدينة جبلة قبل أيام لعمليات تخريب بغرض سرقة ألواح خشبية، كما سجلت حالات سرقة لبطاريات ومحتويات عدد من السيارات ليلا بحسب ما أكدت مصادر في المحافظة لموقع "تلفزيون سوريا".
وبحسب المصادر فإن سرقة كابلات الكهرباء طالت مؤخرا وبشكل واسع أحياء عديدة في اللاذقية وريفها وأدى في بعض الأحيان لانقطاع التيار الكهرباء.
وقال الناشط الإعلامي في اللاذقية أبو يوسف جبلاوي لموقع تلفزيون سوريا إن ظاهرة سرقة الأسلاك الكهربائية توسعت بشكل لافت في المحافظة مؤخرا وطالت عدة أحياء وقرى، مشيرا إلى أن السبب الرئيسي يعود لغلاء النحاس وضعف الإجراءات الأمنية التي تتبعها أجهزة النظام الأمنية.
وأوضح جبلاوي أن السرقات باتت تطول كل شيء مثل مضخات المياه من الأبنية السكنية وأجهزة الطاقة الشمسية من أسطح البنايات والدراجات النارية وحتى المقاعد الخشبية في الحدائق العامة.
وحول أسباب هذه السرقات ودوافعها قال الناشط إن الحالة الاقتصادية والفقر يلعب دورا بارزا في هذا الأمر، مضيفا أن "الناس باتوا يبحثون عن أي شيء لتأمين معيشتهم بعد ارتفاع الأسعار الحاد لكن بالطبع هذا الأمر لا يمكن تبريره".
ولفت إلى تورط جهات مسؤولة ونافذة نظراً للكمية الكبيرة المنهوبة التي تحتاج إلى ورشات شركة لتفكيكها، وتستغل فترة تقنين التيار الكهربائي ليقوموا بسرقة الكابلات النحاسية.
من جانبه قال عبد الله وهو موظف حكومي في مدينة جبلة إن تراجع دور حكومة النظام في تأمين الخدمات للأهالي وانقطاع الكهرباء المستمر وتراكم القمامة وغياب دور أجهزة الشرطة يدفع الناس للانتقام من هذا الوضع السيئ عبر السرقة والتخريب المتعمد للمنشآت، مضيفا:" هناك حالة فشل على جميع المستويات سواء الثقافية أو المجتمعية أو حتى على صعيد التعليم وهذه هي النتائج الطبيعية للأمر".
العقوبة جماعية
وردا على هذه السرقات قال فرع اللاذقية في الشركة السورية للاتصالات الشهر الماضي، إنه لن يعيد "الكابلات الهاتفية في المناطق التي تتكرر فيها واقعة سرقة الكابلات بشكل يومي لعدم وجود جدوى اقتصادية من جهة، وكي لا يطمع السارقون بسرقتها من جهة أخرى".
ونقل موقع "تلفزيون الخبر" الموالي للنظام أن مواطنين يعانون من انقطاع خطوط هاتف تابعة لمركز هاتف كرسانا في مدينة اللاذقية منذ نحو ٦ أشهر بسبب سرقة الكابلات الواصلة لهواتفهم.
كما شكى سكان في منطقة عين شقاق في ريف جبلة من سرقة كابلات الهواتف منذ قرابة 6 أشهر أيضا دون أن تقوم مؤسسة الاتصالات بأي إجراء لإعادة إيصالها رغم كل الشكاوى.
ورد المهندس أحمد حايك مدير فرع الاتصالات على هذه الشكاوى للموقع بأن الأكبال الواصلة إلى قرية عين شقاق تعرضت للسرقة أكثر من عشر مرات مثبتة بضبوط شرطة.