التقى زعيم "هيئة الحشد الشعبي" العراقي فالح الفياض مع رئيس النظام السوري بشار الأسد اليوم الأربعاء في دمشق.
وقالت صفحة "رئاسة الجمهورية" التابعة للنظام في بيان إن "بشار الأسد ناقش مع الفياض مجالات التعاون القائم بين البلدين، وخصوصاً المواضيع الأمنية المشتركة والتي تتعلق بضبط الحدود ومكافحة التنظيمات الإرهابية المتواجدة في تلك المنطقة".
وأضافت أنه "تم التأكيد على أهمية تكثيف الجهود في مواجهة ما تقوم به الدول الداعمة للإرهاب من محاولات لإعادة إحياء هذه التنظيمات، والعودة لضرب الاستقرار على طرفي الحدود".
فالح الفياض
وزار الفياض سوريا عدة مرات، واحدة منها كانت في أيار الفائت، ومرتان منها خلال العام 2020، وكان وسيطاً بين نظام الأسد وأكثر من حكومة عراقية خلال السنوات الماضية.
ويعتبر الفياض من أبرز الشخصيات المقربة من إيران، وكان يشغل، إضافة إلى رئاسته "الحشد الشعبي"، منصبي رئيس جهاز الأمن الوطني ومستشار الأمن الوطني، وهما من أبرز المناصب الأمنية في العراق، إلا أن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أعفاه منهما في تموز عام 2020.
كما كان الفياض عضواً في "فيلق القدس"، التابع لـميليشيا "الحرس الثوري الإيراني"، المدعوم من خلية الأزمة التي كانت تضم قادة الميليشيات المدرجين سابقاً على قائمة العقوبات، قيس الخزعلي وحسين فلاح اللامي، بالإضافة إلى القائد السابق لـ "الحرس الثوري الإيراني" قاسم سليماني، ونائب زعيم "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، اللذين قتلا إثر ضربة أميركية بالقرب من مطار بغداد، في 3 من كانون الثاني 2020.
الحدود السورية العراقية
وتمتد الحدود بين سوريا والعراق لنحو 605 كم، وترتبط بصحراء عميقة تمتد من الحسكة شرقاً إلى ريف حمص الشرقي، وتقابلها في الجانب العراقي الموصل والأنبار، وتشمل مساحة هذه المنطقة، ثلث مساحة سوريا، وربع مساحة العراق.
ومنتصف كانون الثاني الماضي، أعلن الجيش العراقي عن إنجاز الخندق الحدودي مع سوريا بشكل كامل، مشيراً إلى "وضع خطط جديدة لتأمين الساتر الحدودي".
وعادة ما تفيد بيانات رسمية حكومية عراقية، بالقبض على "متسللين" يحاولون الدخول إلى الأراضي العراقية عبر الحدود السورية، من دون الإفصاح عما إذا كانوا ينتمون إلى "تنظيم الدولة" أم لا.
جرائم حرب
يذكر أن منظمة العفو الدولية قالت في وقت سابق: إن ميليشيات الحشد الشعبي ارتكبت جرائم حرب في العراق، وأضافت "قامت الميليشيات شبه العسكرية، وتعمل تحت مظلة -الحشد الشعبي-، بعمليات إعدام خارج نطاق القضاء، وتعذيب واختطاف آلاف الرجال والفتيان... وارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وانتهاكات للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك جرائم حرب... دونما أدنى خشية من العقاب".