ملخص:
- بلغت قوة العمل في سوريا لعام 2022 نحو 5.96 مليون شخص، بانخفاض 9% عن عام 2010.
- ارتفعت معدلات البطالة إلى 23.7%، مع فقدان 320 ألف فرصة عمل.
- 83% من العاطلين عن العمل لم يسبق لهم العمل من قبل، مما يؤثر على كفاءة رأس المال البشري.
- ريف دمشق سجلت أعلى نسبة بطالة بواقع 24%، تليها اللاذقية بـ14% وطرطوس بـ11%.
- البطالة في سوريا تهدد النسيج الاجتماعي واستقرار الاقتصاد، مما يصعب تحقيق نمو اقتصادي مستدام.
أعلن "المكتب المركزي للإحصاء" أن قوة العمل في سوريا لعام 2022 بلغت نحو 5,964,458 شخصاً، ما يعادل 26% من إجمالي عدد السكان، والذي قُدر بـ23.2 مليون نسمة.
وأظهرت البيانات - التي نشرتها صحيفة "الوطن" المقربة من النظام - تراجعاً بنسبة 9% مقارنة بعام 2010، حيث كانت قوة العمل آنذاك تقدر بـ6.5 ملايين شخص.
ارتفاع معدلات البطالة
ذكرت الباحثة الاقتصادية رشا سيروب أن بيانات المكتب المركزي للإحصاء أظهرت انخفاضاً في قوة العمل بأكثر من 270 ألف شخص، ما يشير إلى تراجع عدد الباحثين عن عمل بمقدار مماثل.
وعلى الرغم من ذلك، ارتفعت معدلات البطالة إلى 23.7%، نتيجة فقدان أكثر من 320 ألف فرصة عمل.
وأشارت إلى أن المشكلة الكبرى لا تكمن فقط في ارتفاع معدلات البطالة، بل تتفاقم عند معرفة أن أكثر من 83% من العاطلين عن العمل لم يسبق لهم العمل من قبل.
وهذا يعني أن نحو 1.17 مليون شخص في سوريا يفتقدون الخبرات والمهارات العملية، مما يهدد كفاءة رأس المال البشري ويؤثر سلباً على النمو الاقتصادي المعتمد على الموارد البشرية.
كم بلغ عدد العاملين؟
أظهرت بيانات المكتب أن إجمالي عدد العاملين في عام 2022 بلغ 4,550,797 مشتغلاً، ما يمثل 20% من إجمالي عدد السكان و76% من حجم قوة العمل.
وأوضحت البيانات أن نسبة الذكور من المشتغلين بلغت 78%، أي نحو 3.5 ملايين مشتغل، في حين كانت نسبة الإناث 22% بنحو 992 ألف مشتغلة، ما يعكس تراجعاً بنسبة 10% مقارنة بعام 2010.
وأفاد المسح بأن عدد المتعطلين عن العمل (15 سنة فأكثر) وصل إلى 1,413,661 متعطلاً، ما يعادل 6% من إجمالي السكان و24% من قوة العمل.
وأشارت البيانات إلى أن 1.178 مليون متعطل لم يسبق لهم العمل، ما يمثل 83% من إجمالي العاطلين، بينما بلغ عدد المتعطلين الذين فقدوا عملهم نحو 235 ألفاً. وتوزعت نسبة البطالة بين الجنسين لتبلغ 53% للإناث و47% للذكور.
التوزع حسب المحافظات
شمل المسح لعام 2022 جميع المحافظات باستثناء أجزاء من حلب، إدلب، الحسكة، دير الزور، والرقة.
وأظهرت النتائج أن محافظة ريف دمشق سجلت أعلى نسبة من المتعطلين عن العمل بواقع 24% وبأكثر من 338 ألف متعطل، وجاءت في المرتبة الثانية محافظة اللاذقية بنسبة 14% بأكثر من 192 ألف متعطل، تليها طرطوس بنسبة 11% بأكثر من 150 ألف متعطل.
وفيما يخص العاصمة دمشق، سجلت نسبة بطالة بلغت 10% بواقع 145 ألف متعطل، بينما وصلت محافظة حمص إلى نسبة 9% بأكثر من 120 ألف متعطل.
وحققت محافظة حماة نسبة 7% بأكثر من 103 آلاف متعطل، في حين سجلت محافظة حلب نسبة 6% بنحو 90 ألف متعطل، على الرغم من عدم شمول المسح لكل أجزائها.
كذلك جاءت درعا والسويداء بنسبة 5% لكل منهما، بينما سجلت الحسكة نسبة 3% والرقة بنسبة 2%، مع عدم شمول المسح لكل أجزائهما، وأخيراً محافظة دير الزور بنسبة 1% وبأكثر من 15 ألف متعطل عن العمل.
البطالة في سوريا
تعد البطالة في سوريا من أكبر التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه البلاد في السنوات الأخيرة، حيث تشكل معدلات البطالة المرتفعة تهديداً حقيقياً للنسيج الاجتماعي واستقرار المجتمع.
ولا تقتصر آثار البطالة على الأفراد فقط، بل تتجاوزها لتؤثر على الاقتصاد بشكل عام، ومع تراجع قوة العمل وفقدان المهارات العملية بين جيل كامل من الشباب، تزداد صعوبة تحقيق نمو اقتصادي مستدام.
ويمكن أن يؤدي استمرار هذه الوضعية إلى تآكل القدرات الإنتاجية للبلاد وتفاقم الفقر وزيادة التوترات الاجتماعية.