ملخص:
-
ضمان الهدوء وتقليل النفوذ الإيراني: تعزز روسيا وجودها العسكري في الجولان بهدف ضمان الاستقرار وتقييد التحركات العسكرية التي قد تزيد التوتر، خصوصاً من الجماعات المدعومة من إيران، مما يتوافق مع مصلحة إسرائيل في المنطقة.
-
حماية النظام السوري ودعم النفوذ الروسي: يسعى الوجود الروسي إلى حماية النظام السوري وترسيخ دور موسكو كقوة رئيسية ضامنة للأمن في جنوبي سوريا، بما في ذلك الجولان.
-
رسالة للأطراف الإقليمية: من خلال نقاط المراقبة، تبعث روسيا برسالة إلى الأطراف الإقليمية، مفادها أنها مستعدة لدور الوسيط بين سوريا وإسرائيل، وتراقب بدقة الالتزام بالاتفاقيات الدولية، خاصة في ظل حساسية التوازن في المنطقة.
تواصل روسيا تعزيز وجودها العسكري في منطقة الجولان السوري المحتل، عبر إقامة نقاط مراقبة بلغ عددها ثماني نقاط وذلك على طول منطقة فض الاشتباك.
يأتي هذا التعزيز الروسي وسط تصاعد التوتر في الجنوب السوري، خاصة في ظل تداخل المصالح الروسية مع كل من إسرائيل وإيران في هذه المنطقة الحساسة.
ومع سعي روسيا لتعزيز دورها في جنوبي سوريا، تتوالى التساؤلات حول أهدافها الحقيقية من هذا الوجود المكثف: هل هو تحرك لضمان الهدوء وتقييد النفوذ الإيراني؟ أم أنه رسالة لإسرائيل وأطراف إقليمية أخرى.
وقالت وكالة سبوتنيك الروسية في تقرير حديث لها إن القوات الروسية أنشأت نقطة مراقبة جديدة فوق تل الأحمر كجزء من ثماني نقاط مراقبة أقامتها روسيا في هذه المنطقة، بهدف تعزيز الحضور الروسي ومراقبة أي اختراقات محتملة للاتفاقيات الدولية.
الجنرال ألكسندر روديونوف، نائب قائد القوات الروسية في سوريا، صرح لوكالة سبوتنيك قائلاً: "تم إنشاء هذه النقطة الجديدة بموجب الاتفاقية للحفاظ على عدم خرق منطقة فض الاشتباك الأممية، وقد كلفت كتيبة من الشرطة العسكرية الروسية بإدارتها".
وأكد روديونوف أن "القوات الروسية ملتزمة بوجودها ضمن نقاط المراقبة على طول الخط الأممي بين جيش النظام السوري والجيش الإسرائيلي"، نافياً أي شائعات عن انسحاب روسي من المنطقة.
في هذا السياق، استضاف برنامج "سوريا اليوم" الذي يبث على تلفزيون سوريا كلاً من المحلل السياسي ياسر رحيل، والمحلل المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، عادل شديد، والدكتور رولاند بيجاموف - أستاذ محاضر في العلوم السياسية، لمناقشة الأهداف الروسية وراء تعزيز وجودها العسكري في الجولان.
ويرى المحلل السياسي ياسر رحيل أن روسيا، ومنذ توقيع اتفاقية 2018 مع فصائل المعارضة السورية ضمنت نفسها كحامية للحدود الجنوبية لسوريا، بما في ذلك الجولان المحتل.
وقال رحيل: "حينما يكون هناك تصعيد أو محاولات لاختراق الهدوء على جبهة الجولان من قبل فصائل موالية لإيران، فإن روسيا تتخذ خطوات مباشرة لمنع مثل هذه التحركات".
وأضاف أن إنشاء روسيا لنقاط مراقبة جديدة يعزز دورها كضامن للهدوء في تلك المنطقة الحساسة.
من جانبه، أكد والمحلل المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، عادل شديد، أن إسرائيل قد تكيفت مع الوضع الراهن في سوريا، حيث توجد العديد من القوى الأجنبية.
وقال شديد: "إسرائيل لها مصلحة في منع أي تشكيلات موالية لإيران من الوجود في الجولان، ومن المحتمل أن تكون راضية عن الوجود الروسي، طالما أنه يحد من النفوذ الإيراني في المنطقة".
وأضاف شديد أن الوجود الروسي في الجولان يسهم في "منع تحول سوريا إلى ممر إيراني يصل إلى حزب الله في لبنان"، مشيراً إلى أن الأهداف الروسية تندرج ضمن رغبة موسكو في حماية النظام السوري، والحفاظ على نفوذها في المنطقة.
وجهة النظر الروسية
في مداخلة من موسكو، قدم الدكتور رولاند بي جاموف، أستاذ العلوم السياسية، رؤية من وجهة النظر الروسية الرسمية، مؤكداً أن "نقاط المراقبة الروسية في الجولان تهدف فقط لمراقبة الوضع على طول خط برافو بين قوات النظام والجيش الإسرائيلي".
وقال جاموف: "روايتنا الرسمية لا تتحدث عن وجود قوات إيرانية هناك، بل تهدف لمراقبة الوضع فقط، وتسجيل أي انتهاكات محتملة من الجانبين".
وبسؤاله حول سبب وجود القوات الروسية رغم وجود قوات حفظ السلام الأممية، أجاب جاموف قائلاً: "ربما إسرائيل والنظام السوري يرغبان في وجود القوات الروسية، وخاصة أن هناك تحفظات إسرائيلية على بعض القوات الدولية في مناطق أخرى كلبنان".