تأثرت شركة "بيبسي" بشكل كبير من جرّاء الحملة الشعبية لمقاطعة منتجاتها في عدد من الدول العربية، وذلك احتجاجاً على دعم معظم الشركات الغربية للعدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.
وانعكست هذه الحملة سلباً على مبيعات الشركة في عدة دول عربيّة، ما أدّى إلى زيادة في الطلب على العلامات التجارية المحلية مثل "سبيرو سباتس" في مصر.
واضطرت شركة "بيبسي" وشركات أخرى مثل "كوكا كولا" إلى ضخ ملايين الدولارات في حملات إعلانية بمشاركة مشاهير لتحفيز الطلب على منتجاتهم في مصر، مع استمرار الدعوات لمقاطعة تلك المنتجات، التي أطلقتها محال تجارية ومؤثرون على منصّات التواصل الاجتماعي.
ولكن على عكس الوضع في مصر، حيث تتواصل حملات المقاطعة بفعالية، لا توجد دعوات رسمية واضحة في سوريا من قبل المؤثرين أو الجمعيات الأهلية أو المحال التجارية لـ مقاطعة "بيبسي" وغيرها، إلّا أنّ الدلائل تشير إلى أن المقاطعة موجودة بالفعل وتؤثّر على مبيعات الشركة في العاصمة دمشق.
وبحسب مصادر لـ موقع تلفزيون سوريا، فقد لوحظ تزايد عروض المطاعم التي تشمل "بيبسي" بأسعار منخفضة أو كهدية مجانية ضمن وجبات الطعام، مع زيادة في نشاط حملات الترويج لعروض "بيبسي" عبر "فود بلوغرز" سوريين، ممّا يثير تساؤلات حول حقيقة هذه العروض.
اقرأ أيضاً.. لست وحدك المقاطع.. أنا مقاطع
أحد أصحاب المحال في مخيم جرمانا بريف دمشق، أكّد أن الطلب على "بيبسي" تراجع بشكل ملحوظ، وأن العديد من العبوات تُعاد إلى المحال بعد وقت قصير من شرائها بسبب رفض أفراد العائلة لشربها، في المقابل، شهدت المشروبات الغازية المحلية مثل "ماستر كولا" زيادة في المبيعات، والتي تعتبر الآن الأكثر مبيعاً.
وأظهرت التحقيقات أن بعض المحال في دمشق أوقفت بيع "بيبسي" طواعية ورفضت تسلمه من الموردين، بينما يعتمد أصحاب المطاعم بشكل أساسي على "بيبسي" في عروضهم الترويجية (خاصّة فئة "لتر").
لم يكشف أصحاب تلك المطاعم عن السبب الدقيق وراء إدراج "بيبسي" في عروضهم، والتي تزامنت مع انخفاض أسعار الدجاج، لكنّهم أكّدوا أنهم يحصلون عليها ضمن عروض من الشركة من دون الإفصاح عن السعر الحقيقي الذي يحصلون به عليها.
ووفق المصادر فإنّ بعض المطاعم والمحال التجارية في دمشق تعمل حالياً على حملة ترويج غير مباشرة لـ"بيبسي"، الذي يخضع للمقاطعة الشعبية ويبدو أن مبيعاتها في سوريا عموماً -رغم الترويج- تأثّرت بالفعل.
شركة "جود"
من جانبها، لم يصدر عن شركة "جود" التي تمتلك ترخيص "بيبسي" في سوريا أي تعليق رسمي حول تأثير حملات المقاطعة الأخيرة، مشيرةً المصادر إلى أنّ الشركة تضع بصريح العبارة جملة "بترخيص من بيبسكو آنك" في نيويورك، رغم أنّ الشركات الأميركية نفسها تقاطع سوريا، وجميع الشركات الأميركية وغيرها من الأوروبية سحبت التراخيص والامتيازات حتى من الأدوية، بينما ما تزال "جود" تحتفظ بترخيصها.
وشركة "جود" للمشروبات الغازية سبق أن تفاخرت، عام 2021، بأنّها ما تزال تحتفظ بترخيصها من الشركة في أميركا، نافيةً حينذاك، "الأنباء المتداولة عن سحب رخصة تصنيع المنتَج وتوقّف بيعه في الأسواق المحلية".
وتعدّ شركة "جود" التي أسّسها (محمد ديب جود)، عام 1933، واحدة من أكبر الشركات والمصانع في سوريا، حيث تنشط في العديد من المجالات الصناعية والتجارية، من بينها: صناعة وتجارة الحديد والأخشاب والمواد الغذائية والمنظفات، وصناعة وتعبئة المياه الغازية المحلية والمرخّصة من قبل شركات عالمية كبرى (بيبسي- ميرندا-سفن آب)، بالإضافة إلى العصائر الطبيعية وأشهرها "سلس"، إلى جانب خدمات النقل البري والبحري، ومجالات الإعلان والتدريب الإداري.