يشارك السوريون في مصر بشكل لافت بحملات مقاطعة المنتجات التي تدعم إسرائيل وحربها ضد قطاع غزة والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الضحايا الفلسطينيين.
بعد مرور أكثر من شهر على العدوان الإسرائيلي على القطاع، ما يزال وسم المقاطعة يتصدر قائمة الأكثر تداولا على الفيسبوك، وتويتر، والتيك توك، بينما ينتشر بشكل واسع على الإنستغرام، ويدعو جميع المؤثرين إلى المقاطعة عن طريق فيديوهات على "الحالة (الستوري)" في إنستغرام، والاستغناء عن جميع هذه المطاعم والمواد الغذائية والاستعاضة عنها بمنتجات وطنية.
توسعت مقاطعة إسرائيل في مصر لتشمل كلاً من محطات الوقود، والمطاعم والمواد الغذائية، وبعض المراكز التجارية، ومواد التجميل الأجنبية، وقد ظهرت آثار المقاطعة الإيجابية، حيث فرغت ثلاجات المحال من الكوكاكولا والبيبسي وكل ما يتبع لها.
وباتت المطاعم الأجنبية مثل (ماكدونالدز وكنتاكي، وبيتزا هت) فارغة تماما إلا من موظفيها الذين استقال عدد كبير منهم أيضا احتجاجا على دعم الشركات للاحتلال الإسرائيلي.
دعم المصريين والسوريين في مصر للمقاطعة
أمام أحد أشهر المطاعم السورية في القاهرة، لوحة كتب عليها " قاطعنا بكل فخر الشركات الداعمة للكيان" حيث حظر صاحب المطعم بيع هذه المنتجات دعما للقضية الفلسطينية، وتم الاستعاضة عنها بالعصائر والمشروبات المصنعة في مصر.
يزن العابد، موظف في أحد المطاعم السورية المؤيدة للمقاطعة يقول، إن إدارة المطعم أوقفت شراء وبيع المنتجات الأجنبية الداعمة للكيان، كما حظرت على الموظفين شربها في أثناء العمل إذا كانوا غير مقاطعين لها، كنوع من الدعم لفلسطين، بالإضافة إلى دعم مادي على قدر استطاعتهم للمتضررين في غزة.
ودعم عدد كبير من أصحاب المطاعم والمحال التجارية السورية والمصرية المقاطعة، محاولين توجيه رسالة للعالم بالوقوف بجانب غزة.
محمد الحموي، صاحب محل مواد غذائية سورية في حي مدينة نصر في القاهرة يقول، أقل واجب ممكن أن نفعله تجاه إخوتنا الذين يقتلون يوميا بدم بارد، هو أن نستغني عن هذه المواد التي تدعم الصهيونية، وأنا أفرغت من محلي جميع المشروبات التابعة لبيبسي، والمواد الغذائية الأجنبية.
يضيف محمد، نحن أكثر من يشعر بهم، فنحن (السوريين) جربنا ألم الموت والفراق والتهجير من بلادنا، ولا يسعنا سوى أن نقاطع وندعو لهم.
ولم يقتصر الأمر على الطعام والشراب، بل أيضا مستحضرات التجميل، حيث أوقفت بعض الصيدليات بيع مستحضرات التجميل الأجنبية التي تدعم الكيان مثل لوريال، وجونسون، وهيد أند شولدرز رغم توفرها في الصيدليات، وحاولت طرح المنتجات المصنعة وطنيا.
تقول ميرنا حسن، مصرية، يجب مقاطعة هذه الشركات التي تمول الكيان الإسرائيلي الذي يقتل أطفالنا، ويطرد أهلنا في فلسطين من أرضهم، ومواصلة المقاطعة بالتأكيد ستترك أثرا كبيرا في اقتصاد هذه الشركات.
بدوره، الصيدلاني المصري مصطفى راغب يقول، يوجد لكل منتج أجنبي بديل مصنع وطنيا قد يكون بكفاءة الأجنبي نفسه، ولكن أغلب الزبائن يخافون من الاعتماد على المنتجات الوطنية في البداية، وعندما يجربونه يعتادون عليه.
فرص عمل لمن ترك عمله في الشركات التي تمت مقاطعتها
ماجد علي، عامل توصيل في أحد فروع مطعم ماكدونالدز، مع بداية الأحداث في غزة، ودعم المطعم للكيان، استقال من عمله على الرغم من احتياجه الشديد له.
يقول ماجد، الرزق على الله، ولكني لا أستطيع مشاهدة كل هذه الجثث للأطفال والنساء، وأستمر في العمل بشكل طبيعي في هذا المكان الذي يبيح دماء إخوتنا في فلسطين، سأبحث الآن عن عمل جديد.
والعديد من أمثال ماجد، تركوا عملهم بسبب شعورهم بالمسؤولية باتجاه ما يحصل في غزة، الأمر الذي جعل عدداً كبيراً من المطاعم المشهورة، الشركات الوطنية، بفتح فرص عمل لكل من ترك عمله دعما للقضية الفلسطينية، وأهالي غزة.
وأعلن مطعم سوري مشهور في القاهرة في منشور على موقع فيسبوك، أنه فتح باب التقديم على فرص عمل جديدة لكل من ترك عمله في الشركات أو المطاعم الداعمة لإسرائيل، تحت شعار" ابن الشام في ضهرك"
كما أعلنت العديد من المطاعم المصرية استقبال العاملين الذين تركوا عملهم تقديرا لدعمهم للقضية الفلسطينية.
المقاطعة فتحت المجال أمام المنتجات الوطنية
فتحت المقاطعة الباب أمام المنتجات المصنعة في مصر، حيث ظهرت منتجات جديدة، وتجدد ظهور منتجات قل استخدامها بسبب دخول المنتجات الأجنبية وانتشارها في المجتمع المصري.
ومع استمرار المقاطعة لمدة أكثر من شهر، استطاع المصريون والسوريون المقيمون في مصر، التعود بشكل شبه كامل على استخدام المنتجات الوطنية، وازداد الطلب عليها لكونها بديلا عن المنتجات الأجنبية.
بدأت الشركات الوطنية بالتطوير من منتجاتها، والارتقاء بمواصفات الجودة العالمية، والاهتمام أكثر بالإعلانات، بالإضافة إلى طرح منتجات جديدة، وتوفير فرص عمل جديدة.
بدأت آثار المقاطعة تظهر في مصر، حيث قامت المحال الكبرى والشركات والمطاعم الخاضعة للمقاطعة بتخفيضات كبيرة على منتجاتها قد تصل إلى أكثر من نصف السعر.
في غضون ذلك، خفضت سلسلة ستاربكس أسعارها بشكل كبير بعد أن فرغت المحال الخاصة به من الزبائن بشكل تام، بالإضافة إلى ماكدونالدز الذي زاد العروض بشكل كبير، وشركات المنظفات والمشروبات والعناية بالبشرة، في محاولة لجذب الجمهور الذي يرفض بشكل قاطع التعامل مع هذه المنتجات.
كما جعلت المقاطعة العديد من الشركات تنشر بيانات تؤكد فيها بعدها التام عن الحرب في غزة ووقوفها على الحياد، حيث ذكر بيان نشرته شركة ماكدونالدز أن الشركة لا تدعم ولا تمول أي جهة في الصراع الدائر في الشرق الأوسط، وأن أي تدخل يعود لوكيل مستقل دون الرجوع إلى الشركة.