icon
التغطية الحية

"رحيل أردوغان ليس نهاية المشكلات".. انتخابات تركيا الحدث الأهم للاتحاد الأوروبي

2023.05.13 | 15:40 دمشق

رجب طيب أردوغان
كانت تركيا في طريقها الواقعي إلى الاتحاد الأوروبي كما أنها أقدم دولة مرشحة للانضمام منذ العام 1999 - AP
ترجمة وتحرير موقع تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

نشرت صحيفة "غلوبال إيكو" البريطانية تقريراً تحدثت فيه عن الانتخابات التركية وفرص انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن رحيل الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان "لا يعني نهاية المشكلات".

وقال التقرير إنه "على الرغم من المفاوضات المطولة، ليس لدى تركيا حالياً أي أمل في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، فالآمال التي كانت مرتبطة بأردوغان ذات يوم في بروكسل تبخرت منذ فترة طويلة"، فما الذي حصل؟

علاقات مجمدة

وفق التقرير، فإن اعتبار العلاقات بين بروكسل وأنقرة تأخرت، سيكون أقل ما يقال، فهي مجمدة بشكل عميق، ولسنوات عديدة لم يتخذ الاتحاد الأوروبي أي محاولة جادة لإحياء مفاوضات الانضمام، فمن وجهة نظر المفوضية الأوروبية طالما بقي أردوغان على رأس السلطة في تركيا فلا طائل من هذه المفاوضات.

ويتابع الاتحاد الأوروبي باهتمام استطلاعات الرأي المتعلقة بالانتخابات التركية، ونقل التقرير عن المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، بيتر ستانو، قوله إنه "نتوقع أن تلتزم تركيا بقواعد اللعبة الديمقراطية"، موضحاً أن ذلك يعني "المعاملة العادلة لجميع الأحزاب والمرشحين، بالإضافة إلى التقارير المستقلة في وسائل الإعلام".

الانتخابات الأهم هذا العام للاتحاد الأوروبي

وأشار تقرير "غلوبال إيكو" إلى أنه بالنسبة للاتحاد الأوروبي، لن يتم إجراء انتخابات أكثر أهمية هذا العام من الانتخابات التركية، والمضي قدماً في هذا البلد، الذي يمتلك ثاني أكبر جيش في الناتو والذي يلعب دوراً جيوسياسياً رئيسياً في التفاعل بين أوروبا والعالم العربي، له أهمية حاسمة بالنسبة للاتحاد الأوروبي.

وتعد تركيا لاعباً قوياً في جميع الأزمات والصراعات التي تثقل كاهل الأوروبيين حالياً، فالقوات التركية موجودة في سوريا، وتلعب دوراً رئيسياً في الملف السوري، فضلاً عن الدور المهم الذي تلعبه تركيا في ليبيا.

كما يعتمد الاتحاد الأوروبي على دعم أنقرة بما يتعلق بأزمة اللاجئين، بالإضافة إلى دور تركيا في الحرب الأوكرانية، ونجاح أردوغان لأن يكون وسيطاً ناجحاً في اتفاقية الحبوب، فضلاً عن تمكّن تركيا من عرقلة دخول السويد إلى الناتو، في معارضة لجميع الشركاء تقريباً في الحلف.

رحيل أردوغان لا يعني نهاية المشكلات

وعن الفائز في الانتخابات التركية، يوم غدٍ الأحد، نقل التقرير عن الباحث في الشأن التركي، جانيس تيسمان، قوله إن الاتحاد الأوروبي "لا يستطيع بأي حال من الأحوال أن يفترض أن انتخاب أردوغان سينهي كل المشكلات"، مضيفاً أن تركيا ستتخذ خطوات قليلة تجاه الاتحاد الأوروبي في حال فوز مرشح المعارضة، كمال كليتشدار أوغلو.

وفي حال خسارة أردوغان في الانتخابات، رجّح تيسمان أن توافق تركيا على عضوية السويد في حلف الناتو، وإطلاق سراح بعض السجناء السياسيين، مثل رجل الأعمال والناشط عثمان كافالا، معتبراً أن ذلك "سيكون خطوات أولى واضحة، وذات تأثير هائل".

ولفت الباحث في الشأن التركي إلى أنه "من المؤكد أن طريقة التواصل مع الأوروبيين ستتغير"، مضيفاً أن "المقارنات والتخيلات بشأن الصواريخ على اليونان، ستكون شيئاً من الماضي، لا أتوقع ذلك من كيتشدار أوغلو".

اتفاق اللاجئين على حافة الهاوية

وعن تعامل تركيا مع قضية اللاجئين في حال فوز مرشح المعارضة، قال "غلوبال إيكو" إنه "عندما يتعلق الأمر بالقضايا الأخرى المثيرة للجدل، لا يمكن للأوربيين أن يتنفسوا الصعداء مع تغير الحكم في تركيا، بل على العكس تماماً، حيث يشكك كليتشدار أوغلو في اتفاق اللاجئين، الذي تم التفاوض عليه بشق الأنفس مع الاتحاد الأوروبي، ويعرف أن غالبية الناخبين الأتراك يؤيدونه في ذلك".

وعن وعود كليتشدار أوغلو بإعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم في غضون عامين، رجّح الباحث في الشأن التركي أن ذلك "سيكون على الأرجح أكبر اختبار ضغط في العلاقات التركية الأوروبية"، مؤكداً على أنه يرى "استمرارية، وليس خروجاً، لمسار أردوغان في سياسة تركيا تجاه سوريا، والنزاع في قبرص".

طريق تركيا ما زال طويلاً إلى الاتحاد الأوروبي

وتساءل التقرير "هل تركيا جزء من أوروبا؟ وهل يمكن أن تصبح عضواً في الاتحاد؟ خاصة مع فشل عدد لا يحصى من القمم الأوروبية حول هذه القضية"، مضيفاً أن تركيا "كانت في طريقها الواقعي إلى الاتحاد الأوروبي، كما أنها أقدم دولة مرشحة للانضمام منذ العام 1999، لكن يبدو اليوم أن لا بلد مرشحاً أكثر بُعداً اليوم عن قبوله في النادي الأوروبي أكثر من تركيا".

وأكد التقرير أن ذلك يبدو حقيقياً، على الرغم من إعلان مرشح المعارضة، كمال كليتشدار أوغلو أنه سيلبي المعايير الديمقراطية للاتحاد الأوروبي، حتى من دون أي شروط مسبقة.

وأشار "غلوبال إيكو" إلى أن ذلك "يبدو ممتعاً للاتحاد الأوروبي قبل 20 عاماً مع أردوغان، حيث كان ينظر للرجل على أنه منارة للأمل، واعتبره الأوروبيون أول ديمقراطي مسلم"، حينها، أشاد وزير الخارجية الألماني السابق، يوشكا فيشر، بـ "وظيفة أردوغان المحتملة لبناء الجسور مع العالم العربي".

وفي مقابل ذلك، كان الفرنسيون هم الأقل حماسة لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، حيث سبق أن صرح الرئيسيان الفرنسيان السابقان، جيسكار ديستان ونيكولا ساركوزي، في العام 2007، بأن تركيا "لا تنتمي جغرافياً أو تاريخياً أو ثقافياً إلى أوروبا".

كما شجعت الكلمات الواضحة للرؤساء الفرنسيين المستشارة الألمانية السابقة، أنجيلا ميركل، على التصريح بكلمات مماثلة، حيث قالت في حملة الانتخابات الأوروبية في العام 2009 بأنه "لا نرى عضوية كاملة لتركيا في الاتحاد الأوروبي، ولا نريد ذلك"، وبدلاً من ذلك، اقترحت ما أطلقت عليه "شراكة مميزة" مع تركيا.

وعلى الرغم من ذلك، لم تكن خطوات الإصلاح التي أعرب أردوغان عن استعداده لاتخاذها كافية، وفي مفاوضات الانضمام، تم إغلاق قضية واحدة من الـ 33 قضية الضرورية لانضمام تركيا للاتحاد، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان أردوغان يرغب بجدية في متابعة عملية الانضمام.