أعلن المرشح الرئاسي وزعيم المعارضة التركية كمال كليتشدار أوغلو نيته تغيير سياسة تركيا الخارجية 180 درجة، من خلال التقرب من الغرب والسعي للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، مع الحفاظ على علاقة "طيبة" مع روسيا والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وكرر كليتشدار أوغلو تصريحه لموقع (BBC) الإنجليزي، مشددا على أن أولوية تركيا ستكون في العلاقات مع الدول الغربية بدلاً عن الكرملين.
ومن الوعود الانتخابية التي افتتح بها زعيم المعارضة حملته الانتخابية، عزمه إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم على أنغام "الطبل والزمر" بالتنسيق وبالتواصل مع النظام السوري، وهو ما بات ورقة انتخابية بيد المعارضة وبيد الحزب الحاكم أيضا ولكن اختلف أسلوب التعبير عنها.
وفي موقف لافت قبل أيام من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مواقف المعارضة التركية تجاه اللاجئين السوريين، مؤكداً أن المطالبة بطرد اللاجئين تصرف غير إنساني ولا إسلامي.
روسيا تريد إعادة اللاجئين السوريين والغرب يرفض
عملت روسيا منذ أعوام على المطالبة بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وعقدت مؤتمرا في دمشق عام 2020، واجتمع وزير خارجيتها سيرغي لافروف مع مسؤولين في دول الجوار "لبنان ـ الأردن ـ تركيا" للتسويق للحملة الروسية التي تهدف لجذب أموال إعادة الإعمار وهو ما رفضه الغرب الذي ربط ذلك بتحقيق خطوات ملموسة في الحل السياسي وفق القرار الأممي 2254. وحينها قالت واشنطن إن "روسيا ونظام الأسد يسعيان إلى استخدام ملايين اللاجئين السوريين كبيادق سياسية"، وقد كررت واشنطن موقفها الرافض لإعادة اللاجئين مؤخرا في عدة مناسبات.
ورغم ذلك، يهدد كليتشدار أوغلو الغرب والاتحاد الأوروبي بفتح الأبواب أمام اللاجئين للعبور إلى دول الاتحاد إذا امتنع عن دفع الأموال المطلوبة لخطته في إعادة السوريين. مطالبا إياه بتحمل مسؤولياته تجاه اللاجئين السوريين في تركيا، وقال: "يجب على الاتحاد الأوروبي تقديم هذه الأموال. لماذا؟ إذا لم تقدموا هذه الأموال، فلن أحتفظ بهؤلاء الناس هنا، سأفتح الأبواب وليذهبوا إلى أي مكان يريدون". ولكن الاتحاد الأوروبي عارض سابقا خطة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان معتبرا أن سوريا ما زالت غير آمنة وغير مهيأة لعودة اللاجئين السوريين وعمل على دعم تركيا ماديا وفق خطة تمويل معدة مسبقا.
وكانت مفوضية الاتحاد الأوروبي قدمت 50 مليون يورو منتصف حزيران الماضي، لبرنامج المساعدات النقدية المخصصة لدعم السوريين في تركيا، وهي جزء من حزمة المساعدات التي أعلنتها مفوضية الاتحاد الأوروبي في حزيران 2021، لدعم اللاجئين في تركيا إلى عام 2024.
وعلق حينها رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في تركيا، نيكولاس ماير لاندروت، على خطة الحكومة التركية في إعادة مليون لاجئ سوري في نيسان من العام الماضي، قائلا إن "العودة الكريمة للاجئين السوريين ستسعد الجميع، لكن الظروف المناسبة غير متوفرة حتى الآن".
وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يعتمد في قراره لإعادة اللاجئين على تقييمات المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وبأنه لا توجد شروط مناسبة لعودة واسعة النطاق للاجئين في سوريا.
كليتشدار أوغلو وبداية متوترة مع روسيا
الخميس، وجه كليتشدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي، مرشح "تحالف الأمة"، اتهاما لروسيا بالوقوف وراء محتوى فيديو يقول إنه "يشوه سمعة مرشحي الرئاسة" للانتخابات.
وكتب على تويتر: "أصدقائي الروس الأعزاء، أنتم وراء المونتاج والمؤامرات والمحتوى المزيف والأشرطة التي تم الكشف عنها في هذا البلد (تركيا) أمس".
وأضاف: "إذا كنتم تريدون أن تستمر صداقتنا بعد 15 مايو، ارفعوا يدكم عن الدولة التركية، نحن ما زلنا نؤيد التعاون والصداقة".
ورد "الكرملين" على الاتهامات التي وجهها كمال كليتشدار أوغلو لروسيا، وزعم فيها أن موسكو تتدخل بالانتخابات التركية المرتقبة.
ووصف ديمتري بيسكوف الأشخاص الذين ينشرون هذه الشائعات بالكاذبين، وشدد على أن روسيا تقدر العلاقات مع تركيا لأنها تتخذ مواقف "مسؤولة للغاية، وذات سيادة، ومدروسة". وهي بداية تبدو متوترة لعلاقة "طيبة" مع روسيا التي تدعم إعادة اللاجئين السوريين أكثر من الاتحاد الأوروبي.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، رد أيضا على منافسه بالقول: إنه لا يمكنه قبول تهجم كمال كليتشدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض، على روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين.
وأضاف: "أنت (كليتشدار أوغلو) تهجمت على بوتين ولكن عذرا منك لا يمكنني قبول ذلك، لأن لتركيا علاقات مع روسيا لا تقل عن مستوى علاقات أنقرة مع الولايات المتحدة".
فهل يمكن أن تأتي وعود كليتشدار أوغلو بإعادة اللاجئين السوريين بنتائج عكسية تؤدي إلى هدوء الحملة ضد اللاجئين السوريين في تركيا ودعمهم ماليا من قبل الاتحاد الأوروبي، الذي يمكن أن يضغط على الزعيم المعارض مقابل إعادة فتح ملف قبول بلاده عضوا في الاتحاد ورفع تأشيرات السفر عن الأتراك؟، طبعا في حال فاز كليتشدار أوغلو بالانتخابات الرئاسية.