قال رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي إن الرئيس التونسي قيس سعيد هو "عنوان الثورة المضادة"، مؤكداً "لا نرى اليوم عرساً انتخابياً بل هي حملة باردة، وذلك دليل على أن التونسيين لم يأخذوا الدستور والاستفتاء على محمل الجدية، واللعبة لم تنطل".
وأضاف الغنوشي في مقابلة مع صحيفة "العربي الجديد" اليوم الإثنين، "نحن اليوم أمام دستور لا يعترف بجوهر الفكر السياسي الحديث الذي يقوم على الفصل بين السلطات وتوازنها ومراقبة بعضها بعضاً".
تنظير للعنف
وأردف الغنوشي، وهو رئيس البرلمان الذي جمّده سعيّد في يوليو 2021 قبل أن يصدر قراراً بحله في آذار الماضي: سعيّد هو "عنوان الثورة المضادة"، يقرّ بأن دعم الحركة له في الانتخابات الرئاسية التي جرت في عام 2019 كان خطأً.
وفي حين يحذر رئيس حركة النهضة من سلوك سعيّد تجاه مخالفيه واعتبارهم "خونة ومتآمرين"، يصف ما يقوم به الرئيس التونسي بأنه "تنظير للعنف والحرب الأهلية وتقسيم للتونسيين". ويشدد على أن "الأولوية المطلقة الآن هي لمقاومة الديكتاتورية التي ستواجه الجميع".
ويجدد الغنوشي دعوته إلى حوار لا يقصي أحداً، مشيراً إلى أنه "إذا رفض قيس سعيّد ذلك، وهذا منتظر، فينبغي أن يكون الحوار بدونه". ويكشف عن "مساع في هذا الصدد لإقناع عدد من الشخصيات لقيادة هذا الحوار".
الديمقراطية التونسية لم تنكسر
ويعتبر الغنوشي أن الديمقراطية التونسية تلقت ضربة ولم تنكسر، مؤكداً الاستعداد "للتنازل عن أي موقع من أجل إنقاذ الديمقراطية".
وتطرق الغنوشي إلى دعوته للتحقيق معه غداً الثلاثاء، وما إذا كان يتوقع توقيفه، قائلاً "كل شيء متوقع مع الديكتاتورية ولا يُستبعد شيء".
وتعاني تونس منذ 25 تموز 2021، أزمة سياسية حادة، حيث فرض سعيد آنذاك إجراءات استثنائية، منها حل البرلمان، وإصدار تشريعات بمراسيم، وإقالة الحكومة وتعيين أخرى.
وترفض عدة قوى سياسية ومدنية هذه الإجراءات، وتعتبرها "انقلاباً على الدستور"، بينما تؤيدها قوى أخرى ترى فيها "تصحيحاً لمسار ثورة 2011"، التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي.