أفادت مصادر محلية لموقع تلفزيون سوريا، بأن عشرات المزارعين في ريف دير الزور الخاضع لسيطرة النظام، يضطرون إلى بيع محصول القطن لتجار موالين للميليشيات الإيرانية وبسعر أقل من السعر الذي حدده النظام السوري مع بداية الموسم وذلك بسبب تأخير دفع المستحقات المالية.
وقالت المصادر نقلاً عن مزارعين من ريف دير الزور من البوكمال وحطلة وصبيخان والحسينية، إن سعر كيلو القطن حدد لهذا العام بـ 4000 ليرة سورية ولكن تأخر حكومة النظام السوري بتسليم الفلاحين مستحقاتهم المالية أجبرهم على بيعه نقدا لتجار موالين للميليشيات الإيرانية في السوق السوداء بسعر 3300 ليرة سورية للكيلو الواحد.
وأضافت المصادر أن النظام يتأخر بتسليم الفلاحين مستحقاتهم المالية لمدة تتراوح بين 25 يوما إلى شهر ونصف وهي مدة طويلة خاصة أن الفلاحين بحاجة للمال لسد ديونهم المترتبة من موسم القطن ومن أجل استخدام الأموال لتجهيز أراضيهم لزراعتها بمحاصيل جديدة.
ويجمع التجار في السوق السوداء القطن ويبيعونه لتجار ينشطون بتهريب الخضر والمواد الغذائية من سوريا إلى العراق عبر معبر السكك غير الشرعي، بالاستفادة من علاقاتهم مع الميليشيات الإيرانية في المنطقة.
القطن في سوريا
شهدت زراعة القطن في سوريا انخفاضاً كبيراً خلال المواسم السابقة، نتيجة للظروف الأمنية السائدة وعدم استقرار المزارعين وصعوبة تصريف المحصول. كما تشكّل هجرة الفلاحين، وارتفاع أسعار البذار والمبيدات الحشرية، وقلة المياه اللازمة للري، عوامل إضافية لتراجع زراعة القطن في عموم سوريا.
ويحتل محصول القطن صدارة المحاصيل الزراعية في سوريا، وكان يعد من المحاصيل الاستراتيجية التي يعتمد عليها الاقتصاد السوري، نظراً لحجم المساحات المزروعة التي بلغت قبل العام 2011 نحو 250 ألف هكتار في محافظات الحسكة وحلب والرقة ودير الزور وحماة.