يلجأ العديد من السوريين في الدول الأوروبية إلى زيارة دول الجوار السوري لرؤية ذويهم بعد أعوام من فراقهم لهم وسط شعور بـ"الغصة" لعدم قدرتهم على زيارة وطنهم الأم الواقع على بعد بضعة كيلومترات فقط "خوفاً من الاعتقال".
وما إن بدأت العطلة الصيفية في الدول الأوروبية حتى بدأ السوريون الحاصلون على الجنسيات الأوروبية بالسفر إلى الدول المجاورة لسوريا كلبنان والعراق أو دول أخرى كالإمارات بهدف رؤية ذويهم.
سوريون يقابلون ذويهم في لبنان
السوري (سليم أ) المنحدر من دمشق حصل على الجنسية الهولندية قبل ما يقارب العام، وما إن حصل عليها حتى بدأ التخطيط للقاء والدته في العاصمة اللبنانية بيروت.
ويقول سليم لموقع تلفزيون سوريا: "كنت أنتظر الحصول على الجنسية الهولندية بفارغ الصبر لكي أستطيع أن أسافر لرؤية أمي".
ويتابع "للأسف لا أستطيع زيارة سوريا.. من سخرية القدر أن أكون في بيروت على بعد بضعة كيلومترات ولكني لا أستطيع أن أزور سوريا لرؤية أهلي وأصدقائي".
سليم هرب من سوريا في عام 2015 إلى تركيا لأنه لا يريد الالتحاق بـ"الخدمة الإلزامية" لدى جيش النظام.
وفي عام 2016 سافر سليم من تركيا إلى اليونان عبر طريق البحر بشكل غير شرعي ومنها سافر أيضاً إلى هولندا.
ويشترط لبنان على حاملي الإقامات الأوروبية الراغبين في زيارة لبنان أن يكون لديهم جواز سفر صالح لمدة 6 أشهر وحصولهم على "تأشيرة دخول" من الأمن العام اللبناني وحجز فندقي أو كتاب من جهة داعية في لبنان، لإثبات قدرتهم على تمويل الرحلة (مبلغ 2000 يورو) إضافة إلى شروط أخرى.
دبي وأربيل وبيروت تلم شمل السوريين
الإخوة سعيد (يقيم في ألمانيا) وعباس وأحمد (يقيمان في السويد) لم يلتقوا بأختهم منذ أكثر من ستة أعوام.
الإخوة الثلاثة سوريون فلسطينيون قرروا أن يجتمعوا قبل أيام في بيروت لرؤية أختهم بعد أعوام من الفراق.
ويقول عباس (26 عاماً) لموقع تلفزيون سوريا ساخراً: "حقيقة أشكر السويد.. لولا جواز السفر السويدي الذي حصلت عليه مؤخراً لما استطعت زيارة بيروت".
ويضيف: "أبي توفي في السويد ولم يستطع لقاء أختي في لبنان كونه لم يكن يمتلك جواز سفر وأمي أيضاً لم ترها منذ 6 أعوام".
أما (رامي أ) وصديقه (جوزيف م) فزارا قبل أيام الإمارات للقاء ذويهما بعد ما يقارب سبعة أعوام من فراقهما.
رامي كان عسكريا في جيش النظام لكنه انشق وهرب إلى تركيا ومنها سافر إلى هولندا عن طريق التهريب.
ويقول رامي المنحدر من الحسكة لموقع "تلفزيون سوريا": "لم أر أمي منذ عام 2015 سوى عبر الاتصال عبر الواتساب وأمي تعيش وحدها في سوريا".
رامي لديه أخ يعمل في دبي قبل اندلاع الثورة في سوريا ولا يستطيع أيضاً زيارة سوريا خوفاً من الالتحاق بالخدمة الإلزامية لدى جيش النظام.
سافر رامي قبل أيام إلى مدينة دبي للقاء أمه وأخيه الذي لم يلتق به أيضاً منذ ما يقارب عشرة أعوام.
ويقول رامي: "كان لقاءً مليئاً بالدموع والسعادة في آن واحد.. بعد سنوات من الفراق التقينا مرة أخرى".
اقرأ أيضا: كيف يستغل السوريون "الجانب الإيجابي" من انتشارهم في أنحاء العالم؟
لم يلتق بأبيه منذ سبعة أعوام
جوزيف أيضاً المنحدر من ريف دمشق لم يلتق بأبيه منذ ما يقارب سبعة أعوام بعد أن هرب من سوريا في عام 2015 إلى هولندا.
"والدي عمره 68 عاماً ويعيش وحده بعد أن توفيت والدتي.. لا يستطيع السفر إلى هولندا عن طريق التهريب لكونه مريضا"، يقول جوزيف لموقع "تلفزيون سوريا".
ويضيف "أختي وزوجها يعملان في دبي واستطاعا تأمين فيزا لوالدي لدخول دبي.. وقررنا أن نجتمع في دبي بعد أن فرقتنا الحرب".
ورغم أن جوزيف وحيد وبالتالي لا تجب عليه الخدمة الإلزامية إلا أنه يخاف من العودة إلى سوريا، ويقول "لا أثق بالنظام ومخابراته".
بدوره سافر جلال المقيم في مدينة هورن في هولندا إلى أربيل في العراق لرؤية أمه التي لم يلتق بها منذ بداية عام 2016 ويقول لـموقع تلفزيون سوريا: "ذهبت إلى أربيل كون الحصول على فيزا منها للسوريين سهلة لكي تستطيع والدتي زيارتها".
ويضيف جلال "كنت مشتاقاً لها جداً (..) رزقت بطفل في هولندا ولم تره أمي.. الحمد الله أنها استطاعت بعد كل هذه الغربة أن تراه".
وعلى مدار عشرة أعوام من عمر الحرب السورية فرّ ملايين السوريين من بلدهم إلى دول الجوار السوري وأوروبا خوفاً من نظام الأسد الذي قمع الثورة بكل أنواع الأسلحة ما تسبب بمقتل الآلاف إضافة إلى دمار واسع في المدن الثائرة.
ويقدر عدد اللاجئين السوريين في الاتحاد الأوروبي بأكثر من مليون ومئتي ألف ويعيش معظمهم في ألمانيا والسويد وهولندا.
وحصل عدد كبير من السوريين في الدول الأوروبية على جنسيات تلك الدول خصوصاً السويد وهولندا وألمانيا.