استنكر "المجلس الإسلامي السوري" حادثة الاقتتال التي وقعت في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي مطلع الأسبوع الجاري، بين فصيلين يتبعان للجيش الوطني السوري، داعياً إلى إخراج المعسكرات والمقار إلى خارج المدن.
وقال المجلس في بيان له، إنه "مِن المعلوم بالضرورة مِن الدّين حرمة استباحة الدماء المعصومة والاعتداء على الأنفس والممتلكات المصونة"، وقد "آلمه أشدّ الألم لما جرى من اقتتال قريب في مدينة عفرين وما قد يقع من أحداث مشابهة".
وأضاف أنّ "مما يضاعف جريمة الاقتتال ويزيد في بشاعتها وهمجيتها أن تقع في الأشهر الحرم وسط أحياء المدنيين، مروّعة للأطفال والنساء والشيوخ الذين تراعى حرمتهم في الشرائع كلها، وعلى رأسها شرعة الإسلام التي تعرف لهذه الشرائح عظيم حرمتها وجليل أمانها وأمانتها".
ولفت إلى أن "الوجود العسكري والمقرات ينبغي أن يكون خارج المدن، وألا يكون ضمن المدن إلا ما يقوم بوظائف حفظ الأمن من الشرطة المدنية وما شابهها صيانةً للمدنيين وإبعاداً لجميع المظاهر التي تثير في نفوسهم الرعب".
وحذّر المجلس من "تكرار مثل هذا الاقتتال"، داعياً إلى "الاحتكام إلى الشرع فيما يقع من خلافات، وترجيح المصالح الكبرى لأبناء شعبنا في حماية ثورتهم وعيشهم الكريم الآمن على أرضهم ووطنهم".
مواجهات في عفرين
ومساء الإثنين الماضي، اندلعت مواجهات عنيفة في مدينة عفرين، بين فصيلي "حركة التحرير والبناء" و"القوة المشتركة" ضمن الجيش الوطني السوري، ما أدى إلى سيطرة "المشتركة" على عدة حواجز، ووقوع إصابات بين الطرفين.
وأفادت مصادر محلية لـ موقع تلفزيون سوريا، بأن المواجهات اندلعت بدايةً في "شارع المازوت" داخل مدينة عفرين، بين فرقة "الحمزة" التابعة لـ"القوة المشتركة"، وتجمع "أحرار الشرقية" العامل في "حركة التحرير والبناء"، بسبب خلاف قيل إنّ سببه قطعة أرض وعدة محال تجارية.
واستخدم الطرفان -خلال المواجهات- الأسلحة الثقيلة والرشاشات المتوسطة وقذائف هاون و"آر بي جي"، فضلاً عن الأسلحة الرشاشة الخفيفة، ما أدى إلى وقوع قتيلين وإصابات بين الطرفين، واعتقال كل طرف عناصر من الطرف الآخر.
يشار إلى أن مدينة عفرين، تشهد بشكل متكرر اشتباكات بين فصائل تتبع للجيش الوطني السوري، بسبب خلافات تعود إلى تقاسم عدة تشكيلات السيطرة على أحياء المدينة، وسط غياب الحزم من الجهات المسؤولة عن ضبط أمن المدينة، سواء الشرطة العسكرية أو الشرطة المدنية.