icon
التغطية الحية

دراسة جديدة تكشف: لماذا يتفوق بعض الأطفال الخدج على أقرانهم؟

2024.08.18 | 13:11 دمشق

صورة تعبيرية، موقع الطبي
هل يتفوق الأطفال الخدج على أقرانهم؟ - إنترنت
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

أظهرت دراسة حديثة تصنيفات جديدة للأطفال المولودين قبل أوانهم (الخدج) استناداً إلى درجاتهم في الاختبارات الإدراكية والسلوكية.

وكشفت الدراسة، التي نُشرت في مجلة "تشايلد ديفولبمنت" في آب الجاري، أن بعض الأطفال المولودين قبل الأوان، حققوا نتائج تفوق المتوسط مقارنة بالأطفال الذين ولدوا في موعدهم، ما يفتح الباب لتشخيصات مبكرة لبعض الأمراض مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.

الولادة المبكرة ومخاطرها

يولد نحو 13 مليون طفل قبل الأوان كل عام، ويرتبط هذا النوع من الولادة بزيادة مخاطر الإصابة باضطرابات مثل نقص الانتباه وفرط النشاط، إلى جانب مشكلات في النمو الاجتماعي وانخفاض الأداء الأكاديمي. لكن الدراسة الجديدة تسلط الضوء على التنوع بين الأطفال الخدج، إذ إن بعضهم يحقق نتائج أفضل من المتوسط للأطفال المولودين في موعدهم.

يشير الباحثون إلى أن التحليلات السابقة للولادة المبكرة كانت تتجاهل هذا التنوع، إذ غالبًا ما يتم تصنيف جميع الأطفال الخدج في مجموعة واحدة، مما يعوق الجهود الرامية إلى تخصيص الرعاية اللازمة لكل طفل. لكن التصنيف الجديد يقدم صورة أكثر دقة، إذ يُظهر أن الأطفال المولودين قبل الأوان يتوزعون على ثلاث مجموعات مختلفة في الأداء الإدراكي والسلوكي.

التصنيفات والاختبارات

بحسب الدراسة، تم تصنيف الأطفال الخدج إلى ثلاث مجموعات. المجموعة الأولى، التي تشكل 19.7% من العينة، أظهرت أداءً يفوق المتوسط حتى مقارنة بالأطفال الذين وُلدوا في موعدهم. في حين أظهرت المجموعة الثانية، التي تشمل 41% من الأطفال، أداءً متفاوتًا بين اختبارات الإدراك، إذ تفوقوا في بعض المجالات وتراجعوا في أخرى. أما المجموعة الثالثة، التي تشكل 39.3% من العينة، فقد سجلت نتائج أقل من المتوسط في جميع الاختبارات، وكان هذا التراجع مرتبطًا بضعف الانتباه وأداء أكاديمي منخفض.

الأداء الأكاديمي والاختلافات الدماغية

أظهرت التحليلات أن الأطفال في المجموعة الأولى تفوقوا في الأداء الأكاديمي، حيث حصل 66.47% منهم على درجات عالية (-أ أو أعلى)، مقارنة بـ32.21% فقط في المجموعة الثالثة. كما أظهرت التصويرات العصبية أن أدمغة الأطفال في المجموعة الثالثة كانت أصغر بنسبة 3% من أدمغة الأطفال في المجموعة الأولى، مما يشير إلى وجود ارتباط بين حجم الدماغ ونتائج الاختبارات.

وفي هذا الصدد، يقول المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور إيريس مينو، وهو باحث ما بعد الدكتوراه في مختبر الدكتور موريا توماسون، نائب رئيس قسم أبحاث طب الأطفال والمراهقين النفسي، إن "دراستنا تدحض الفكرة القائلة بأن كل طفل مولود قبل الأوان يولد بعيوب إدراكية وسلوكية".

وأضاف مينو، "الطب النفسي الدقيق لا يستند إلى تشخيص عام، لأن اثنين من المرضى قد يكون لهما التشخيص نفسه، مثل الولادة المبكرة، ولكن تجاربهما قد تكون مختلفة تماماً، تسلط دراستنا الضوء على تعقيد الولادة المبكرة، وتعد بتحسين العلاج لكل طفل على حدة".

دعوات لتحسين الرعاية

قال مينو وفقاً لموقع يوريك أليرت: "بناء على هذه النتائج، ندعو لإطلاق تدخلات اجتماعية وهيكلية تضمن حصول جميع الأطفال المولودين قبل الأوان على رعاية متساوية، فالأطفال الذين يحصلون على علاج النطق والعلاج الطبيعي والسلوكي بشكل شبه يومي، وهو ما يحدث بشكل أكثر احتمالاً في الأسر الغنية، يميلون إلى تحقيق نتائج أفضل في اختبارات الدراسة، ولكن هناك عوامل أخرى متورطة. فعلى سبيل المثال، فإن الأطفال في المجتمعات التي يحصلون فيها على تغطية التأمين الصحي كانوا أقل احتمالاً للانتماء إلى الملف الثالث."

في المستقبل، يخطط فريق البحث لإجراء مزيد من الدراسات لتحديد العوامل المشتركة بين الأطفال الذين ولدوا قبل الأوان وقدموا أداء ضعيفا فيما بعد (على سبيل المثال، هل كان هؤلاء الأطفال أكثر عرضة لنقص الأكسجين في أثناء الولادة)، بالإضافة إلى العوامل التي ساعدت 20% من الأطفال المولودين قبل الأوان في الملف الأول على الأداء بشكل أفضل من عديد من الأطفال المولودين في موعدهم.