ملخص:
- فشل محاولات الرئيس الأميركي جو بايدن في التوصل إلى تفاهمات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول الضربة الإسرائيلية المحتملة على إيران خلال مكالمة هاتفية جرت بينهما.
- خيبة أمل بايدن من عدم التوصل لاتفاق دفعته لتفضيل إجراء المحادثات على المستوى المهني، مع تقليص تدخله الشخصي في مسألة الهجوم على إيران.
- قرر الرئيس الأميركي إجراء المحادثات مع إسرائيل على المستوى المهني بدلاً من التدخل الشخصي، وتنتظر واشنطن زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت للتنسيق حول هذه المسألة.
- بالتزامن مع المحادثة، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأن الهجوم على إيران سيكون "مفاجئاً ومميتاً ودقيقاً".
أفادت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية (تلفزيون كان 11)، أن الرئيس الأميركي جو بايدن، لم يتمكن من التوصل إلى تفاهمات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حول الضربة الإسرائيلية المحتملة على إيران، خلال مكالمة هاتفية جرت بينهما مساء الأربعاء.
وقالت القناة الإسرائيلية الرسمية، إن بايدن، "لم يتمكن من الوصول إلى تفاهمات مع نتنياهو حول مسألة ضرب إيران" خلال المكالمة التي تعد الأولى بينهما منذ 22 آب/أغسطس الماضي.
في المقابل، لم يصدر عن البيت الأبيض ولا مكتب نتنياهو، أي تعليق فوري على ما جرى نقاشه في المكالمة التي كانت مرتقبة في ظل الاستعدادات الإسرائيلية للرد على الهجوم الإيراني الصاروخي مطلع الشهر الجاري.
ووفقاً للتلفزيون الإسرائيلي، ونتيجة لخيبة أمل الرئيس الأميركي في محاولة تخفيف حدة التوتر في المنطقة، "فضل الرئيس بايدن إجراء المحادثات مع إسرائيل على المستوى المهني".
وتابعت القناة، "لهذا تنتظر واشنطن زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، للتنسيق معه في هذه المسألة".
ونقلت القناة عن مصادر مقربة من الإدارة الأميركية (لم تسمها) أن الرئيس الأميركي "قرر على المستوى الاستراتيجي تقليص تدخله المباشر بشكل شخصي في هذا الأمر (الهجوم على إيران)، انطلاقا من فهمه أن الحديث مع نتنياهو لن يخدم المصالح الأميركية".
غالانت يهدد إيران برد "مميت"
وبالتزامن مع المحادثة الهاتفية بين بايدن ونتنياهو، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأن الهجوم المرتقب على إيران سيكون "مفاجئا ومميتا ودقيقا".
ووصف غالانت، خلال كلمة لأعضاء "الوحدة 9900" التابعة لشعبة الاستخبارات، والتي تُستخدم لجمع المعلومات البصرية، الهجوم الإيراني على إسرائيل مطلع الشهر الجاري بأنه "فاشل".
وقال غالانت، "رأيتم الهجمات التي شنها الإيرانيون منذ فترة قصيرة، كانت هذه الهجمات عدوانية، لكنها فشلت لأنها لم تكن هجمات دقيقة. ولم يصب سلاح الجو بأذى، ولم تتضرر طائرة واحدة، ولم يصب جندي واحد، ولم يصب مدني واحد بأذى".
وحول الرد الإسرائيلي المحتمل هدد غالانت إيران قائلاً، "سيكون هجومنا مميتا ودقيقا وقبل كل شيء مفاجئا، لن يفهموا ما حدث وكيف حدث، سيرون النتائج".
في 1 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، أعلنت إسرائيل أن إيران أطلقت عليها نحو 180 صاروخا، في هجوم قالت طهران إنه "انتقام" لاغتيال إسماعيل هنية وحسن نصر الله والقائد بالحرس الثوري عباس نيلفروشان.
يوم الجمعة الماضي، أعلن المجلس الوزاري الأمني والسياسي الإسرائيلي المصغر "الكابينيت"، إنه اتخذ القرار بالرد على إيران، لافتاً إلى أن الرد سيكون "كبيراً وملموساً".
بالتزامن مع ذلك، يستمر الجيش الإسرائيلي في شن سلسلة من الغارات المتواصلة على الضاحية الجنوبية لبيروت، وسط أنباء عن استهداف قيادات بارزة في حزب الله، إلى جانب استمرار التوغل الإسرائيلي البري "المحدود" في جنوبي لبنان.
سيناريوهات الرد.. واشنطن "محبطة"
في حين تدور العديد من التكهنات بشأن طبيعة الرد الإسرائيلي وتوقيته والأهداف المتوقعة التي ستنفذها إسرائيل.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية لشبكة "CNN"، الجمعة، إن إسرائيل لم تقدم لإدارة بايدن ضمانات بأنها لن تهاجم المنشآت النووية رداً على الهجوم الإيراني.
وأضاف المسؤول الأميركي، أنه "من الصعب حقا معرفة" ما إذا كانت إسرائيل ستستخدم الذكرى السنوية لـ 7 تشرين الأول/أكتوبر للرد.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قال، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن بلاده لن تدعم إسرائيل في استهداف البرنامج النووي الإيراني.
وأشار بايدن إلى أن إسرائيل تدرس مهاجمة منشآت النفط الإيرانية، وعاد ونصح تل أبيب، الجمعة، بعد القيام بذلك والتفكير ببدائل أخرى.
ووفقاً للتقارير الأميركية، فإن هذا الهدف سيؤثر على إمدادات النفط عالمياً وإن ارتفاع أسعار النفط يهدد آمال إدارة بايدن في إبقاء تكاليف الغاز منخفضة بالنسبة للناخبين الديمقراطيين.
ومنذ أيام دخلت الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة عامها الثاني، أسفرت عن أكثر من 139 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في أحد أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل مجازرها بغزة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية.