وصف خبير وأكاديمي اقتصادي سوري الآلية التي تتبعها حكومة النظام في توزيع الدعم على المواطنين، بأنها "كذبة" وتشويه للقوانين الاقتصادية، وبأنها أظهرت "برجوازية لم يتنبأ بها حتى ماركس"، على حد وصفه.
ونقلت صحيفة "تشرين" الناطقة باسم النظام السوري عن نائب عميد كلية الاقتصاد بجامعة دمشق إبراهيم العَدي قوله، إن "المسيرة التاريخية للدعم في سوريا أثبتت أنه سبب الفساد، وأن المستفيدين الحقيقيين منه ليسوا الفقراء".
ورأى العدي أن آلية إدارة الدعم أظهرت "برجوازية" لم يتنبأ بها "ماركس" (الفيلسوف وعالم الاقتصاد المعروف، وعرّاب النظرية الاشتراكية)، واصفاً بأنها "برجوازية الغاز والكاز والمازوت والخبز والخميرة، وصولاً إلى ورقة اليانصيب أيضاً، وهو ما حول الدعم إلى كذبة وتشويه للقوانين الاقتصادية".
وأضاف العدي: "وزارة التجارة الداخلية تُصرح بأنها تدعم ربطة الخبز التي تبلغ تكلفتها 7 آلاف ليرة، إلا أنه من الأفضل للمواطن اليوم إعطاؤه هذا المبلغ نقداً وهو أمرٌ ليس بالصعب. فمن استطاع إيصال البطاقة (الذكية) لكل امرأة ورجل ومُسن في كل مناطق سوريا يُمكنه إيصال الدعم ضمنها نقدياً أيضاً، لكونه يُلغي حلقة الفساد".
"الحكومة رجل أعمال فاشل"
واقترح أستاذ كلية الاقتصاد إلغاء الدعم، معتبراً أن ذلك "سيُخفض استهلاك الخبز إلى النصف"، وذلك من مبدأ أنه "عندما يتم منح الخبز سعراً اقتصادياً سيتحسن رغيف الخبز بالنتيجة، ويُلغي ظاهرة بيعه على البسطات أمام الأفران، فالكثير لا يستهلك مخصصاته ما يُعرضها للمُتاجرة والسمسرة أيضاً، كما أن رفع سعر الربطة لـ400 ليرة عرّض الدولة والمواطن للخسارة مقابل الربح لمصلحة صاحب الفرن"، على حد قوله.
وأضاف أنه "بإمكان الحكومة فتح حساب باسم كل شخص وإيصال الدعم النقدي إليه بالاعتماد على قاعدة البيانات المشكّلة ضمن البطاقة نفسها، على أن يتم تحديث قاعدة بيانات المستفيدين دورياً، بهذه الطريقة يتم القضاء على كل أشكال التزوير واستخدام أسماء المتوفين أو المسافرين".
وبحسب العدي، فإن ذلك سيساهم أيضاً في "توفير تكلفة الفساد والهدر الكبيرة، حيث تبين أن الحكومة رجل أعمال فاشل، بينما مهمتها تقوم على أن تُخطط وتُنفذ وتُعاقب. وعليها القيام بنشاط اقتصادي أو تجاري، لكن اليوم كل نشاط تقوم به يمكن أن يشوبه الفساد، بينما يبقى السوق هو الذي يُنظم كل شيء"، وفق ما نقل المصدر.