يعد الواقع الرياضي السوري متردياً أسوة بمختلف القطاعات والنشاطات في سوريا بسبب الفساد والمحسوبيات من قبل أن يُهجر السوريون إلى خارج البلاد بعد عام 2011، وهذا ما يتفق معه حكم كرة القدم السوري خالد سويد الذي يحاول أن يعيد إحياء الواقع الرياضي السوري في ولاية أفيون التركية حيث محط لجوئه.
والتقى موقع "تلفزيون سوريا" مع خالد سويد في مدينة أفيون في وسط غرب الأناضول، حيث يقيم بصحبة عائلته إلى جانب أكثر من 12 ألف لاجئ سوري اختاروا هذه المدينة بعد أن هجروا من بيوتهم وأراضيهم بحثاً عن حياة آمنة.
من هو خالد سويد؟
ولدت في حي باب النيرب بحلب، وبدأت نشاطي الرياضي من عمر السادسة في المدرسة ثم لعبت كرة القدم أسوة بمعظم الشباب السوري في الأحياء الشعبية والطرقات حيث لا يوجد حواضن للمواهب المتقدة بشكل فاعل وحقيقي، إلى أن انتسبت للنادي الأهلي بحلب (الاتحاد سابقاً) عام 1990 بعمر الـ 13 سنة وشاركتُ معه بمختلف الفئات العمرية وصولاً إلى الاحتراف.
والنادي الأهلي أو أهلي حلب هو نادٍ احترافي متعدد الرياضات تأسس عام 1949، ويعرف غالباً من خلال نادي كرة القدم التابع له في منافسات بطولة الدوري السوري الممتاز؛ وهو أعلى دوري كرة قدم في سوريا.
ويعد النادي من أفضل الأندية في تاريخ الكرة السورية، حيث فاز بستة ألقاب من الدوري السوري الممتاز وتسعة ألقاب من كأس الجمهورية، وفي آسيا استطاع النادي حصد بطولة كأس الاتحاد الآسيوي مرة واحدة عام 2010.
كيف كان ينضم الشاب إلى نادي كرة قدم في سوريا؟
الأندية كانت تحدث من حين إلى آخر مراكز تدريبية يشرف عليها مدرسو التربية الرياضية في المدارس يتم إعداد المواهب وصقلها لترفد بالأندية، وتقام لهم بطولات خاصة لاكتشاف أفضل المواهب، وينال الأكثر موهبة منهم الرعاية والاهتمام ليكونوا نجوماً في المستقبل بعد انتقالهم للأندية ليتدربوا على يد مدربين مختصين.
وكانت بطولات الأحياء الشعبية والتي كانت تكثر في المدن الكبرى مثل حلب ودمشق وريف دمشق وحماة واللاذقية تلعب دوراً رائداً ومهماً بسبب كثرة المواهب ويتم عبر وجود الكشافة من مدربين ولاعبين مرموقين يلعبون في الأحياء الشعبية.
وعن سبب اختياري لأن أكون حكماً دون الاستمرار في مجال احتراف كرة القدم كلاعب، أرى أن عُمر لاعب كرة القدم قصير مقارنة بالحكم أو المدرب الذي يمكن أن يستمر لسنوات أطول بكثير.
وأنا بالأصل لاعب ولكن الظروف وحبي لكرة القدم دفعني لأن أكون حكماً، وبذلك بقيت ضمن الأسرة الكروية والرياضية لفترة أطول.
كيف يصبح الشخص حكماً لكرة القدم في سوريا؟
تلعب الموهبة وحب المهنة دوراً مهماً في انتقال لاعب كرة القدم إلى امتهان التحكيم لما فيها من مصاعب وتحديات يتجاوزها اللاعب المتمكن ليكون قائداً في ميدان الملعب وفي سوريا كان يتطلب الانتساب لأسرة التحكيم أن يكون المنتسب خريجاً لأحد معاهد التربية الرياضية أو لاعباً في أحد الاندية ومستوى متوسط من التعليم على أقل تقدير (الشهادة الإعدادية) يخضع المتقدم لدورة انتساب ليتم اعتماده من قبل الاتحاد السوري لكرة القدم ليكون بمرتبة حكم درجة ثالثة.
أما حَكَم النخبة في الدوري السوري الممتاز فله معاييره مثل أن يكون على اطلاع تام بقانون كرة القدم ويجيد اللغة الإنكليزية وصاحب شخصية قوية وعادلة وعلى قدرة تامة لإدارة المباراة وقراءة حالات المبارات من مخالفات وأخطاء بشكل صحيح، وأن يخرج من المباراة المكلف بتحكيمها بتقييم جيد جداً دون أخطاء مؤثرة على سير اللعبة.
كيف كان الوضع الكروي في سوريا بين 1998 - 2011؟
وعلى منوال جميع القطاعات السورية، الوضع الكروي في سوريا لم يكن مبشراً في فترة نشاطه الرياضي. كان يوجد الكثير من الفاسدين والمحسوبيات وخاصة في موضوع الترشح للشارة الدولية حيث تلتغي كل الشروط والمعايير وتبقى لغة المحسوبيات والواسطات والأقارب هي الميزة الأولى للترشح للائحة الدولية.
ما هي أبرز الأندية والمباريات التي حكّمت فيها داخل وخارج سوريا؟
تم تصنيفي من حكام النخبة للمشاركة في دوري المحترفين في سوريا منذ عام 2006، إذ حكمت لكل الأندية السورية في المحافظات السورية، وشمل عملي في التحكيم أندية: (الكرامة والجيش والطليعة والوحدة وتشرين وحطين والفتوة والوثبة وأمية والمجد والشرطة)، والعديد من المباريات في بطولة المحافظة والمباريات الودية في مدينة حلب وكان من أبرزها نهائي كأس الصحفيين في حلب عام 2009 بين الاتحاد (الأهلي) والطليعة.
ترشحت على اللائحة الدولية لخمس سنوات متتالية ولكن الظلم والمحسوبيات وعدم وجود سند، ثم اشتعال الحرب بعد ذلك حال دون حصولي على الشارة الدولية في تحكيم كرة القدم.
متى خرجت من سوريا، وهل حاولت أن تبدأ بالنشاط الكروي في تركيا؟
خرجت من سوريا عام 2012 إلى لبنان وأجريت دورات رياضية فيها، وبعد سنة 2013 سافرت إلى تركيا وحاولت أن أتابع في مجال الرياضة ولكن ظروف الوضع في تركيا من ناحية اللغة التركية ووضع الأجنبي لم تساعدني. حالياً أقوم بنشاط رياضي في مدينة أفيون على مستوى الجاليات العربية والأجنبية وأترأس لجنة الرياضة للأجانب في أفيون بالتعاون مع دائرة الهجرة في الولاية.
لماذا ساء وضع الحكّام في سوريا وتم الاعتداء عليهم في أكثر من مباراة خلال السنوات الماضية؟
السبب الأساسي هو هجرة معظم الخبرات والحكام الرياضيين الجيدين خارج البلاد وضعف مستوى التحكيم بالإضافة لضعف اتحاد كرة القدم والاتحاد الرياضي العام وعدم قدرته على توفير الحماية للحكام مما أدى إلى ضياع هيبة التحكيم في سوريا.
لماذا اخترت مدينة أفيون رغم أنها مدينة ضعيفة كروياً مقارنة بإسطنبول أو مدن أخرى؟
أفيون مدينة هادئة وجميلة وكان يوجد صديق لي فيها شجعني على العيش في مدينة أفيون لذلك انتقلت للعيش فيها.
ما هي النشاطات التي تقوم بها حالياً في أفيون وما الهدف منها؟
حالياً على المستوى الرياضي أقوم بتنظيم بطولات سباعية، وتوجد لجنة للتنظيم والهدف من البطولات هو إنشاء جيل رياضي ذي أخلاق جيدة وإبعاد الشباب عن الأمور السلبية في الحياة كما تعرف الرياضة هي لتهذيب النفوس ولها أخلاقها وسلوكياتها.
هل تطمح بالعودة إلى النشاط التحكيمي على مستوى محلي أو قاري أو دولي؟
ربما العمر لا يساعدنا على العودة إلى الملاعب ولكن أطمح للعودة للرياضة والعمل في المجال الإداري والفني عبر إلقاء المحاضرات والعمل التدريبي وتدريب الناشئة من الحكام.