وصلت رواية "خاتم سُليمى" للكاتبة السورية ريما بالي إلى القائمة القصيرة لـ "الجائزة العالمية للرواية العربية" (بوكر العربية) في دورتها الـ17، مع خمس روايات أخرى تم ترشيحها من بين 16 رواية ضمتها القائمة الطويلة للجائزة الأدبية.
وضمّت القائمة القصيرة التي أُعلن عنها أخيراً في مؤتمر صحفي عُقد في العاصمة السعودية الرياض، ستة أعمال روائية لمرشحين للفوز بجائزة بوكر العربية هذا العام، ويمثلون خمسة بلدان عربية هي سوريا وفلسطين ومصر والمغرب والمملكة العربية السعودية.
ومن المقرر أن يُعلن عن الرواية الفائزة في أبو ظبي، بتاريخ الـ28 من نيسان 2024. وتبلغ القيمة المالية للجائزة في دورتها الحالية 50 ألف دولار أميركي، بالإضافة إلى 10 آلاف دولار أميركي يحصل عليها بقية الكتاب المرشحين في القائمة.
الأعمال الروائية المرشحة ضمن القائمة القصيرة
واشتملت الأعمال الروائية الستة المتنافسة للفوز بالجائزة على:
- "قناع بلون السماء" للكاتب الفلسطيني باسم خندقجي، صادرة في طبعة مصرية مشتركة بين تنمية ودار الآداب.
- "مقامرة على شرف الليدي ميتسي" للكاتب المصري أحمد المرسي، صادرة عن دار دون.
- "الفسيفسائي" للكاتب المغربي عيسى ناصري، صادرة عن دار مسكيلياني.
- "باهبل: مكة 1945-2009" للكاتبة السعودية رجاء العالم، صادرة عن دار التنوير.
- "خاتم سليمي" للكاتبة السورية ريما بالي، صادرة عن دار تنمية.
- "سماء القدس السابعة" للكاتب الإماراتي أحمد العيسة، صادرة عن دار منشورات المتوسط.
روايات عن "الحرية والعدالة والحروب والتهجير"
تشكّلت لجنة التحكيم من خمسة أعضاء برئاسة الكاتب والروائي السوري نبيل سليمان، وعضوية كل من: الأكاديمي التشيكي فرانتيشيك أوندراش، الكاتب الصحفي السوداني حمور زيادة، الصحفي والناقد المصري محمد شعير، والباحة والأكاديمية الفلسطينية سونيا نمر. بالإضافة إلى رئيس مجلس الأمناء ياسر سليمان، ومنسقة الجائزة فلور مونتانارو.
وقال نبيل سليمان في وصف الأعمال المرشحة: "تميزت روايات هذه القائمة بالحفر الروائي المعمق في التاريخ، على نحو تشتبك فيه أزمنة الماضي القريب والبعيد مع الحاضر والمستقبل، كما تتفاعل فيه مختلف الحضارات والإبداعات الإنسانية والصراعات أيضاً. من روايات هذه القائمة ما شغلته أسئلة الحب والجسد والتفكك الأسري، وأسئلة الهوية والقمع والتوحش مقابل صبوات البشر، فرادى وجماعات، إلى الحرية والعدالة، ومن الروايات ما تفاعل بعمق وحرارة مع ما يعصف ببلدانه، وبالعالم من الحروب والتهجير والانتفاضات، حيث عبّر الإبداع الروائي بامتياز عن وعي الذات، وعن وعي الآخر، وعن وعي العالم، فتحقق الاندغام بين القاع الاجتماعي والمحلي والعالمي، وتنوعت الرؤى، وتعددت الجماليات من تفكير الرواية بنفسها وتشكلها على مشهد من القارئ، إلى ألوان التخييل الذي لا تفتأ أجنحته تخفق".
عن "خاتم سليمى" والروائية ريما بالي
تشتبك قصة المصوّر الإسباني اليهودي لوكاس بقصة سلمى في فضاءات حلب وتوليدو ويتجلى ذلك في تعدد السُرّاد والسرود بين علاقة سلمى بالموسيقار الإيطالي شمس الدين المقيم في حلب والذي تعشقه، وبين علاقة سلمى ولوكاس، ثم لوكاس وعشيقته لولا، وابنه أيضاً، في أجواء من الصوفية والعطارة والأحلام والعشق، وصولاً إلى الحرب في سوريا خلال السنوات الأخيرة.
ويبدو الخاتم الذي أهدته سلمى إلى لوكاس رمزاً شفيفاً يخاطب خاتم سليمان بحكايته وسحريته. بين سلمى ولوكاس وشمس الدين، اختلفت الأهواء وتباينت الخلفيات والرؤى، ولم يتفق ثلاثتهم إلا على عشق حلب، المدينة الغاوية المغدورة التي تئن أسفل أنقاض الأحلام والفرص الضائعة. فهل يكون خاتم سليمى السحريّ كافياً لتحرير الأرواح الهائمة في فضاء المدينة؟ أم أن على حلب أن تنتظر سليماناً آخر يُبعث من سباته الطويل، ويستعيد سطوته على سائر المخلوقات المتناحرة، إذ يعثر على خاتمه المفقود؟
وريما بالي كاتبة سورية، ولدت في حلب، سوريا، عام 1969. درست في جامعة حلب، كلية التجارة والاقتصاد، وعملت في مجال السياحة والفنادق (مدير عام فندق تراثي في حلب القديمة)، حتى نشوب الحرب في حلب. عاصرت الحرب خلال سنواتها الثلاث الأولى، وغادرت سوريا عام 2015. مقيمة حالياً في مدريد، أسبانيا.
روائيات سوريات حاضرات في جائزة "بوكر العربية"
وتميزت الدورات الأخيرة لجائزة بوكر العربية بحضور نسائي سوري لافت، حيث رُشّح عملان روائيان للروائيتين السوريتين سوسن جميل حسن ولينا هويان الحسن من بين 16 رواية اشتملت عليها القائمة الطويلة لنيل "الجائزة العالمية للرواية العربية" (بوكر العربية) بدورتها الـ16 في العام الفائت (2023).
و"الجائزة العالمية للرواية العربية" تمنح سنوياً للروايات العربية الفائزة، وتحظى بدعم من مؤسسة جائزة بوكر الدولية للرواية في لندن وتوصف عادة باسم جائزة "البوكر العربية"، غير أنهما مؤسستان منفصلتان ومستقلتان تماماً. ويرعى الجائزة حالياً مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة في الإمارات العربية المتحدة.