icon
التغطية الحية

"حفرة المصنع" تتحول إلى مصدر رزق وأسئلة عن تركها مفتوحة |فيديو

2024.10.31 | 11:29 دمشق

آخر تحديث: 31.10.2024 | 15:33 دمشق

"حفرة المصنع" تتحول إلى مصدر رزق وأسئلة عن تركها مفتوحة
يحمل الناس متعلقاتهم في أثناء عبورهم من لبنان إلى سوريا، هربا من القصف الإسرائيلي عبر معبر المصنع الحدودي ـ رويترز
 تلفزيون سوريا ـ وكالات
+A
حجم الخط
-A

يستغل لبنانيون خسروا أعمالهم في العداون الأخير، القصف الإسرائيلي الذي استهدف معبر المصنع ـ جديدة يابوس وأدى إلى قطع الطريق، محدثا حفرة كبيرة في وسطها.

تنتشر قرب الحفرة بسطات تبيع القهوة والشاي وبعض الوجبات الخفيفة للنازحين واللاجئين الفارين من لبنان إلى سوريا، إضافة للمتجهين إلى لبنان بغرض إجراء مقابلة في إحدى السفارات الأجنبية.

وكالة رويترز نقلت صورا ومقاطع فيديو تظهر عمل عدد من اللبنانيين في نقل النازحين على الطريق من لبنان إلى سوريا ذهابا وإيابا.

علي حيدر أحمد، شاب لبناني يبلغ من العمر خمسة وعشرين عاما، كان قد بنى حياته حول منشرة الأخشاب الخاصة به، ولكن عندما شنت إسرائيل هجوما كبيرا على لبنان في أيلول الماضي، انقلب عالمه رأسا على عقب.

ساد الصمت المنشرة التي كانت تعج بالنشاط في السابق، ووجد علي نفسه على حدود منطقة المصنع التي تفصل بين لبنان وسوريا، يكسب رزقه من خلال بيع الوجبات الخفيفة وتوفير وسائل النقل لعشرات الآلاف من اللاجئين والنازحين الفارين إلى سوريا.

يقول "نحن هنا مجموعة من سبع أو ثماني سيارات، نستيقظ صباحًا في الساعة الثامنة، نصطف بسياراتنا وننام فيها. نبدأ عملنا في الساعة الثامنة صباحا ونستمر حتى حلول الظلام، لأن العمل ليلًا أصبح مستحيلًا بسبب الضربات التي نتعرض لها. فالطريق ليلاً خطر هنا".

يعيش علي هو والسائقون الآخرون في سياراتهم، حيث يقدمون خدمات النقل للعائلات الفارة من الصراع. من الفجر حتى الغروب، يقود سيارته ذهابا وإيابا بين لبنان وسوريا، ليساعد اللاجئين على عبور مسافة قصيرة ولكنها خطيرة تبلغ كيلومترين.

وقد تسببت الضربات الإسرائيلية في تعطيل معبر المصنع الرئيسي مؤقتًا في وقت سابق من هذا الشهر، مما جعل المعبر الحدودي الشمالي للبنان هو الطريق الوحيد المفتوح إلى سوريا. ورغم المخاطر، يواصل علي عمله يوميا.

تكتوك

ويتابع "لا أشعر بالأمان مطلقًا، فنحن نعمل ونحن نحمل الهم والخوف في أي لحظة قد تتعرض فيها الطائرة للضرب، أو في أي لحظة قد يتعرض لنا أحد. نبقى في حالة من القلق والتوتر، فيما أهلنا مشردون في سوريا".

قُتل أكثر من 2700 شخص في القصف الإسرائيلي للبنان منذ أن بدأ الجيش الإسرائيلي وحزب الله تبادل إطلاق النار قبل أكثر من عام بالتوازي مع العدوان على في غزة. وقُتل ما لا يقل عن ثلثي هؤلاء في الأسابيع الخمسة الماضية وحدها، عندما كثفت إسرائيل حملة القصف على لبنان.

لماذا لم تردم "حفرة المصنع"؟

بعد أن قطعت إسرائيل طريق المصنع، تسبّبت غارة إسرائيلية يوم الجمعة الماضي استهدفت الجانب السوري من الحدود مع شرقي لبنان بقطع معبر جوسية ـ القاع الحدودي بين البلدين، وفق ما أفاد وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، ليصبح بذلك المعبر الثاني المقطوع من إجمالي ثلاثة رئيسية.

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن الضربات الجوية الإسرائيلية الليلة الماضية على المعبر الحدودي الرئيسي مع سوريا جعلت نقطة العبور الرئيسية من لبنان للبلد المجاور غير قادرة على العمل، مما يعيق محاولات اللاجئين للفرار من لبنان حيث أصبح خُمس السكان نازحين داخليا بالفعل.

وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي حينها أنه دمّر نفقا أرضيا تحت الحدود اللبنانية السورية، كان حزب الله يستخدمه "لنقل الكثير من الوسائل القتالية" لاستخدامها في جنوبي لبنان، محذرا من أنه "لن يسمح بتهريب هذه الوسائل القتالية ولن يتردد في التحرك إذا اضطر لذلك".

ويعتبر المصنع ممرا تجاريا واقتصاديا رئيسيا للبنان عبر سوريا إلى المنطقة العربية، وبذلك تكون إسرائيل قد فرضت نوعا من الحصار على لبنان ومنعته من التحكم في أجوائه وأراضيه، مع استمرار تعطيل حركة الطيران في الأجواء اللبنانية.

وأحدثت الغارة حفرة كبيرة جدا في الأرض، وفق ما شاهد مصورو فرانس برس. وتفاقم الوضع سوءا بعد ضربات جديدة خلال الأيام القليلة الماضية، ما يجعل السلطات اللبنانية والنظام السوري مطالبين بإصلاح الطريق نظرا لأهميته في فرار اللاجئين ونقل المساعدات الإنسانية.

ويبلغ طول الحدود اللبنانية مع سوريا 400 كيلومتر، وهي معروفة بأنها حدود سهلة الاختراق وغالباً ما تكون جبلية، وهو ما يناسب عمليات التهريب ونقل الأسلحة بشكل أفضل من الطرق والمعابر القانونية. 

وقالت لما فقيه، مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "بجعل المعبر الحدودي غير متاح في وقت يفر فيه مئات الآلاف من القتال ويحتاج الكثيرون إلى المساعدة، يهدد الجيش الإسرائيلي بضرر كبير للمدنيين. حتى لو كان هذا المعبر يُستخدم لأغراض عسكرية، ينبغي على إسرائيل أن تأخذ بعين الاعتبار الأضرار المتوقعة على المدنيين مقارنةً بالمكاسب العسكرية المرجوة من الهجوم".

وقامت هيومن رايتس ووتش بتحديد موقع وتحليل مقاطع الفيديو والصور المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تُظهر ثلاث حفر تعترض جميع مسارات الطريق السريع بين بيروت ودمشق، على بعد حوالي 500 متر شرقي معبر المصنع داخل الأراضي اللبنانية، وعلى بعد خمسة كيلومترات من الحدود السورية.