علّق حساب "شبكة البعث ميديا" التابع لحزب البعث العربي الاشتراكي، الأحد، على إجراءات "الاستئناس" التي جرت لاختيار المرشحين التابعين للحزب، وذلك قبل أيام من بدء انتخابات برلمان النظام السوري.
وزعم الحساب في منشور على فيس بوك أن الناخبين (أعضاء حزب البعث) هم الحكَم في نتائج الاستئناس الحزبي في سوريا لاختيار مرشحي حزب البعث العربي الاشتراكي في انتخابات أعضاء برلمان النظام.
وتابع أن البعثيين خاضوا خلال الشهر الماضي الاستئناس وهو عبارة عن انتخابات داخل حزب البعث و"صوتوا بقرارهم وبملء إرادتهم في كل الفروع وصدرت نتائج الاستئناس".
وأضاف أن مصلحة حزب البعث أن تكون نتائج الاستئناس هي البوصلة في تسمية كتلة البعث.. ولكن لابد من الانتباه لجوانب معيارية قد تطحنها وتغيّبُها الانتخابات (الاستئناس) عادة وهي عدالة التمثيل، بمعنى ثمة معايير وهوامش واضحة وضرورية لا بد من أخذها بالحسبان خلال إقرار الأسماء كتمثيل المرأة والشباب والمناطق الجغرافية والديمغرافية وهذه مسألة لا يختلف عليها البعثيون ويتوافقون على حتميتها".
ديمقراطية تحت مستوى "القيادة"
وبالرغم من أن عملية "الاستئناس الحزبي" تبدو ديمقراطية في ظاهرها، إلا أنها تستند إلى العلاقات والمصالح بين الأعضاء المرشحين و"القيادة" وما يربط الأطراف من تشابكات اقتصادية أو اجتماعية. والقرار النهائي للبت بأسماء المرشحين يبقى بيد "القيادة الحزبية"، مما يجعلها استشارة رمزية وليست ملزمة. وهذا ما يشير إليه الأمين العام المساعد للحزب إبراهيم الحديد بالقول إن اختيار المرشحين يجري استنادا إلى "المصلحة الوطنية العليا"، وإن مصلحة الحزب هي التي تفرض معاييرها.
وفي فيديو تعريفي بالاستئناس، بثّه "حزب البعث" على حساباته في مواقع التواصل، وجاء فيه أن الاستئناس "فرصة للبعثيين للتعبير عن آرائهم حول المرشحين ومدى شعبيتهم كما يقدم فرصة لاختيار الأفضل منهم"، وأن الاستئناس الحزبي يجري وفق "تجمعات تشبه الانتخابات تنظمها وتشرف عليها اللجان الانتخابية الخاصة بالحزب". مما يدل على أن الحزب لا يستند في اختيار أعضاء قائمته إلى آراء الأعضاء الحزبيين، ومما يعكس الطبيعة "الرمزية" للاستئناس الخالية من أي تأثير فعلي في عملية اختيار المرشحين النهائيين، والتي تظل محصورة بيد "القيادة الحزبية".
كما يؤكد رئيس اللجنة العليا للإشراف على الانتخابات الحزبية، خليل مشهدية، عدم إلزامية هذا الاستئناس في اختيارات القيادة الحزبية للمرشحين بالقول: "صحيح أن الاستئناس الحزبي يحقق إرادة الرفاق (أعضاء الحزب)، وهو ملزم بشكل ما في الاختيار بحسب التسلسل، إلا إذا كان هذا الخيار لا يحقق المصلحة الوطنية والحزبية ضمن ظروف المجتمع وضمن ظروف كل فرع على حدة".
ورغم أن عمليات الاستئناس في الفروع جرت عبر التصويت الإلكتروني، إلا أنّ حالات ضغط من قبل المرشحين على الأعضاء لترشيحهم سجلت في عدد من الفروع، واعترف بها "مشهدية" في مقابلة مسجلة على يوتيوب، قائلا بأن الضغوط الممارسة من بعض المرشحين على الأعضاء "بعيدة عن قيم وأخلاق ومعايير العمل الحزبي".
وأوضح أن بعض المرشحين الحزبيين خلال الأيام الماضية مارسوا ضغطا "ترغيبا أو ترهيبا" على الأعضاء، مشيرا إلى محاسبة المتورطين بالضغط على الأعضاء بالمحاسبة، لافتاً إلى أن هذه الحالات وثقت سابقاً بتدخل في الانتخابات السابقة لبرلمان النظام على مستوى المستقلين.
"استشارة رمزية"
ويرى القيادي السابق في حزب البعث الدكتور عبد العزيز ديوب أن "الاستئناس الحزبي في حزب البعث ليس إلا مسرحية ديمقراطية "مزيفة"، فقد يبدو للوهلة الأولى أن هناك نوعاً من المشاركة الشعبية داخل صفوف الحزب، حيث يتم إجراء انتخابات داخلية لاختيار المرشحين".
ويضيف ديوب في حديث لموقع تلفزيون سوريا أن "الحقيقة مختلفة تماماً.. فقرار القيادة الحزبية هو الذي يحدد المرشحين النهائيين، بغض النظر عن نتائج الانتخابات الداخلية، ما يجعل العملية برمتها مجرد استشارة رمزية لا تعكس الإرادة الفعلية للأعضاء".
وأوضح: "عملية الاستئناس كذبة مغلفة بقالب ديمقراطي فقيادات الفروع هي التي تستأنس عددا من الأعضاء العاملين وذلك على شكل مقابلات فردية يخضع خلالها (الرفيق) لبعض الأسئلة، وأخيرا يتم رفع الأسماء على شكل قائمتين، أساسية واحتياطية، ومن ثم تنتقي القيادة أو اللجنة المركزية أسماء المرشحين"، نافياً وجود أي شكل من أشكال الديمقراطية في اختيار المرشحين.
وأضاف الدكتور عبد العزيز ديوب: "أسماء القائمة لا تُرفع إلى دمشق إلا بعد أخذ الموافقة عليها من جهازين أمنيين".