"حبر الشاشات المطفأة.. تحري أحوال السينما السورية ونقادها" كتابٌ صدر أخيراً للكاتب والناقد السوري علي سفر، عن دار "موزاييك" للدراسات والنشر في إسطنبول.
يحاول المؤلف من خلال كتابه، البحث في رواية أخرى لتاريخ السينما السورية تبتعد عن المسلمات التي تكررت في غالبية الكتب التي تحدثت عن تاريخها، فيوضح أثر القوى التقليدية في محاولة ترويض السينما قبل ولادتها، بالتوازي مع القوى التسلطية الحزبية والعسكرية في محاولتها تقييد السينما عبر فرض الرقابة المسبقة عليها.
كما يوضح الكاتب سبب استنكاف القوى الليبرالية التي وصلت إلى السلطة عن دعمها. ويرصد بدايات النقد السينمائي السوري من خلال وضع الكتابات غير المكتشفة لأحد الكتاب السوريين تحت الضوء، ويدرس في سياق تحريه لعلاقة النقد السينمائي السوري بالسينما المحلية الضعف الذي شهدته الكتابات النقدية في مجلة الحياة السينمائية وفي سلسلة الفن السابع اللتين تصدرهما "المؤسسة العامة للسينما" التابعة لوزارة الثقافة في حكومة النظام السوري.
ويحتوي الكتاب في نصفه الثاني تحقيقاً مهماً حمل عنوان "سينما بلا نقاد أم نقاد بلا سينما"، وكان المؤلف قد أجراه مع ثلاثة أجيال من النقاد والمتابعين للسينما على مدى أكثر من عشرين عاماً بدأت منذ نهاية القرن الماضي وصولاً إلى السنة الماضية (2021)، أجابوا خلاله على هواجس النقد والسينما وعلاقتهما بالتاريخ وبالسلطة وبالتسويق وغير ذلك.
كتاب علي سفر الجديد، محاولة مختلفة عما سبق من كتب تحدثت عن السينما السورية، حصيلة جهد طويل ومقدمة لمؤلفات أخرى في السياق ذاته.