تقدم مكتب الادعاء العام الألماني بطلب إيداع شاب يبلغ من العمر 28 عاماً يشتبه بأنه يميني متطرف، متهم بدفع شاب سوري من فوق الجسر الحجري الشهير في مدينة ريغنسبورغ بولاية بافاريا جنوبي البلاد، بشكل دائم في مستشفى للأمراض النفسية بتهمة الشروع في القتل.
وأعلنت السلطات يوم الخميس أن مكتب المدعي العام يفترض أن "المتهم تصرف بدافع كراهية الأجانب"، ووجه إليه تهمة "استخدام رموز منظمات غير دستورية". كما تقدم الادعاء العام بطلب مماثل إلى محكمة مقاطعة ريغنسبورغ التي يتعين عليها الآن اتخاذ قرار بشأن قبول المحاكمة وتحديد مواعيدها. وفق ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.
وفي 13 تشرين الأول الماضي، أصيب الشاب السوري الضحية البالغ من العمر 20 عاماً بجروح خطيرة إثر سقوطه من ارتفاع سبعة أمتار تقريباً، وما يزال يعاني من الآثار النفسية المترتبة على الهجوم حتى اليوم، وقد عانى أيضاً من إصابة دماغية بسبب السقوط، لكن حياته لم تكن في خطر.
ارتكاب الجريمة بدافع "كراهية الأجانب"
ووفقاً للتحقيقات حتى الآن، "كان الشاب السوري جالساً على حاجز الجسر الحجري يتحدث في الهاتف عندما دفعه المتهم من فوق الجسر على حين غرة، وبعد ارتكاب الجريمة، يُقال إن المتهم واصل السير على الجسر من دون أن يتأثر، وأدى تحية هتلر لضابط شرطة بملابس مدنية تصادف وجوده".
وقال مكتب المدعي العام إن "التحقيقات التي أجراها بالاشتراك مع إدارة التحقيقات الجنائية في ريغنسبورغ خلال الأشهر الأخيرة ركزت بشكل أساسي على ما إذا كانت الجريمة قد كانت بدافع كراهية الأجانب". متهماً الشاب البالغ من العمر 28 عاماً بـ "محاولة قتل السوري بطريقة غادرة وبدوافع دنيئة".
وأضاف أنه "من بين أمور أخرى، جرى فحص بيانات الهاتف المحمول للمتهم لهذا الغرض، وقدم ذلك مؤشرات مختلفة على وجود أفكار قومية اشتراكية، كما ظهرت مؤشرات أخرى على وجود دافع محتمل لكراهية الأجانب وراء ارتكاب الجريمة، وذلك من خلال أقوال الشهود وتسلسل الأحداث".
"احتمال ارتكاب جرائم خطيرة في المستقبل"
وكان المتهم قد أدلى بأقواله لكل من ضابط الشرطة وخبير الطب النفسي في أثناء الإجراءات الأولية، وادعى أنه "ارتكب الجريمة لأنه كان يعتقد أن الشاب العشريني، الذي لم يكن يعرفه، تاجر مخدرات". ومع ذلك، أكد مكتب الادعاء العام أن "التحقيق لم يجد أي دليل على أي سلوك إجرامي من جانب الشاب السوري".
وتوصل تقرير الطبيب النفسي الشرعي إلى استنتاج مفاده أن "المتهم كان يعاني من نوبة هوس مصحوبة بأعراض ذهانية وقت ارتكاب الجريمة، وبالتالي لا يمكن تبرئته، ومع ذلك، ونظراً لحالته، فإنه ما يزال معرضاً لخطر ارتكاب جرائم خطيرة في المستقبل". ولهذا السبب، طلب مكتب المدعي العام إيداع المتهم في مستشفى للأمراض النفسية بشكل دائم.