قال قائد القوات الجوية المركزية الأميركية، الجنرال أليكسوس غرينكويتش، إن القوات الروسية في سوريا "أصبحت أكثر عدوانية، سواء في الجو أو على الأرض، منذ غزو أوكرانيا".
وأوضح غرينكويتش، خلال حلقة نقاشية في مؤتمر الطيران والفضاء والفضاء الإلكتروني، أن "القوات الأميركية تشهد ضغطاً متزايداً في الجو وعلى الأرض من قبل الروس"، مشيراً إلى أنه "أمر مقلق بعض الشيء".
وأضاف قائد القوات الجوية المركزية الأميركية، التي تشرف على القوات الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط، أن الولايات المتحدة "لديها قوات على الأرض وطائرات روسية مسلحة تحلق فوقها، والطيارون والملاحون الجويون على اتصال وثيق مع الروس كل يوم، ويعترضونهم ويرافقونهم ويتأكدون من بقاء قواتنا على الأرض آمنة في سوريا والعراق، بينما يواصلون القتال ضد تنظيم داعش".
ووفق الجنرال الأميركي فإنه "يعتقد أن هذا النشاط الروسي مدفوع ببعض شخصيات القيادة الروسية الموجودة في سوريا الآن"، مشيراً إلى أن "بعض هؤلاء الضباط فشلوا في أوكرانيا، وهم الآن في سوريا، وفي تقديري إنهم يحاولون صنع اسم لأنفسهم مرة أخرى، واستعادة المكانة داخل القوات المسلحة الروسية، ولا أعتقد أنهم سينجحون، لكن هذا ما يحاولون القيام به".
آلية منع التصادم
ولمنع المواجهة بينهما في سوريا، استحدثت الولايات المتحدة الأميركية وروسيا "آلية منع التصادم"، بموجب مذكرة تفاهم وُقعت بين الجانبين في تشرين الأول 2015، تنص على التواصل عبر إجراء خط ساخن بين القوتين العسكريتين لمنع حدوث أي تصادم عسكري، حيث يقوم كل جانب بإخطار الآخر بالعمليات العسكرية والتحركات التي قد تؤدي إلى سوء تقدير، إذا لم يكن كل جانب على علم بأنشطة الطرف الآخر.
وعلى الرغم من المذكرة، فإن المواجهة بين الجيشين الأميركي والروسي تصاعدت بشكل سريع وخطير عدة مرات في شمال شرقي سوريا، أبرزها في شباط من العام 2018، عندما عبرت قوة قوامها 500 فرد من مرتزقة مجموعة "فاغنر" الروسية وعناصر ميليشيا موالية للنظام السوري قرب نهر الفرات في دير الزور، حيث بدأت قوات النظام بقصف قاعدة تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية" في حقل نفط وغاز كونيكو، فردت الولايات المتحدة بضربات جوية عنيفة ونيران مدفعية استمرت قرابة ثلاث ساعات.
حينذاك، قالت وسائل إعلام أميركية إن "القادة العسكريين الأميركيين حاولوا الوصول إلى نظرائهم الروس من خلال قنوات آلية منع التصادم، للتحذير من ردهم، إلا أنه بحلول الوقت الذي تم فيه بدء الاتصالات، كان الهجوم المضاد جارياً".
وفي آب من العام 2020، أصيب عدد من الجنود الأميركيين في تصادم مع رتل عسكري روسي اعترضته القوات الأميركية، قرب الحدود السورية التركية شمال شرقي سوريا، في حين أُعلن عن محادثة جرت بين رئيس هيئة الأركان العامة الروسية، فاليري غيراسيموف، ورئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأميركية، مارك ميللي.