أفادت مصادر لـ موقع تلفزيون سوريا، اليوم الأربعاء، بوقوع جريمةِ قتلٍ في مدينة الباب شرقي حلب، ضحيتها طبيب بيطري من مهجّري الغوطة الشرقية في ريف دمشق، بُلّغ عن اختفائه، قبل يومين.
وقالت المصادر إنّ عائلة الطبيب البيطري محمد عبدو الساعور من مهجّري مدينة دوما في الغوطة الشرقية، بلّغوا عن اختفائهِ بعد غيابهِ عن المنزل، ليل الإثنين - الثلاثاء، وفقدان التواصل معه.
وقالت العائلة في بلاغها إنّه لا معلومات لديها عن مكانه سوى أنّه كان مدعواً للعشاء عند شخص يدعى مروان بهجت عبد الحق، وهو أيضاً من مهجّري الغوطة الشرقية، وينحدر من قرية الريحان.
وبحسب المصادر فإنّ "الفيلق الثالث" في الجيش الوطني، كان يبحث في قضية اختفاء "الساعور"، وتوصّل إلى "عبد الحق"، الذي تبيّن لاحقاً أنّه على علاقة باختفاء الطبيب البيطري، متزوج ولديه ثلاث بنات صغار.
وخلال التحقيق مع "عبد الحق" اعترف بأنّه أقدم على قتل "الساعور" بمساعدةِ أحد عمّاله في إحدى المزارع التي استأجرها لهذا الغرض، ودلّ على مكان جثّته، والتي كانت داخل "باكاج" سيارة تعود للطبيب المقتول.
وبحسب مجريات التحقيق الأوّلي فإنّ المُتهم "عبد الحق" يملك محلاّ لبيع الفروج في مدينة الباب وهو على خلافٍ سابق مع الطبيب البيطري محمد الساعور، لأنّه مدين له بمبلغ مالي، وأنّه قتله من أجل ذلك، بعد استدراجه عن طريق دعوةٍ للعشاء وحلّ الخلاف.
وأشارت المصادر، إلى أنّ الطبيب "الساعور" قُتل بطلقٍ ناري، وأنّ المُتهم بقتلهِ وضع جثّته في صندوق سيارة الطبيب، ثم قادها وركنها في سوق مدينة الباب وترك الجثّة بداخلها، ورمى مفتاح السيارة بالقرب منها.
ونقلت المصادر عن "الفيلق الثالث"، أنّه سيحوّل المُتهم وتسلّم الجثّة والسيارة إلى الشرطة المدنية، التي ستتابع التحقيق في القضية، قبل إحالة المتهم إلى القضاء.
وأمس الثلاثاء، قُتل مدني وأصيب آخرون بإطلاق نار "عشوائي" من قبل مُدمن مخدّرات في مدينة الباب، كاد يرتكب مجزرة، بعد أن حاول أيضاً تفجير قنبلةٍ يدوية كانت بحوزته، عندما حاصرته الشرطة وتمكّنت من إلقاء القبض عليه.
وسبق أن سجّل ناشطون في معظم مناطق الشمال السوري، حالات خطف وقتل بناء على خلافات سابقة بين الأطراف أو طلباً للفدية، طالت أطباء وتجاراً وأصحاب محال صرافة وذهب، ما أجبر أهالي المخطوفين على دفع عشرات آلاف الدولارات لقاء الإفراج عن ذويهم، في حين قُتل عدد منهم خلال عملية السطو أو السرقة.
اقرأ أيضاً.. الفوضى الأمنية في الباب.. هل عجزت الفصائل والمؤسسات الأمنية؟
يشار إلى أنّ مدينة (الباب) تعدّ أكبر مدن ريف حلب الشمالي والشرقي التي سيطرت عليها فصائل الجيش السوري الحر والقوات التركية ضمن عملية "درع الفرات" التي انطلقت ضد تنظيم "الدولة"، يوم الـ 24 من شهر آب عام 2016، وما تزال المدينة منذ ذلك الوقت تعاني مِن خلل أمني أدّى - وما يزال - إلى تفجيرات وعمليات اغتيال تستهدف - في معظمها - المدنيين.
وليست الباب فقط، بل إنّ معظم مناطق سيطرة الجيش الوطني في ريف حلب تعاني مِن خلل أمنّي أدّى إلى عشرات عمليات الاغتيال والتفجيرات التي أودت بحياة مدنيين، ما دفع الحكومة السوريّة المؤقّتة، قبل أيام، إلى تفعيل عمل اللجان الأمنية المركزية والفرعية.