يعاني المواطنون المقيمون في الأجزاء الخاضعة لسيطرة النظام السوري بمحافظة دير الزور، من تردّي الواقع الصحي إثر غياب العديد من الأجهزة والخدمات والاختصاصات الطبية الضرورية في مناطقهم الممتدة من الحدود مع العراق شرقاً وصولاً إلى ريف مدينة "السخنة" وسط البادية السورية.
وكشف "مدير الصحة" في دير الزور مأمون حيزة في حديث لصحيفة "الوطن" المقربة من النظام، عن افتقار المحافظة لجهاز الرنين المغناطيسي (المرنان)، ولأطباء جراحة الصدر والأوعية الذين كانت تزخر بهم عيادات ومستشفيات مدينة دير الزور قبل تعرضها للقصف والدمار على يد قوات النظام وسيطرة الأخيرة عليها قبل نحو 6 سنوات، ما أدى إلى تهجير كوادرها الطبية.
وأوضح حيزة أن المرضى في المحافظة يضطرون للسفر إلى العاصمة من أجل الحصول على صورة مرنان، ما يضطرهم لتكبد المشقة والتعب والتكاليف الإضافية المرتفعة. وقال: "يوجد حالياً في مستشفى (الأسد) بدير الزور جهازا تصوير طبقي محوري يخدمان المرضى في كامل المحافظة، أحدهما تم تزويد المستشفى به قبل عدة أشهر".
وأضاف أن المحافظة -الثانية من حيث المساحة في سوريا بعد محافظة حمص "لا يوجد فيها أي طبيب لجراحة الأوعية أو لجراحة الصدر"، مشيراً إلى أن المدينة يوجد فيها عدد لا بأس به من الأطباء في حين يفتقر ريف المحافظة للعدد الكافي.
فصل مشافي دير الزور
وبحسب حيزة، فإن "مديرية الصحة" تعمل على خطة لفصل مشافي مدينة دير الزور والتي تم تجميعها في مستشفى (الأسد)، والعمل يتم لتفعيل مستشفى "الفرات" خلال الفترة المقبلة إلى مكانه السابق، مؤكداً أن العمل جار على الانتهاء من تجهيزه طبياً ليتم نقل مرضى الداخلية والصدرية إليه.
وبيّن أن المستشفى الوطني بدير الزور مفعل كمركز للولادة الطبيعية، مشيراً إلى أنه سيتم تفعيله أيضاً كمركز للجراحة بحيث تجري بداخله العمليات القيصرية. وأعلن أنه سيتم افتتاح قسم للولادة الطبيعية في المستشفى الوطني بالميادين وذلك بعد الانتهاء من تأهيل أعمال البناء والإكساء فيه.
ريف المحافظة الشرقي الممتد إلى البوكمال (أكثر من 120 كيلومتراً)، والخاضع بصورة فعلية لسيطرة الميليشيات الإيرانية؛ يفتقر لوجود مستشفى "حكومي" يخدّم المنطقة ومرضاها. وشدّد حيزة على ضرورة وجود مسشتفى مفعل في خط الريف الشرقي لأن وجوده يساعد المرضى، وخصوصاً في حالات الحوادث، على تأمين الإسعافات الأولية لأي مصاب.