وجّه عاملون في قطاع الصحة ضمن مناطق دير الزور الخاضعة لسيطرة "قسد"، رسالة لـ موقع تلفزيون سوريا، سلطوا فيها الضوء على سياسة الإهمال والتهميش والتمييز التي يتعرضون لها من قبل "الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سوريا.
وجاء في نص الرسالة أن "الواقع الصحي في دير الزور لم يتغير عليه شيء بعد مرور نحو 4 سنوات من سيطرة (قوات سوريا الديمقراطية/ قسد) على المنطقة"، مضيفة أنه "من سيئ إلى أسوأ".
رواتب متدنية وأدوية لا تغطّي حاجة المواطنين
وقال العاملون إن "رواتب قطاعات دير الزور هي الأقل مقارنة بقطاعات بقية المناطق الخاضعة لـ (الإدارة الذاتية)".
وأضافوا: "كذلك الأمر بالنسبة للأدوية التي لا تسد حاجة المواطنين إلا لبضعة أيام في السنة. وتنطبق الحالة أيضاً على تجهيزات المراكز والمشافي والدعم المقدم من قبل المنظمات".
ولفتت الرسالة إلى أن العاملين في القطاع، وضعوا جميع شكاواهم أمام الإدارة ممثلة بـ رئيس المجلس التنفيذي، عبد حامد المهباش، والكوادر وهيئة الصحة، منذ شهر تشرين الثاني الماضي، "وتم قطع العهود والوعود على حلها منذ بداية العام، وإلى هذه اللحظة لم يتغير شيء".
وشملت الشكاوى المقدّمة لرئيس المكتب التنفيذي ما يلي:
أولاً: المرتّب الشهري للموظفين في قطاع الصحة في كل الإدارات، كان يبلغ 296 ألف ليرة سورية، أما في دير الزور بلغ 200 ألف ليرة فقط. وحين تمت مناقشة الأمر، تلقّى العاملون وعداً بالزيادة والمساواة مع بقية الإدارت ولكن بقيت الأمور على حالها. واليوم يتلقى موظفو الإدارات الأخرى 385 ألف ليرة بينما يتم منح موظفي القطاع بدير الزور 260 ألفاً .
ثانياً: بالنسبة الأدوية، فبعد أن تم الاتفاق على تقديم أدوية شهرية كافية لدير الزور، صارت تُقدّم كل 4 أو 5 أشهر، وبدفعات خجولة لا تكاد تكفي سوى بضعة أيام، بخلاف ما يتم تقديمه لبقية المناطق التابعة لـ "الإدارة الذاتية".
الموضوع الأهم، بحسب نصّ الرسالة، فيتعلق بـ كوفيد-19. حيث ذكر العاملون أنهم تلقوا وعوداً بتقديم أدوية ودعم للفرق الطبية بهذا الخصوص، إلا أنه لم يتغيّر شيء على أرض الواقع. فالوباء ينتشر بسرعة كبيرة وسط معاناة من نقصٍ في الأدوية والأوكسجين ومراكز الحجر. وفي معظم الحالات يتم تقديم الأدوية والأوكسجين من "أهل الخير".
وأضافوا: "بالنسبة لمعمل الأوكسجين، فبعد عمل تطوعي لـ30 عاملاً على مدى 6 أشهر، تم تعيين 19 منهم فقط. فبالرغم من العمل المتفاني الذي قام به جميع المتطوعين في الفترة الماضية، وما زالوا يقومون به حتى اليوم، وبالرغم من الحاجة الماسة إليهم، تم الاستغناء عن 11 متطوعاً بدلاً من مكافأتهم والحفاظ عليهم".
ويفيد العاملون أن ثمة كثير من الإشكالات التي تحتاج لحلول طارئة وسريعة، "لكننا نحاول تسليط الضوء على أهم الأمور" وفق قولهم.
المطالبة بتدخل المنظمات الإنسانية
وطالب متحدّث باسم العاملين في قطاع الصحة، عبر اتصال مع موقع تلفزيون سوريا، بـ "التدخل السريع للمنظمات الإنسانية وإفساح المجال لها من قبل قوى سيطرة الأمر الواقع. كما نناشد أبناء المنطقة من موظفي المنظمات والمجالس المدنية بالتدخل أيضاً، وعلى المسؤولين الإيفاء بوعودهم والتزاماتهم".
وأوضح المتحدث بأنه في حال الاستمرار في سياسة "اللامبالاة" فإنهم سيسعون للمطالبة عبر وسائل أخرى، و"سنقوم مبدئياً بنشر جميع الخفايا والأمور التي تجري من تحت الطاولة وفضح سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها الإدارة الذاتية بحق أبناء دير الزور".
وأردف: "تم التواصل مع أفراد الكوادر الطبية الذين أكدوا لنا جهوزيتهم لتعليق العمل في المراكز والمشافي في دير الزور حتى تتم الاستجابة لمطالبهم وسيتم الإعلان عن ذلك بعد عيد الفطر".
مطالب العاملين في القطاع الصحي بدير الزور
وبحسب المتحدث باسم عمال صحة دير الزور، يطالب الأخيرون بـ "مساواة الراتب وفقاً لرواتب موظفي بقية المناطق، وتقديم الأدوية اللازمة والكافية شهرياً، وتثبيت عمال معمل الأوكسجين ومكافأتهم على عملهم التطوعي".
كما طالبوا أيضاً بـ "تأمين مستلزمات المراكز والمشافي من أجهزة ومعدات وأثاث أسوة بباقي الإدارات، وتأمين سيارات إسعاف للمشافي والمراكز الطبية، وتأمين اللقاحات الدورية للأطفال، وتجهيز مراكز حجر كافية لمعالجة مرضى كورونا في مناطق دير الزور، وتوجيه دعم المنظمات إلى مراكز ومشافي دير الزور أسوة ببقية المناطق الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية"، وختموا بالقول إن ما يُدفع للخدمات الصحية "هو من أموال المنظمات الدولية وليست من الإدارة .