بدأت معظم الكوادر الطبية في منطقة غرب الفرات بدير الزور الخاضعة لسيطرة قوات نظام الأسد، بالهجرة نتيجة تضييق الخناق على القطاع الصحي والطبي في المدينة وريفها.
وقال طبيب من مدينة البوكمال لموقع تلفزيون سوريا، طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، إن "هجرة الكوادر الطبية ازدادت في الآونة الأخيرة بشكل كبير وملحوظ، وذلك بسبب تردي الوضع الصحي من ناحية القطاعات الصحية بالإضافة إلى انتشار فيروس كورونا وعدم اتخاذ تدابير حيال ذلك من قبل مديريات الصحة التابعة لقوات النظام".
وأضاف "اضطررت إلى الهجرة باتجاه شرق الفرات الخاضع لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بعد تعرضي للابتزاز من قبل ضباط وعناصر الفروع الأمنية التابعة لنظام الأسد في ريف دير الزور الشرقي، وطلب الإتاوات المالية مني ومن عدد من الأطباء بحجة توفير بيئة آمنة للعمل لهم من قبل الفروع الأمنية بشكل عام والأمن العسكري بشكل خاص".
وأشار الطبيب إلى أن "صيادلة وأطباء من مدينة البوكمال يعملون الآن تحت رقابة وسطوة الأمن العسكري بعد فرض مبلغ مالي يتراوح بين 100 و 150 ألف ليرة سورية، على الطبيب والصيدلي بحجة حمايتهم من الاعتقال بتهمة التعامل مع فصائل الجيش الحر بوقت سابق في محافظة دير الزور".
من جهته أكد مالك مستودع أدوية لموقع تلفزيون سوريا أنه ازدادت في الآونة الأخيرة عملية فرض الإتاوات على الشاحنات الطبية القادمة من مدن حلب ودمشق إلى دير الزور، من قبل الحواجز العسكرية بشكل عام والفرقة الرابعة بشكل خاص، مما أدى إلى توقف توريد هذه المواد إلى المحافظة.
وأوضح أن الحواجز كانت تفرض مبالغ مالية بحجة الجمركة وحماية هذه الشاحنات من السرقة، وهذا ما أدى إلى ارتفاع أسعار الدواء والمعدات الطبية من قبل المستودعات على الصيدليات والمستهلك لتعويض الخسائر التي تسببها هذه الحواجز.
وأشار إلى أن كل هذا جبرني أنا وعائلتي إلى الانتقال نحو مناطق سيطرة قوات "قسد" استعدادا للهجرة نحو أقربائي في تركيا.
الجدير بالذكر بأن العشرات من الأطباء والممرضين من أبناء مدينة دير الزور وريفها الخاضعتين لسيطرة نظام الأسد يحاولون الوصول إلى مناطق سيطرة "قسد" لينتقل بعضهم إلى الأراضي التركية.
يشار إلى أن قوات النظام شنّت حملة اعتقالات واسعة العام الماضي، في جميع المناطق التي سيطرت عليها بمحافظة دير الزور، استهدفت الشباب مِن أجل سوقهم إلى"الخدمة العسكرية الإلزامية"، كما شملت مَن اتهمهم "النظام" بأن لهم صلة بتنظيم "الدولة" أو الفصائل العسكرية مِن الجيش السوري الحر و"الكتائب الإسلامية".